logo
العالم

وسط صعود "اليمين المتطرف".. مسار معقد لتجديد ولاية رئيسة المفوضية الأوروبية

وسط صعود "اليمين المتطرف".. مسار معقد لتجديد ولاية رئيسة المفوضية الأوروبية
22 يونيو 2024، 1:08 م

تواجه رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، اختبارا صعبا للتعايش مع اليمين المتطرف خلال فترة ولايتها الجديدة للمفوضية، ورغم هيمنة اليمين المتطرف على البرلمان الأوروبي إلا أنها تبدو في طريقها لولاية ثانية لرئاسة المفوضية، وفق ما أكده محللون فرنسيون لـ"إرم نيوز".

ومن المتوقع إعادة تعيين رئيسة المفوضية الأوروبية المنتهية ولايتها لفترة خمس سنوات في وقت لاحق من هذا الصيف، لكن العملية لا تزال معقدة، في ظل هيمنة اليمين المتطرف، ولم يتم حسم تعيينها رسميًّا بعد من قبل الدول الـ27 التي اجتمعت في بروكسل يوم 17 يونيو في اجتماع غير رسمي، ومن الممكن الإعلان عنه في نهاية القمة يومي 27 و28 يونيو الجاري.

دور قيادي

وقال المستشار القانوني بالأمم المتحدة أوليفييه دوزون، إن سياسات رئيس المفوضية الأوروبية خلال الولاية السابقة تعرضت للانتقادات في بعض الأحيان بسبب افتقارها إلى الوضوح، مشيراً إلى أن أورسولا فون دير لاين لعبت دورا قياديا في السياسات التي تم تنفيذها على مدى السنوات الخمس الماضية في بروكسل.

أخبار ذات صلة

فون دير لايين تتجه للاحتفاظ بمنصبها على رأس المفوضية الأوروبية‎

           

وأوضح أن "من بين هذه السياسات شراء اللقاحات المضادة لكوفيد-19 إلى خطة التعافي الأوروبية بعد الوباء، بما في ذلك "الصفقة الخضراء" أو ميثاق الهجرة واللجوء"، مؤكدا أنّ مسألة تجديد ولايتها مسألة استراتيجية للغاية.

وكان حزب الشعب الأوروبي (اليمين الليبرالي والمحافظ) الذي تنتمي إليه أورسولا فون دير لاين هو الفائز الأكبر في الانتخابات الأوروبية، وبحصوله على 189 مقعداً، يبدو في وضع قوي في "الائتلاف الكبير" الذي يشكله مع الاشتراكيين (الاشتراكيين والديمقراطيين) والوسطيين للتصويت على أغلب القوانين الأوروبية، بحسب صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية.

ووفق الخبير الأممي فإنه "على الرغم من حصول حزب أروسولا فون دير لاين على نسبة كبيرة من الأصوات إلا أن تعيينها ليس بهذه البساطة؛ لأنه يتم بالأغلبية المطلقة من قبل الـ 27 دولة أي 20 من أصل 27 دولة، تمثل ما لا يقل عن 65% من سكان الاتحاد الأوروبي، ولكن هناك صعوبة في ظل هيمنة اليمين المتطرف وحصوله على عدد كبير من المقاعد، ما يعقد عملية تعيينها وتولي مهامها.

ظلال خلافات ماكرون ـ ميلوني

في المقابل، قال الباحث السياسي في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية والاستراتيجية هشام الهميسي، لـ"إرم نيوز"، إن منافس أورسولا فون دير لاين في رئاسة المفوضية الأوروبية، مرشح اليمين المتطرف الرئيس الإيطالي الأسبق ماريو دراجي، ولكن لا بد من ترشيحه رسميًّا من الحكومة الإيطالية لرئاسة المفوضية.

وأضاف أن الخلاف السياسي بين إيطاليا وفرنسا، وتحديداً بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني يهدد عملية تعيين أورسولا فون دير لاين لكونها مدعومة من ماكرون، لافتاً إلى أنه إذا هيمن حزب التجمع الوطني (يمين متطرف) في فرنسا على الانتخابات التشريعية وتولى زعيم الحزب رئاسة الوزراء فإنه بلا شك سيؤثر على عملية دعم رئيسة المفوضية.

ورأى الهميسي أنه "في حالة إعادة تولي فون دير لاين رئاسة المفوضية، فإن أمامها طريقا مليئا بالأشواك، ولا سيما فيما يتعلق بعرقلة القوانين وخططها المستقبلية خصوصا في ظل هيمنة اليمين المتطرف، وأساسا ما يتعلق بالملف الشائك الأكثر حساسية وهو ملف المهاجرين.

وبسؤاله، ماذا سيحدث إذا لم تحصل أورسولا فون دير لاين على تجديد ولايتها كرئيسة للمفوضية؟ أجاب الباحث السياسي الفرنسي بأنه في حال ظهر هذا السيناريو، تمنح المعاهدات الأوروبية المجلس فترة شهر واحد لتسمية مرشح جديد، والذي يجب أن يتم التصديق على تعيينه مرة أخرى من قبل البرلمان الأوروبي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC