الإذاعة الإسرائيلية: الجيش هاجم 20 موقعا في غزة

logo
العالم

خبير كردي: المنطقة ستشهد ولادة تنظيم كردي جديد بعد رسالة أوجلان

خبير كردي: المنطقة ستشهد ولادة تنظيم كردي جديد بعد رسالة أوجلان
نواف خليل
28 فبراير 2025، 5:13 ص

استبعد خبير وباحث كردي بارز تفكك حزب العمال الكردستاني، مؤكدًا أن المنطقة ستشهد ولادة تنظيم جديد، إثر رسالة زعيمه عبد الله أوجلان، التي دعا فيها إلى إلقاء السلاح وحل الحزب.

وقال نواف خليل، مدير "المركز الكردي للدراسات" في ألمانيا، في لقاء خاص مع "إرم نيوز"، إن الأوساط الكردية تترقب الخطوة التالية من الجانب التركي على الصعيد العسكري، لا سيما الموقف من الهجمات في سوريا وكردستان العراق وداخل تركيا.

ودعا خليل تركيا إلى تلبية متطلبات عملية السلام التي نادى بها أوجلان، محذرًا، في الوقت نفسه، من أن عدم تطبيقها سيفتح صفحة جديدة من الصراع بين الأكراد وتركيا.

أخبار ذات علاقة

هل يمتثل مسلحو "العمال الكردستاني" لدعوة أوجلان إلقاء السلاح؟

وكان أوجلان دعا من سجنه في جزيرة مرمرة التركية حزبه إلى حل نفسه وإلقاء السلاح. وفي بيان ألقاه نيابة عنه ممثلون عن حزب الديمقراطية والمساواة الشعبية، كانوا زاروه في وقت سابق من اليوم الخميس، قال أوجلان: "أدعو إلى إلقاء السلاح وأتحمل المسؤولية التاريخية عن هذه الدعوة".

وتاليًا نص الحوار مع نواف خليل:

كيف تقيّم الرسالة المنسوبة للزعيم الكردي عبد الله أوجلان بشأن حل حزب العمال الكردستاني؟

لنعد قليلاً إلى الوراء، كي تتوضح صورة الرسالة والعملية الحالية، فقد جرت العادة منذ سنة 1993 وحتى الآن أن يبادر حزب العمال الكردستاني والسيد أوجلان بطرح دعوة الحوار والتفاوض، ولكن هذه المرة كان الأمر مختلفًا، فمَن بادر بالذهاب لإلقاء التحية ومصافحة أعضاء "حزب السلام والديمقراطية" و"حزب المساواة وديمقراطية الشعوب" كان دولت بهجلي، وهو زعيم تيار قومي متشدد لأبعد الحدود مع الكرد، وهو الذي حينما ألغت تركيا عقوبة الإعدام حمل حبل المشنقة وأتى به إلى البرلمان التركي، وهو نفسه الذي دعا أوجلان إلى أن يأتي للبرلمان التركي.

لهذا، أعتقد أن هذه العملية نتاج لما بعد السابع من أكتوبر في غزة، واستكمال أيضًا لما بعد الخامس من نوفمبر، أي انتخاب دونالد ترامب، وما أحدثه وما سيحدثه هناك حول الشرق الأوسط الجديد، وهذا ما يدركه تمامًا القادة الأتراك والكرد عمومًا.

أخبار ذات علاقة

رئاسة "كردستان العراق" تحض حزب العمال على الاستجابة لدعوة أوجلان

 

في ظل التطورات الأخيرة في تركيا وشمالي سوريا؟ كيف تفسر السياقات السياسية والأمنية المحلية والإقليمية في توقيت الرسالة؟

أرى أن الرسالة كُتبت بلغة مكثفة شديدة الحساسية لتمهّد للخطوات القادمة. الآن، الكرد ينتظرون ما الذي يمكن أن تُقدم عليه تركيا، مثلاً: هل ستُخرج أوجلان من السجن وهو قد قضى المدة القانونية إلى الإقامة الجبرية كما حصل في جنوب أفريقيا مع نيلسون مانديلا أم أن الخطوة التالية ستكون السماح لأوجلان بالذهاب والتواصل مع قيادات العمال الكردستاني الذين عليهم عقد مؤتمر لاتخاذ قرار يتعلق بحل الحزب، على أن يكون هناك تنظيم بديل؟

هذا يعني أن الكرد لن يكونوا دون تنظيم، والسلاح سيُوضع حينما تنتهي موجبات السلاح، فقد بدأ الأكراد بالكفاح المسلح منذ 15 آب/أغسطس 1984.

برأيك، كيف ستؤثر هذه الرسالة في المشهد السياسي الكردي الداخلي في مختلف مناطق الأكراد، خاصة العلاقات بين مختلف الأحزاب والتيارات الكردية؟

تركيا حتى الآن هي العائق الأكبر، فمنذ التوقيع على معادلة "لوزان" في تموز 1923 وحتى الآن تركيا لم تنكر الوجود الكردي عبر دساتيرها أو سياساتها فقط، إنما عملت بكل ما تملك من إمكانيات لمعارضة أي حلّ للاعتراف الكردي في إيران والعراق وسوريا.

أحد أسباب فشل تركيا في سوريا أنها عادت الإدارة الذاتية، لكنها في النهاية لم تنجح في ذلك، فالإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية وجدوا بديلاً أفضل وأقوى من تركيا، عبر "التحالف الدولي" الذي تقوده الولايات المتحدة.

إن حل القضية الكردية في تركيا سينعكس بصورة كبيرة جدًا على الكرد في إيران والعراق وسوريا، لأن تركيا حينما تعترف بالقضية الكردية ستتوقف عن شن الهجمات على شمالي وشرقي سوريا، ولن تضغط على الحكومة الجديدة كي تعترف دستوريًا بالكرد.

وربما ستجد حكومة أحمد الشرع الفرصة متاحة كي تتخلص من صيغة الدولة القومية، إلا إذا كانت مصرة على أن تكون نسخة إسلاموية من النظام البائد. لهذا ثمة انتظار من كل الأحزاب والقوى السياسية والمجتمعية للرسالة، لكن مع ترقب مرتبط بتركيا، فقائد العمال الكردستاني أجرى الخطوة الأولى، وبعث بالرسالة التي تؤسس لعملية بناء ثقة، فيما يتساءل الجميع: وبعد؟ ماذا ستفعل تركيا؟ وكيف سترد؟

ما ردود الفعل المتوقعة من القيادات السياسية الكردية في حزب العمال الكردستاني، وهل سيلتزمون بتوجيهات أوجلان في سوريا تحديدًا؟

قادة العمال الكردستاني أعلنوها بوضوح "نحن نقبل بتصور قائد ومؤسس الحزب عبد الله أوجلان"، لكن كما قلت: إذا لم تُوقف تركيا العمليات العسكرية فكيف للحزب أن يعقد مؤتمره؟ كيف للجناح العسكري أن يعقد مؤتمره؟ وكيف للمسلحين أن ينسحبوا من شمال كردستان أي من تركيا؟ قالها السيد مراد قره يلان "كيف سأقول للمسلحين توقفوا عن القتال والمسافة بين مقاتلينا والقوات التركية لا تتجاوز المائتي متر؟".

وعليه، يجب أن توفر تركيا البيئة السياسية العسكرية المناسبة لتبدأ الخطوات العملية لحزب العمال الكردستاني.

2b638eec-dfad-4c60-83bd-b9152cc63ca0

كيف تقرأ موقف الحكومة التركية من رسالة أوجلان، وهل تراه جزءًا من مبادرة حقيقية للسلام أم مناورة سياسية؟

هذه عملية سياسية، فبناء ثقة بين شخصين مثلاً يحتاج لبعض الوقت، وهنا نحن أمام أكثر من 100 عام، إذ تنكر تركيا الوجود الكردي. وحتى اللحظة الدستور التركي يقول إن كل من يعيش في تركيا تركي فقط. وإذا كان الموضوع مناورة سياسية، فلم تنجح فيها تركيا طيلة 100 عام، بل كانت هناك 28 انتفاضة وثورة وحراكًا.

الجميع ينتظر الخطوة التالية من الجانب التركي على الصعيد العسكري، لا سيما الموقف من الهجمات في سوريا وكردستان العراق وداخل تركيا.

في حال تفكك حزب العمال الكردستاني، هل تتوقع ظهور تنظيمات جديدة أكثر تشددًا أم ستتجه الحركة الكردية نحو العمل السياسي السلمي؟

حزب العمال لن يتفكك، بل سيكون هناك تنظيم جديد. لن تكون هناك عملية تفكك لا للجناح العسكري ولا السياسي، وإذا لبّت تركيا شروط وقف إطلاق النار واستجابت لعملية السلام، عبر الاعتراف الدستوري بالكرد، حينها لن تكون هناك حاجة للكفاح المسلح.

وقتها، حزب العمال الكردستاني سيأخذ شكلاً جديدًا مترافقًا مع الدستور التركي الجديد الذي يلبي وجود هذا التنظيم، الذي يسمح بأن يكون الحزب بشكل جديد جزءًا من العملية السياسية. لذا، إذا لم تنته العملية، فإن حزب العمال الكردستاني سيبقى، ولكن مع إجراء تغييرات، والكفاح المسلح سيستمر.

أخبار ذات علاقة

من سجنه في مرمرة.. أوجلان يوجه دعوة تاريخية لإلقاء السلاح (فيديو إرم)

 

كيف تنظر إلى دور الأطراف الدولية، مثل الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي، في التأثير في مسار هذه التطورات؟

وفق ما صرح به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فإنه بصدد إنهاء العنف والنزاعات في منطقة الشرق الأوسط والعالم، وبدأنا نشاهد ما يجري في أوكرانيا، وقبل وصول ترامب إلى الحكم، وبحسب ما لديّ من معلومات، فإن الولايات المتحدة كانت تبحث عن إعادة التفاوض أو الحوار بين حزب العمال والدولة التركية.

الاتحاد الأوروبي سيؤيد وجهة نظر تركيا، أما روسيا فلا أعتقد أن لها دورًا كبيرًا فيما يتعلق بالتطورات الجارية داخل تركيا أو مسار الحوار أو المفاوضات بين حزب العمال الكردستاني والدولة التركية.

ما السيناريوهات المستقبلية المحتملة للقضية الكردية في تركيا في أعقاب هذه الرسالة؟

السيناريو الأول هو أن يتمكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحليفه دولت بهجلي، وبدعم من الدولة العميقة من تلبية متطلبات عملية السلام، من خلال القيام بخطوات موازية لخطوة أوجلان. على سبيل المثال، في البداية يمكن أن يُنقل أوجلان بعد إنهاء مدة الحكم إلى الإقامة الجبرية، ويُسمح له بالتواصل مع قادة الحزب والسياسيين، بعد ذلك الخطوات الأخرى المتمثلة في تغيير الدستور، ثم الوصول إلى سلام مستدام.

أما إذا أصرّت تركيا على أن تفعل ذلك كأنه كمين أو لتوجيه ضربة ما إلى حزب العمال الكردستاني والكرد، فسنشهد أيامًا أكثر قسوة وعنفًا مما سبق، وستبدأ مرحلة جديدة ثانية من الصراع مع الدولة التركية.

أخبار ذات علاقة

أول رد رسمي تركي على دعوة أوجلان لحل حزب العمال

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات