قوات إسرائيلية تقتحم نابلس وحلحول شمال الخليل

logo
العالم

هل أصبح طيران إيران المدني "أداة" في حروب الحرس الثوري؟

هل أصبح طيران إيران المدني "أداة" في حروب الحرس الثوري؟
طيران إيران المدني.. ذراع الحرس الثوري الجوي
14 أكتوبر 2024، 7:40 ص

إيران "في ورطة" كبيرة وإحراج أكبر, لاسيّما مع حلفائها وبيئتهم؛ فحزب الله الذي تعرّض لهجمات استهدفت تركيبته البنيوية على مستويات عديدة يعاني اليوم من نقص حاد في السلاح الذي كان يُمرّر إليه بطرق مختلفة, لكن وبعد تعذّر تسليمه براً، تجد إيران اليوم أيضاً صعويةً في إمداده جواً عبر طيرانها المدني. 

"الجمهورية الإسلامية دأبت  على استخدام الطيران المدني الإيراني لمثل تلك الأنشطة منذ عقود، ولذلك السبب فإنّ العقوبات والقيود التي فرضتها مجموعة الدول الأوروبية والولايات المتحدة قد تأخّرت كثيراً وكان ينبغي فرضها منذ سنوات"، ذلك ما يقوله الباحث في الشؤون الإيرانية جاك روش لـ"إرم نيوز".

إيران تسخّر طيرانها المدني لتمرير السلاح

في حربها على جماعة حزب الله تستهدف إسرائيل كلّ المعابر العسكرية بين لبنان وسوريا، حتّى أنّها استهدفت معبر المصنع المدني بعدما بدأ حزب الله في استخدامه وفق ما يزعم الجيش الإسرائيلي، الذي حذّر من أنّه سيحبط أيّ محاولات من جانب إيران لنقل الأسلحة إلى حزب الله عبر مطار بيروت المدني، الذي يخضع لوجستياً لسيطرة الحزب وحليفه حزب حركة أمل الشيعيى أيضاً.

وفي السياق يقول خبير أمن المعلومات هشام الناطور  لـ"إرم نيوز", إنّ "ما يساعد إيران في استخدام الطيران المدني لأغراض عسكرية، هو  مسألة التعامل بالمثل إذا لا تأشيرات بين لبنان وإيران،  بالإضافة إلى أنّ الجهة التي تسيطر  على المطار  وأماكن التفتيش تسّهل ذلك الأمر".

أوائل أوكتوبر أظهرت بيانات من مواقع تتبع الرحلات الجوية أنّ طائرة تابعة لشركة قشم فارس الإيرانية أقلعت من طهران وكانت متجهة إلى لبنان أو سوريا، لكنّها قامت بالاستدارة فوق المجال الجوي العراقي، لتعود أدراجها بعدما تمّ تحذيرها من قبل إسرائيل التي أفادت بأنّ الطائرة الإيرانية كانت تنقل الأسلحة إلى حزب الله في لبنان.

أخبار ذات علاقة

"بلومبيرغ": الضربة الإيرانية تكبد إسرائيل خسائر بـ53 مليون دولار

نقل الأفراد والعتاد

يؤكّد روش أنّه "تمّ استخدام الخطوط الجوية الإيرانية لنقل الأفراد وبعض المعدّات العسكرية وقطع للمسيرات"، مشيراً إلى أنّ "كلّ ذلك أكّدته واشنطن، فيما كان مجلس الأمن حذر كذلك العام 2008 والعام 2010 من أنّ الخطوط الجوية الإيرانية متورّطة في أنشطة الانتشار النووي".

يتابع: "الخطوط الجوية الإيرانية متورّطة بطريقة ما في نقل المكونات النووية، ونحن نعلم أيضاً أنّها متورّطة في نقل الأموال لتمويل حزب الله في لبنان، كما في نقل الأفراد والأسلحة". 

إلى جانب شركة قشم فارس الإيرانية، ثمّة شركة "ماهان للطيران"، هي أيضاً واحدة من الشركات التي يلاحقها الكثير من الشبهات منذ عقود، ومعروف عنها أنّها تنقل الأسلحة والمعدّات العسكرية إلى وجهات مختلفة.  

محسن سازكارا هو أحد أكثر العارفين في تفاصيل الحرس الثوري الإيراني، كونه كان أحد واضعي النظام الأساسي له منذ اليوم الأوّل، وأحد أعضاء الشورى القيادية المؤقتة للحرس قبل أن يصبح تشكيلاً رسمياً وينفصل بالتالي عنه، يقول إنّ "شركة  ماهان إير  هي الجهة الرئيسة التي يستخدمها الحرس الثوري ولذلك السبب تمّ وضعها على لائحة العقوبات".

حقائب وهمية

ومن جهته، يقول الناطور إنّ "إيران تستخدم أسلوب تهريب الأسلحة عبر الطيران المدني بسبب العقوبات الدولية المفروضة عليها وعلى أجوائها وطيرانها الحربي وعلى معابرها مع بلدان أخرى، وقد يكون ذلك بنقل الأسلحة في حقائب وهمية على أنّها تعود لسائحين أو أشخاص يقومون بزيارات دينية". 

تضاف إلى اللائحة أيضاً شركة "إيران للطيران"، ووفق وزارة الخزانة الأمريكية، تتمتع تلك الشركة بتاريخ حافل في نقل البضائع نيابةً عن الحرس الثوري الإيراني ووزارة الدفاع ولوجستيات القوات المسلحة في إيران، التي قدّمت خدماتِ شَحْنِ البضائع إلى روسيا بما في ذلك شُحنات الإلكترونيات وأجزاء الطائرات والصواريخ.

ويضيف روش: "منذ بداية الحرب في أوكرانيا نقلت إيران أيضاً طائرات من دون طيّار، كما أنّها وفّرت فنيين ومدرّبين لتعليم الجيش الروسي كيفية استخدام تلك المسيّرات  وتوظيفها بشكل صحيح. كذلك فإنّ إيران أنشأت مصانع للمسيّرات  في روسيا لاختصار سلاسل الإمداد وتعزيز  قوتها العسكرية، لكنّنا لسنا متأكدين من عدد الصواريخ التي تمّ نقلها من إيران إلى روسيا".

وتفيد المعلومات بأنّ إيران تمتلك 80 % من أسهم شركة إيران للطيران، ومن هنا فهي قادرة على اختيار القيادة التنفيذية للشركة، ومن ثم يهيمن على القيادة التنفيذية في نهاية المطاف مجموعة من الشخصيات التي كانت في الحرس الثوري. 

شمس الدين فرزاديبور

ويوضح روش بالقول: "هو رجل يدعى شمس الدين فرزاديبور. كان العميد المسؤول عن قيادة العمليات الجوية في الحرس الثوري الإيراني قبل أن يصبح الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية الإيرانية العام 2022".

والجدير  بالذكر أنّه عندما كان مسؤولاً عن قيادة العمليات الجوية للحرس الثوري الإيراني، أشرف على العملية التي أسفرت عن إسقاط طائرة الخطوط الجوية الأوكرانية الرحلة 752 أثناء تحليقها فوق إيران، ما أدّى إلى مقتل حوالي  200 مدني. 

لذا، فإنّ شركة الطيران تلك تخضع إلى حدّ كبير لسيطرة النظام، ويستطيع النظام استخدامها لأغراضه الخاصة.

وبصرف النظر عن القيادة التنفيذية، فإنّ الحرس الثوري الإيراني يسيطر أيضاً على أمن شركة الطيران التابعة له، كما يسيطر على المطارات التي تعمل فيها، بما في ذلك مطار الإمام الخميني، وهو مركزها الرئيس في طهران 

ويسيطر الحرس الثوري الإيراني أيضاً على المحطات التي تستخدمها.

ولذلك السبب، تخضع شركة الطيران بالكامل تقريباً لسيطرة الحرس الثوري الإيراني على كلّ المستويات.

والجهة الوحيدة التي تُشرف عليها من الخارج  هي وزارة الطرق والتنمية العمرانية، التي يديرها  أفراد يعينهم الرئيس بإذن من المرشد الأعلى

محسن سازكارا هو أحد أكثر العارفين في تفاصيل الحرس الثوري الإيراني؛ فهو كان أحد واضعي النظام الأساسي له منذ اليوم الأوّل، وكان أحد أعضاء الشورى القيادية المؤقتة للحرس قبل أن يصبح تشكيلاً رسمياً إلى أن انفصل عنه عندما أصبح تشكيلاً رسمياً، وكان ذلك في الأشهر الثلاثة الأولى للثورة العام 1979.

ومن ثم فهو يعرف خبايا ذلك النظام وحرسه، وهنا يخص إرم نيوز بمعلومات تثبت تورّط شركة الطيران التي يفترض أنّها مدينة بالعمل العسكري.

رحلات شركة إيران إير

يقول سازكارا: "في ما يتعلق بشركة إيران إير الخطوط الجوية الرسمية الحكومية، فمقابلة ظريف المسربة في أبريل 2021 مع الصحافي سعيد ليلاز، تحدث عندما تم توقيع الاتفاق النووي وقامت الولايات المتحدة برفع العقوبات عن إيران إير . يقول ظريف إن نظيره الأمريكي حينها جون كيري أبلغ أن رحلات شركة إيران إير إلى سوريا تضاعفت ست مرات".

ويتابع: "يقول ظريف عندما ذهبت إلى الجنرال قاسم سليماني لسؤاله عن تلك القضية، لماذا لا تستخدمون شركة ماهان إير  وتستخدمون إيران إير، أجابه سليماني بأنّ إيران إير أكثر أماناً. وذلك مثال على كيفية تأثير الحرس الثوري على السياسة والدبلوماسية، وكيف تستخدم الأنشطة الإرهابية لفيلق القدس، بل عناصر الحرس كلهم يستخدمون كل مرافق البلاد ويستغلونها فوق أيّ قانون".

ويرى الناطور أنّ "روسيا هي حليفة إيران على الصعيد السياسي والعسكري، ومن ثم فإنّ جميع المسيّرات التي يتمّ إطلاقها على أوكرانيا  هي إيرانية الصنع، وثمّة تعاون عسكري كبير . وبسبب انخفاض كلفة تصنيع تلك المسيّرات في إيران وسهولة نقلها عبر الطيران المدني وإيصالها إلى روسيا أو حتى إطلاقها من إيران".

في العاشر من سبتمبر، كان أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أنّ واشنطن ستفرض عقوبات على شركة إيران للطيران، وذلك بعدما تمّ التأكّد من استخدام الشركة لنقل معدات عسكرية.

وفي الوقت نفسه، أعلن شركاء واشنطن الدوليون عن تدابير لن تسمح لشركة الخطوط الجوية الإيرانية بالعمل على أراضيهم في المستقبل، مع فرض المزيد من العقوبات على الأفراد والكيانات الإيرانية، بما في ذلك الخطوط الجوية الإيرانية،  وتحديد خمس سفن كممتلكات محظورة متورطة في انتشار أنظمة الأسلحة الإيرانية إلى روسيا.

وبالفعل، علّقت كلّ من فرنسا وألمانيا وبريطانيا اتفاقيات الخدمات الجوية الثنائية مع إيران، مع فرض عقوبات على شركة الطيران بسبب تصدير الصواريخ الإيرانية إلى روسيا، في خطوات  تهدف للضغط على الحكومة الإيرانية بسبب توفيرها الأسلحة لروسيا.

شركة طيران مدنية لأهداف عسكرية

يقول روش إنّ "استخدام شركة الطيران تلك والتي تبدو أنّها شركة طيران مدنية لأهداف عسكرية، هو أمر غير قانوني بموجب المبادئ التوجيهية الدولية التي يجب أن تتبعها الدول الأعضاء في منظمة الطيران المدني الدولي.

وبذلك تكون إيران قد انتهكت عدداً من البروتوكولات التي من المفترض أن تتبعها في ما يتعلق بسلامة الطيران عبر استخدامها تلك الخطوط الجوية لأهداف عسكرية. فذلك أوّلاً وقبل كلّ شيء انتهاك للقانون الدولي، وذلك يشكّل مصدر قلق بشأن سلامة الأفراد الذين يسافرون على متن الخطوط الجوية الإيرانية.

ويشدّد الناطور على أنّ "نقل الأسلحة على متن الطيران المدني لا يتم بالطريقة الصحيحة، ومن ثم فالطائرة تتعرض لضغط جوي ومن الممكن أن تتعرض لاستهداف عسكري من قبل إسرائيل أو بسبب عوامل طبيعية، وذلك ما يشكّل خطراً على حياة المدنيين".

في الحقيقة، ليست فقط شركات الطيران وحدها التي تثار حولها الشكوك والشبهات، بل إنّ إيران تعمل على استخدام بعثاتها الديبلوماسية لتمرير كلّ ما تريد تمريره لا سيما تهريب المعدات العسكرية والأفراد والأموال والمخدّرات، التي أغرقت العراق بها، إذ بات نصف شباب العراق مدمناً وفق الدراسات العلمية.

فيما يعتبر الخبراء أنّ ما تفعله طهران يصبّ في سياق معاقبة كلّ الشرائح السنية في البلاد التي لم تقف إلى جانبها.

وفي ذلك الصدد، يقول سازكارا: "في ما يتعلق بمسألة استخدام البعثات الدبلوماسية أو استخدام المناصب الدبلوماسية في الأنشطة الإرهابية أو تهريب الأموال أو غسيل الأموال وغيرها، فهذا ما تفعله الجمهورية الإسلامية منذ فترة طويلة.".

ويختم بالقول: "السفارات هي أماكن يتم فيها التخطيط للإرهاب، مثل سفارة الجمهورية الإسلامية في ألمانيا، خصوصاً عندما كان حسين موسويان سفيراً لإيران في ألمانيا كانت السفارة قاعدة للعمليات الإرهابية في أوروبا في عهد هاشمي رفسنجاني، أو  غيرها من السفارات أو إرسال عناصر إرهابية بغطاء دبلوماسي وبجوازات دبلوماسية مثل ما حصل في بلجيكا حيث كان أسد الله أسدي يبحث عن عمل إرهابي بغطاء دبلوماسي".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC