logo
العالم

"الغزو الثقافي".. أداة ألمانيا الناعمة للعودة إلى الساحل الأفريقي

"الغزو الثقافي".. أداة ألمانيا الناعمة للعودة إلى الساحل الأفريقي
أطفال أفارقة على مقاعد الدراسةالمصدر: رويترز
07 سبتمبر 2024، 4:22 م

أثار طرح الحكومة الألمانية مبادرة من أجل تعليم نحو مليوني طفل في الساحل الإفريقي تساؤلات حول دلالات هذه المبادرة، خاصة أنها تأتي وسط تراجع نفوذ برلين كما حدث مع فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية.

وأعلنت وزيرة التنمية الألمانية سفنيا شولتسه عن مبادرة تعليمية لأكثر من مليوني طفل في منطقة الساحل التي لا يستطيع أكثر من 40 بالمئة من أطفالها الذهاب إلى المدارس، بسبب الاضطرابات الأمنية المستمرة.

أخبار ذات علاقة

النيجر.. الانسحاب الألماني يخلي الساحة لروسيا وإيران

وقالت شولتسه في تصريحات نقلتها عنها وسائل إعلام محلية في ألمانيا، "بالنسبة لألمانيا ولمجتمع المانحين أستطيع أن أقول إننا لا نمارس العمل كما هو معتاد عند التعامل مع الحكومات التي اكتسبت الشرعية بشكل غير ديمقراطي، نحن نعتمد بشكل أكبر على السلطات المحلية والمنظمات غير الحكومية. ومع ذلك فنحن نريد أيضا الاستمرار في الحوار مع الدول التي وقعت فيها انقلابات".

وتأتي المبادرة الألمانية في وقت تقوم فيه برلين بسحب قواتها من النيجر وذلك بعد سحب قواتها من مالي وغيرها إثر موجة من الانقلابات العسكرية التي عرفتها منطقة الساحل الإفريقي.

وعلق المحلل السياسي النيجيري محمد الحاج عثمان على المبادرة الألمانية بالقول، "إنها مهمة في ظل ما يعانيه الأطفال في منطقة الساحل إذ لا يمكن نكران أن استمرار المعارك بين جيوشنا الوطنية والجماعات المسلحة الخارجة عن القانون يهدد بضياع أجيال بأكملها".

وأضاف الحاج عثمان في تصريح لـ "إرم نيوز"، "أن هذه المبادرة لا تخلو من خلفيات سياسية وهذا يلاحظ حتى من خلال تصريحات مسؤولي ألمانيا، إنها محاولة جديدة للعودة بأدوات جديدة بخلاف ما كانت تقوم به الدول الغربية في السابق من الاعتماد على وسائل خشنة مثل التدخلات العسكرية، الآن يريدون التدخل بقوة ناعمة".

الدور الروسي وألمانيا تحاول استعادة مكانتها

وأوضح، "أن فرص نجاح ألمانيا في العودة إلى المنطقة شأنها شأن بقية الدول الغربية يبقى رهين ما ستقوم به من مراجعات لسياساتها وخطابها تجاه دولنا، هذه الدول التي لها سيادة ولا يمكن التشكيك فيها أو انتهاكها عبر تصريحات مثيرة".

من جانبه، قال المحلل السياسي قاسم كايتا، "إن الأوضاع في الساحل الإفريقي صعبة للغاية، يبدو أن هناك محاولات للاستجابة الإنسانية على الأقل وهذا أمر يجب الإشادة به لأنه حتى روسيا التي تتدخل الآن في هذه الدول لا تبالي بوضع الأطفال أو النازحين".

وأوضح كايتا لـ "إرم نيوز": "ألمانيا تريد استعادة مكانها، لكن هذه المرة أعتقد أن تحركها فيه قدر كبير من الوجاهة ذلك أنه يجب المراهنة على السلطات المحلية والشعوب بدل المراهنة على أنظمة ورؤساء استبداديين، ويمكن أن يُطاح به في أية لحظة".

وأنهى كايتا حديثه بالقول، "على العموم هي مبادرة مهمة في توقيتها إذ تزداد الاشتباكات ضراوة في مالي والنيجر وبوركينافاسو وهو أمر يعرقل تعلم الأطفال لذلك من الضروري التحرك".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC