إعلام إيراني: مبعوث ترامب يصل مسقط لإجراء مفاوضات مع الإيرانييين حول الملف النووي
قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، إنه منذ وصول رئيس الوزراء كير ستارمر إلى داونينغ ستريت، يُنظر إليه من قبل بعض الأوكرانيين على أنه أقل حماسة، نظرًا لفشله في أن يصبح الصوت المؤيد لأوكرانيا الذي كانت بريطانيا تمثله للبلاد تحت حكم المحافظين.
وبحسب الصحيفة، فإنه على مدار الأشهر الماضية، تعرض رئيس الوزراء البريطاني لانتقادات عدة من بعض المحافظين نظرًا لعدم نجاحه في السفر إلى أوكرانيا، وذلك على الرغم من أنه التقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي في اجتماعات دولية مختلفة.
ومع هذه الانتقادات، فاجأ ستارمر مُنتقديه بزيارة إلى العاصمة الأوكرانية كييف يوم الخميس الماضي، في خطوة لإظهار الدعم البريطاني للرئيس فولوديمير زيلينسكي قبل تنصيب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الاثنين المقبل.
وقبل هذه الزيارة المفاجئة، قال ستارمر، إن طموح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لانتزاع أوكرانيا من أقرب شركائها كان فشلاً استراتيجياً هائلاً، وبدلاً من ذلك، نحن أقرب من أي وقت مضى لأوكرانيا، وستأخذ هذه الشراكة، صداقتنا إلى المستوى التالي، ويجب وضع أوكرانيا في أقوى موقف ممكن في حربها مع روسيا.
وخلال الزيارة وقع ستارمر وزيلينكسي على اتفاقية "الشراكة المئوية" ومدتها 100 عام، حيث تعتزم بموجبها بريطانيا وأوكرانيا تعميق التعاون العسكري وتعزيز الأمن في البحر الأسود وبحر آزوف وبحر البلطيق.
وأثارت هذه الخطوة حفيظة موسكو، نظرًا للأهمية الاستراتيجية لبحر آزوف بالنسبة إلى روسيا، خاصة بعد ضم موسكو شبه جزيرة القرم في 2014، وأصبح بحرا روسيّا داخليا أضيف للبحار والمحيطات التي تطل عليها روسيا.
وحذر الكرملين، على لسان المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف، من أي اقتراب للبنية التحتية العسكرية البريطانية من مياه وحدود روسيا، ومن أي تعاون بين لندن ونظام كييف قرب بحر آزوف الذي أصبح بحرا روسيّا داخليا.
وقال بيسكوف، إن الكرملين ينظر سلبيا إلى البند الخاص بتعاون لندن وكييف في بحر آزوف باعتباره بحرا داخليا روسيّا، لذا "لا يمكن أن يكون هناك أي حديث عن التعاون بين أوكرانيا وبريطانيا هناك".
وتعليقًا على الاتفاقية البريطانية الأوكرانية، قال سمير أيوب المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إن توقيع اتفاقية شراكة بين بريطانيا وأوكرانيا لها دلالات متعددة، أبرزها، هي أن بريطانيا تحاول استغلال تدهور الأوضاع في أوكرانيا لزيادة نفوذها، والتدخل في شؤونها وإقامة حاجز كبير مع روسيا.
وأكد أيوب لـ"إرم نيوز"، أن بريطانيا هي من أكثر الدول الأوروبية التي تريد استمرار الصراع بين روسيا والغرب وتحرض عليه بشكل كبير كما تحاول توسيع هذا الصراع اعتقادا منها أنها في نهاية المطاف سوف تضغط على روسيا وتقلص نفوذها العالمي.
وأشار إلى أن بريطانيا لعبت دورًا كبيرًا في كل النزاعات التي كانت تحدث في المحيط الروسي، أو حتى داخل روسيا حيث كان لها دور كبير في حرب القوقاز والحرب الشيشانية التي حدثت في السابق.
وأضاف أن الدلالة الأخرى من هذه الاتفاقية، أن بريطانيا لها تطلعات أخرى، وهي إنشاء قواعد عسكرية في المياه الإقليمية الأوكرانية بالبحر الأسود مما يعطي بريطانيا مجالًا أكبر للتدخل في القوقاز الروسي والتحريض للعديد من الجماعات التي تصنفها روسيا أنها إرهابية للعمل داخل روسيا.
وتابع: "روسيا ترى اليوم أن ضغوط حلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا تستمر وبطريقة استفزازية يمكن أن تهدد باندلاع صراع كبير بين روسيا والناتو، ولا يمكن أن ننسى استفزازات الناتو لروسيا في بحر البطليق والتضييق على أسطول الظل الروسي".
ولفت سمير أيوب إلى أن هذا التعاون البريطاني الأوكراني موجه بشكل خاصة لاستهداف روسيا وليس لحل الصراع، خاصة وأن بريطانيا لها دور وتأثير كبير في منطقة القوقاز وعملت ولا تزال تعمل هناك من خلال أجهزة مخابراتها بقدر المستطاع لزعزعة الأمن والاستقرار في روسيا وإضعافها، واستبعاد قادة الروس أمام طموحاتها للسيطرة على منطقة القوقاز الروسي أو حتى زيادة تأثير نفوذها هناك.
من جانبه، اعتبر رامي القليوبي، أستاذ زائر بكلية الاستشراق في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو، أن اتفاقية الشراكة بين بريطانيا وأوكرانيا اتفاقية رمزية ولا تتضمن سوى تعزيز النفوذ البريطاني في أوكرانيا واستغلال حاجتها وضعفها بعد استنزافها بشكل كبير في الحرب الروسية.
وأكد القليوبي لـ"إرم نيوز"، أن هناك مخاوف روسية من هذه الاتفاقية على الرغم من رمزيتها، خاصة فيما يتعلق بالتعاون العسكري، نظرًا لأن بريطانيا من دول الصقور التي دعمت وما زالت تدعم أوكرانيا في حربها بشكل كبير ضد روسيا، من ثم قد تتضمن تلك الاتفاقية مزيداً من التدريب العسكري الإنجليزي للجيش الأوكراني وإمداده بمزيد من الأسلحة.
وأشار إلى أن الاتفاقية لا تتضمن محاربة الإنجليز لروسيا نيابة عن أوكرانيا، وبالتالي لن تغير تلك الاتفاقية شيئاً من على أرض الواقع وسيطرة روسيا على مزيد من الأراضي الأوكرانية.