تشكيلة حكومة بارنييه الفرنسية.. معارك داخلية وتوازنات بين اليمين والرئاسة

رأى الخبير السياسي الفرنسي، جون برنارد بيناتل، أن الرئيس إيمانويل ماكرون يسعى إلى الاحتفاظ بسيطرته على وزارات حيوية، مثل الدفاع والشؤون الخارجية، في الوقت الذي يستعد ميشيل بارنييه لتشكيل حكومته الجديدة في الأسبوع المقبل، ويترقب الجميع التفاصيل المتعلقة بمن سيكون ضمن الفريق الوزاري. 

من جهته، يَعد بارنييه بحكومة "متوازنة، تمثيلية، ومتنوعة"، مؤكدًا أنه سيسعى إلى ضم شخصيات من جميع الأطياف السياسية، بما في ذلك اليسار، ويطمح لتعزيز التعاون مع السلطات المحلية. 

ورأى بيناتل في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن ماكرون يريد الاحتفاظ بالسيطرة على وزارات معينة، مثل: الدفاع، والشؤون الخارجية. 

وأضاف بالنسبة لوزارة الخارجية، يرغب الوزير المستقيل ستيفان سيجورني في البقاء، لكنه يتنافس مع وزير الداخلية المستقيل جيرالد دارمانان، الذي يقوم بحملات من وراء الكواليس، والذي يحدد شروطه إذا دخل المعسكر الرئاسي إلى الحكومة.

وأوضح أنه في ظل الأجواء الحالية، تظل التساؤلات قائمة حول من سيحظى بالفرصة في الحكومة الجديدة، بينما يتطلع حزب "آفاق"، والجمهوريون، إلى دورهم في التشكيلة الوزارية.

وتساءل بيناتل: بينما أشار بارنييه، إلى أن فريقه سيبدأ العمل، الأسبوع المقبل، وسط التوترات، والمنافسة داخل المعسكر الرئاسي واليمين..فهل سيلتزم بالموعد المحدد لتشكيل الحكومة؟

 

ماذا سيكون وجه حكومة بارنييه الأولى؟ 

قال رئيس الوزراء خلال زيارته إلى أنسي (ألب لوار): "سأقوم بتشكيل الحكومة، الأسبوع المقبل، مع وزراء جادين، وستكون حكومة متوازنة، تمثيلية، ومتنوعة، وبطبيعة الحال مع عائلتي السياسية"، حزب الجمهوريين.

وتعهد بارنييه بأن "كل شخص ستكون له مكانه في الحكومة"، واصفًا علاقاته بعائلته السياسية بأنها "ودودة جدًا" و "ودّية جدًا.

وفتح بارنيه مجددًا الباب أمام مشاركة شخصيات من اليسار: "سأعمل مع الجميع، سنستمع إلى الجميع". وأكد ميشيل بارنييه أيضًا أنه يريد "تعزيز العمل المشترك مع السلطات المحلية، مهما كانت": "لن يأتي كل شيء من باريس".

 

المعسكر الرئاسي

من جانبها، قالت الوزيرة المستقيلة المكلفة بالمساواة بين النساء والرجال، أورور بيرجي، صباح اليوم الخميس، على إذاعة"إر.تي.إل" الفرنسية" :"سيكون هناك، بالتأكيد، أعضاء من المعسكر الرئاسي في هذه الحكومة". 

وأضافت: "السؤال الذي يجب على رئيس الوزراء حله، وليس سهلاً، هو: كيف يجسد التغيير؟، لأن هناك حاجة للتغيير؟ هل سيكون ذلك من خلال الطريقة أم الوجوه؟ لكن هذا التغيير يجب أن يتجسد على الرغم من وجود أعضاء من المعسكر الرئاسي، وسنكون القوة الأولى الداعمة في الجمعية الوطنية".

حزب "آفاق"

وعقب لقائه مع النواب من حزب "آفاق"، استقبل بارنييه من قبل حشد من الصحفيين، وأكد أنه سيكون هناك "بالتأكيد" ممثلون من حزب "آفاق"، لزعيمه إدوارد فيليب، في حكومته. 

وأضاف بارنييه، أنه ممتن للغاية للاستقبال الذي قُوبل به من قبل هؤلاء البرلمانيين، وهو"مؤثر" بعد هذا اللقاء الذي شارك فيه إدوارد فيليب، رئيس الحزب، وعمدة نيس كريستيان إستورسي.

وتابع: "لا أفقد الأمل بأن يشارك بعض الاشتراكيين الديمقراطيين بشكل فردي، ويبتعدون عن إشراف حزب فرنسا "الأبية"(يسار متطرف)، موضحًا: "أعتقد أن عددهم كبير بما فيه الكفاية لرغبتهم بعدم البقاء دائمًا مع حزب فرنسا الأبية"، "هم نوعًا ما رهائن لزعيم الحزب جون لوك ميلانشون، وهم رهائن انتخابيًا لميلانشون".

 

الجمهوريون 

ومنذ فترة طويلة، يريد الجمهوريون أن يكونوا جزءًا من المعركة المحتدمة، خاصة بالنسبة لوزارة الداخلية. 

ومن بين المتنافسين من اليمين: لوران فوكييه، رئيس نواب الجمهوريين، وبرونو ريتيللو، رئيس المجموعة في مجلس الشيوخ، وديفيد ليسنار، عمدة مدينة كان (الألب).