logo
العالم

في "المحاور الصعبة".. هل تصمد أوكرانيا أمام الضربات الروسية العنيفة؟

في "المحاور الصعبة".. هل تصمد أوكرانيا أمام الضربات الروسية العنيفة؟
عناصر من الجيش الأوكرانيالمصدر: رويترز
02 سبتمبر 2024، 7:55 م

عبد الهادي كامل

كشف قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي عن صعوبة الوضع في الشمال، نتيجة الهجوم الروسي المكثف، في وقتٍ ناشد فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حُلفاءه الغربيين لسرعة تقديم أقصى ما لديهم من الدعم للتوغل في العمق الروسي.

وللمرة الثانية، أشار قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي، بوضوح إلى صعوبة الوضع في مواجهة الهجوم الروسي الرئيسي دون الإشارة إلى أماكن أو محاور الهجوم، إلا أنه خلال الساعات الماضية أكد على اتخاذ جميع القرارات اللازمة.

وأكد خبراء ومحللون سياسيون، أن الهدف من الهجوم الروسي العنيف على مناطق شمال شرقي أوكرانيا، هو تخفيف الضغوط الداخلية عليها بعد استمرار توغل الأوكراني داخل "كورسك" الروسية، نافين أن يكون الهدف السيطرة على هذه المناطق وتحديدًا إقليم دونباس وتحويلها إلى مناطق رمادية. 

وبحسب الخبراء، فإن القدرات الروسية تعزز انتشارها داخل مناطق الشمال بسبب قواتها العسكرية، ونجاح محاولتها لتعبئة الجنود تعويضًا عن النقص الحاد في تعداد جنودها لأول مرة منذ بدء الحرب الروسي الأوكرانية.

وأرجع الخبراء في تصريحاتهم، النجاحات التي تحققت في مناطق شمال شرق أوكرانيا، إلى استخدام السلاح الإستراتيجي الجديد بكثافة، المتمثل في الطائرات دون طيار "المسيرات" التي تُنتج حوالي ٤ آلاف طائرة شهريًا من أنواع متعددة من المسيرات.

وقال عمارة قناة، أستاذ العلوم السياسية ومدير مركز الدراسات الإستراتيجية والتنبؤ السياسي الروسي، إن "الإستراتيجية الروسية للتوغل في الشمال الأوكراني ترجع إلى محاولاتها في تحقيق المزيد من الانتصارات للسيطرة على العديد من الأقاليم الأوكرانية وتحديدًا باعتبارها البوابة الأوكرانية الوحيدة نحو كييف".

وأضاف في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "تصريحات الرئيس الأوكراني وأعقبها قادة الجيش الأوكراني بصعوبة الوضع في محاور كراماتورسك وكوبيانسك، تُشير إلى المخاوف الأوكرانية التي تتزايد يوما تلو الآخر، من زحف القوات الروسية نحو كييف، باعتبار أن إقليم الشرق هو البوابة الرئيسية والوحيدة نحو كييف".

وأشار إلى أن "مدينة بوكروفسك من أبرز الأهداف الروسية باعتبارها ذات الأهمية الإستراتيجية لدى موسكو، والتي تقع بين مدينتي باخموت إلى الشرق ومدينتي كراماتورسك وسلوفيانسك إلى الشمال الغربي".

وكانت "بوكروفسك" نقطة البداية نحو الزحف الروسي إلى المحاور الأوكرانية الأكثر سخونة الآن، والتي نجحت خلالها القوات الروسية في تشتيت الموارد الأوكرانية، التي أثرت على الإمدادات الأوكرانية في هذه المناطق.

وأضاف قناة أن "روسيا حال نجاحها في السيطرة على محاور كراماتورسك، تُسهل عملياتها داخل كوستيانتينيفكا، في الجنوب الغربي، والتي تسعى إليه روسيا في المرحلة المقبلة بعد سيطرتها على أقاليم الشمال الشرقي".

أخبار ذات علاقة

روسيا تعلن تدمير 3 راجمات "هيمارس" أوكرانية في مقاطعة سومي (فيديو)

وعن القدرات العسكرية الأوكرانية في الصمود أمام التهديدات الروسية في محاور كراماتورسك، قال الخبير العسكري الأوكراني ميخايلوف اموس، إن "كييف في مأزق حقيقي بعد استمرار تقدم القوات الروسية في محاور كراسنوارميسك، والتي على إثرها قد تمنع وصول الإمدادات للقوات الأوكرانية باعتبار أن هذه المدينة هي حوض الصناعة العسكرية الأوكرانية".

وأضاف الخبير العسكري الأوكراني، في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن "أوكرانيا في حاجة ماسة إلى زيادة الدعم الغربي لمواجهة استمرار التوغل الروسي في المحاور الشمالية، وأن هذا الدعم ليس عسكريًا فقط، بل بالمشاركة في وضع خطط لتعويض النقص العددي بين صفوف الجيش الأوكراني".

وأشار ميخايلوف إلى أن "الضربات الصاروخية والهجمات بالمسيرات التي تشنها روسيا بشكل شبه يومي تسببت في دمار العديد من المرافق الحيوية والعسكرية بالأحياء الأوكرانية كافة، نظرًا لقدرة الصناعات الدفاعية في إنتاج نحو 4 آلاف طائرة مسيرة شهريًا، وهذا العدد قد تعجز أمامه القدرات الأوكرانية وفق اعتراضها بسبب تطوير هذه المسيّرات".

وعن الحل الوحيد لوقف التهديدات الروسية بالسيطرة على المناطق الأوكرانية، تابع الخبير العسكري الأوكراني: "يجب توفير أنظمة الدفاعات باتريوت والتي تعمل على حماية الأجواء الجوية الأوكرانية، بالإضافة إلى ضرورة تدريب الطيارين الأوكران على استخدام طائرات إف 16 وخاصة بعد استهداف الطائرة الأولى خلال الأيام الماضية".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC