روسيا تسابق الزمن لإقامة المنطقة العازلة في خاركيف

قال مراقبون إنه رغم تقدم وسيطرة القوات الروسية على بعض البلدات الأوكرانية في خاركيف، فإنها لم تنجح حتى الآن في تحقيق مساعي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الرامية لإنشاء منطقة عازلة.

وتوقع المراقبون، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، استمرار التقدم العسكري الروسي في قرى خاركيف خلال الأيام المقبلة، حتى بلوغ الهدف، وإنشاء المنطقة العازلة، قبل وصول أرباح الأصول الروسية المجمدة إلى أوكرانيا لدعم المجال الجوي والعسكري لكييف، مطلع أغسطس/آب المقبل.

ومع اجتياح القوات الروسية للمنطقة الحدودية شمال مدينة خاركيف، في العاشر من مايو/أيار الماضي، بدأت ملامح الخطة الروسية لإنشاء منطقة عازلة بالظهور.

وأكد المراقبون أنه رغم عدم تحقق الخطة الروسية في منطقة خاركيف، فإن هذا لا يعني فشل العملية العسكرية الخاصة، إذ حققت العملية العديد من الأهداف، ونجحت في السيطرة على عشرات القرى في خاركيف.

وفي هذا الصدد، يؤكد أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور حامد فارس، أن القوات الروسية تستغل الآن تأخر وسوء حالة الدفاعات الأوكرانية.

ويقول إن نجاح القوات الروسية خلال الساعات الماضية في تدمير مركز القيادة الأوكراني بمقاطعة دونيتسك، الذي يضم بداخله مركز تحكم الطائرات المسيرة، وكان يحتوي على 300 طائرة مسيرة، يُمكن أن يسرع عملية التقدم العسكري في جميع الأراضي الأوكرانية، وليس في خاركيف فقط.

 تغيير قواعد اللعبة

يلفت فارس إلى أن خاركيف تفتقر إلى دفاعات جوية كافية، ما يُسهل عملية السيطرة عليها، التي ستكون نقطة تحول في مسار الحرب الأوكرانية.

وقال إن تحقيق هذا السيناريو يحتاج إلى ضربات مكثفة بالصواريخ الباليستية والقنابل الانزلاقية، لشل القدرات الصناعية الأوكرانية.

ويشير أستاذ العلاقات الدولية إلى أن الدعم الأوروبي المحتمل لأوكرانيا خلال الشهر المقبل قد يُغير قواعد اللعبة داخل الأراضي الأوكرانية، وحال تحقيق ذلك، قد يصعب على القوات الروسية بلوغ هدفها.

وعن المشكلة الأساسية لأوكرانيا، يوضح الباحث في الشؤون السياسية والاستراتيجية، بسام البني، أن القوات الروسية نجحت في تحقيق الأهداف العسكرية والسياسية في الأراضي الأوكرانية، وأن مُخطط بوتين لتحويل خاركيف إلى منطقة عازلة أوشك على التنفيذ بعد تدمير العديد من مراكز القيادة التابعة للقوات الأوكرانية.

ويضيف البني أن المنطقة العازلة تعمل على حماية بيلغورود الجنوبية من الهجمات الأوروبية تزامنًا مع التهديدات الحالية، وهو ما تسعى إليه حاليًا القيادة السياسية والعسكرية الروسية، لذا يجب تسريع وتيرة العملية الروسية للسيطرة على جميع قرى خاركيف.

ويلات العقوبات

بدوره، يقول أستاذ العلوم السياسية، الدكتور عمار قناة، إن "روسيا وإن نجحت في التقدم العسكري في الأراضي الأوكرانية، إلا أنها تعاني ويلات العقوبات الأوروبية الاقتصادية، ما يؤثر بشكل كبير على الصناعات الدفاعية الروسية المتطورة".

ويتابع قناة: "الذخائر والقذائف المدفعية تعتبر الأكثر تضررًا بسبب اعتمادها على التكنولوجيا الأجنبية، ما أدى إلى انخفاض صادرات الأسلحة الروسية خلال العام الماضي بنسبة 11%، وفق آخر إحصائية صادرة عن معهد ستوكهولم الدولي".