مراقبون: لقاء "محور المقاومة" في طهران رسالة إلى إسرائيل وأمريكا
للمرة الثالثة خلال شهرين، وقبل يوم من اغتيال زعيم حماس إسماعيل هنية في طهران، التقت قيادات الفصائل المسلحة المندرجة تحت ما يسمى بـ "محور المقاومة"، في طهران ليلة الاثنين، بعد لقاء الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان عددا من قيادات حماس والجهاد الإسلامي و"حزب الله" و"الحوثي".
ويرى مراقبون في الشأن السياسي أن هذا اللقاء الذي تحقق عشية حفل أداء اليمين الدستورية للرئيس الإيراني الجديد، أريد منه التأكيد على استمرار الدعم السياسي والمالي والعسكري الإيراني للأذرع الإيرانية في المنطقة حتى مع تسلم الإصلاحيين دفة الحكم وأنه لا تبديل في هذه السياسة تجاه المنطقة.
ويؤكد خبراء عسكريون أن اللقاء بمثابة إعلان عن توحيد الجبهات للفصائل المسلحة بقيادة إيران، ورسائل تحذير لإسرائيل والولايات المتحدة، خاصة بعد استهداف لبنان و"حزب الله".
وبموازاة لقاء بزشكيان الرسمي، كشفت مصادر عراقية عن لقاء خاص جمع الفصائل المسلحة العراقية بقيادات عسكرية من حماس والجهاد الإسلامي و"الحوثي" و"حزب الله"، لتنسيق المرحلة المقبلة في حال توسعت الحرب لتشمل الجبهة الجنوبية في لبنان.
خطورة المرحلة
وقال قيادي في أحد الفصائل، لـ "إرم نيوز"، طلب عدم الكشف عن اسمه، إن "الفصائل المسلحة تعي جيداً خطورة المرحلة المقبلة من الحرب، التي يمكنها أن تحرق المنطقة في حال مهاجمة إسرائيل لجنوب لبنان وحزب الله تحديداً"، وفق تعبيره.
وأضاف أن "الفصائل لم تقف مكتوفي الأيدي تجاه هذا التصعيد، لذا جاءت الفرصة في طهران لتجتمع مع باقي (محور المقاومة) لتنسيق العمليات، ومناقشة إمكانية توحيد الساحات بشكل فاعل ومتصاعد هذه المرة".
وتأتي هذه اللقاءات بعد أيام قليلة من عودة الفصائل المسلحة الموالية لإيران هجماتها الصاروخية للقواعد الأمريكية في كل من العراق وسوريا، والتي استهدفت قاعدة عين الأسد غرب العراق وحقل كونيكو للغاز شمال شرقي سوريا.
والتقى بزشكيان، بشكل منفصل ومعلن، نائب الأمين العام لـ"حزب الله"، نعيم قاسم، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، والأمين العام للجهاد الإسلامي زياد النخالة، والمتحدث باسم "الحوثيين" محمد عبد السلام.
ورقة ضغط على أمريكا وإسرائيل ودول المنطقة
علي الشمري، خبير عسكري
الخبير الأمني والعسكري، علي الشمري، يرى أن لقاء الفصائل المسلحة من اليمن وفلسطين ولبنان والعراق وسوريا في قلب طهران، محاولة لتقسيم الأدوار العسكرية فيما توسعت حرب غزة لتشمل لبنان.
وقال لـ "إرم نيوز" إن "إيران عبأت الفصائل الموالية لها طوال سنوات، وزودتها بترسانة عسكرية تمكنها من تشكيل ورقة ضغط على أمريكا وإسرائيل من جهة ودول المنطقة عموماً من جهة أخرى، وهذا كله خدمة لمصالح طهران في المنطقة".
وأضاف أن "جل التوقعات تشير إلى أن طهران ستقسم الأدوار بين الفصائل الموالية لها للتصعيد العسكري في حال تمت مهاجمة لبنان، ولقاءات تلك الفصائل سواء المعلنة أو غير المعلنة ما هي إلا دليل على ما يسمى توحيد ساحات المعارك وإناطة دور معين في المعركة بكل فصيل في كل بلد".
تأثير بزشكيان
وكانت بعض مراكز الدراسات قد ذهبت إلى أن وصول بزشكيان الإصلاحي إلى دفة الحكم سيؤدي إلى تراجع تدخلات طهران في المنطقة، وذهاب إيران نحو التهدئة مع واشنطن وإسرائيل خلال هذه المرحلة.
لكن الخبير والمحلل السياسي محمود هاشم يرى أن "لا تبديل في سياسة طهران تجاه المنطقة، أو تراجع عن التدخلات، لأن المطلع على نظام الحكم في إيران يعي جيداً أن السياسة العليا للبلاد يرسمها المرشد الأعلى علي خامنئي باعتبارها تعمل بنظام ولاية الفقيه".
وأضاف أن "الدفع بلقاء الرئيس الإيراني بشكل معلن مع قيادات الفصائل المسلحة من اليمن ولبنان وفلسطين ما هو إلا رسالة للولايات المتحدة والعالم بأن طهران لن تبدل موقفها بدعم أذرعها في المنطقة بتبدل الحزب الحاكم".
وكانت الفصائل المسلحة قد اجتمعت مرتين سابقتين خلال الأسابيع القليلة الماضية، الأولى كانت في سوريا، بمشاركة قيادات عسكرية للفصائل، والثانية في طهران بمشاركة قيادات سياسية وعسكرية.
وشهدت الأيام الثلاثة الماضية تلويحاً من إسرائيل بالرد العسكري على حادثة بلدة مجدل شمس في الجولان، وتوعدت ميليشيا حزب الله برد قاسٍ، على حد وصفها.
وشهدت ضاحية بيروت الجنوبية غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزل القيادي الأمني في "حزب الله" فؤاد شكر، المعروف باسم "الحاج محسن"، والذي لم يعلن الحزب عن مقتله أو نجاته حتى اللحظة، لكن "رويترز" نقلت عن مصدرين أمنيين قولهما إنه نجا من الضربة الإسرائيلية.
