"سومي" الأوكرانية.. هل تكون نقطة لتحرير "كورسك"؟

في أعقاب الزيارة المفاجأة التي أجراها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلى مدينة "سومي"، تشهد المدينة الأوكرانية الواقعة على الحدود هجومًا روسيًّا عنيفًا بالصواريخ.

ويأتي الهجوم - فيما يبدو - ردًّا على التصريحات التي أدلى بها زيلينكسي، واعترافه باستخدام أنظمة صواريخ "هيمارس" الأمريكية لتدمير جسور ومعدات عسكرية في كورسك الروسية.

وأثيرت تساؤلات عن سر التحول الروسي نحو المدينة الحدودية، وخاصة: هل تكون نقطة البداية لتحرير "كورسك"؟ أم أنها مجرد توجيه رسائل لزيلينسكي والغرب عن قدرة روسيا اختراق العمق الأوكراني والتعامل مع الأنظمة الدفاعية الأمريكية؟

يرى الخُبراء، أن "سومي" بوابة روسيا نحو توغل القوات الروسية إلى الشمال الأوكراني، خاصة في ظل التقدم العسكري الروسي في مدينة "بوكروفسك" الأوكرانية.

ويذهبون في تصريحات لـ"إرم نيوز" إلى أن هذه المدنية هي كلمة السر في العملية العسكرية بالشمال الأوكراني التي ترغب وتحاول القوات الروسية حاليًّا السيطرة عليها كاملة.

أهمية إستراتيجية

وقال الخبير العسكري الروسي ألكسندر فافيلوف، إن "سومي" لها أولوية عسكرية لدى روسيا، منذ القرن الماضي؛ إذ شهدت أكبر معارك بالدبابات في أثناء الحرب العالمية الثانية بين الجيشين الألماني والسوفييتي.

وأضاف لـ"إرم نيوز" أن هذا السيناريو يُعاد بين الجيش الأوكراني بمعداتها العسكرية الغربية الأمريكية والجيش الروسي، مشيرًا إلى أن الهجوم الصاروخي الروسي يأتي بعدِّ "سومي" وسيلة الضغط الرئيسة على أوكرانيا، وبوابة الزحف نحو العاصمة كييف التي تبعد نحو 300 كم.

وأوضح الخبير العسكري أن مدينة "سومي" مُحاطة بالقوات الروسية بداية من بلدات روامي حتى بروفاري، التي نجحت روسيا في السيطرة عليها عبر عملياتها العسكرية في خاركيف بالأشهر الماضية، وينقل الجيش الروسي حاليًّا معداته العسكرية من بيلغوردود إلى حدودها؛ تمهيدًا للسيطرة عليها في ظل انشغال القوات الأوكرانية بالمعارك الدائرة داخل "كورسك" الروسية.

وأكد فافيلوف الأهمية الإستراتيجية للمدينة، قائلًا: إن المدينة تعد قلعة الصناعة الأوكرانية في المجالات كافة، والسيطرة عليها قد يُصيب الحياة الأوكرانية بالشلل التام، ويفكك القدرات العسكرية الأوكرانية تفكيكًا كبيرًا، ما يؤثر في مسار الحرب.

تحرير "كورسك" من "سومي"

في السياق ذاته، قال المحلل السياسي محمد عز العرب، إن الهجوم الصاروخي الروسي على "سومي" ليس وليد اليوم، "وإنما اشتدت وطيس الحمى عليها في أعقاب التصريحات التي أدلى بها رئيس أوكرانيا".

وقال لـ"إرم نيوز" إن القوات الروسية أثبتت مدى قدرة منظومتها الدفاعية على التعامل مع منظومة الصواريخ الأمريكية والمعدات العسكرية الغربية التي تتباهى كييف باستخدامها في المعركة من دون الحصول على إذن الولايات المتحدة".

وأشار عز العرب، إلى أن تحرير "كورسك" قد يأتي من "سومي" في حال نجاح القوات الروسية بالسيطرة عليها، تزامنًا مع حالة الاستنزاف التي ما زالت تتعرض لها قوات أوكرانيا في كل من إقليم دونباس ومدينة بوكروفسك.

وأوضح أن أوكرانيا تستخدم الآن، أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية "باتريوت" و"هيمارس" لوقف الهجوم الروسي العنيف، وللضغط على الغرب؛ بغية تنفيذ الوعود بدعمها العسكري لوقف التهديدات الروسية المتزايدة قبل وصول دونالد ترامب إلى كرسي الرئاسة الأمريكية.