إيران "تُلمح" إلى سيناريو جديد في ردها المحتمل على إسرائيل

ألمحت إيران إلى أنها قد تؤخر ردها على إسرائيل في تحول يعدُّه مراقبون أنه لا يعدو عن كونه "حرب نفسية"، وذلك بعد أن وجهت للأخيرة الاتهامات بالوقوف وراء عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية.

رغم ذلك أكدت طهران، اليوم السبت، أن التوصل إلى وقف إطلاق النار في الحرب الدائرة في غزة هو "أولوية" لها، مشددة في الوقت ذاته على "حقها المشروع" في الرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران.

وقالت بعثة إيران الدائمة في الأمم المتحدة، "أولويتنا هي التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم في غزة، وأي اتفاق توافق عليه حماس سنعترف به أيضًا"، وفقًا لوكالة "فرانس برس".

وأكدت البعثة أن إسرائيل "انتهكت أمننا القومي، وسيادتنا من خلال العمل الإرهابي الأخير، ونملك الحق المشروع في الدفاع عن أنفسنا، وهو أمر غير مرتبط تمامًا بوقف إطلاق النار في غزة".

وتابعت البعثة، "نأمل ألا يكون توقيت ردنا وطريقة تنفيذه على حساب وقف إطلاق نار محتمل".

وأصدرت الولايات المتحدة وقطر ومصر، التي تتوسط بين إسرائيل وحركة حماس، بيانًا حثت فيه على استئناف محادثات للتوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة في 15 أغسطس/ آب في الدوحة أو القاهرة "لسد الثغرات المتبقية كلها، وبدء تنفيذ الاتفاق من دون أي تأجيل".

وأضاف قادة الدول الثلاث: "إنه حان الوقت للانتهاء من إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار، والإفراج عن الرهائن والمحتجزين"، ووافقت إسرائيل الجمعة، على استئناف هذه المفاوضات.

وفي سياق متصل، كشف موقع "إيران إنترناشيونال" المعارض عن بوادر خلاف بين مسعود بزشكيان، والمرشد الأعلى علي خامنئي، بعد مناشدة تقدم بها الرئيس الإيراني الجديد بالامتناع من مهاجمة إسرائيل.

وقالت مصادر نقل عنها الموقع المعارض إن خامنئي ظل صامتًا خلال الجلسة "ولم يدعم أو يعارض مخاوف بزشكيان".

ويؤكد مثل هذا التقرير بوادر الخلاف بين الرئيس الجديد وأركان النظام، وتباين وجهات النظر والمواقف من القضايا الداخلية والدولية.

وحسب المصادر التي نقل عنها الموقع، فإن بزشكيان أكد لخامنئي أن عملية الرد ستكلف إيران كثيرًا، وقد تؤدي إلى انهيار البلاد.

ووفقًا للمصادر، فإن الرئيس الإيراني يعارض العمل العسكري؛ لأنه "سيجعل الانتعاش الاقتصادي وسد الفجوة العميقة فعلًا بين إيران ومواطنيها أمرًا مستحيلًا، ما يضر بشدة بمكانة إيران الدولية، التي تحتاج البلاد بشدة إلى تحسينها".

ودعا بزشكيان خامنئي في اجتماع بينهما إلى التراجع عن مهاجمة إسرائيل؛ لتجنب التصعيد والانزلاق؛ لأنها ستكلف إيران كثيرًا.

ويتناقض هذا النداء من الرئيس لضبط النفس مع تصريحاته العلنية التي تؤكد حق إيران في الرد على مقتل هنية، رغم أنه تجنب إلى حد كبير التحريض، بل أخبر قادة العالم أن طهران لا تسعى إلى التصعيد، وفقًا للتقرير.

وقال بزشكيان في اجتماع سابق مع المسؤول الأمني الروسي الكبير سيرغي شويغو: "إن إيران لا تسعى بأي حال من الأحوال إلى توسيع نطاق الأزمة في المنطقة، ولكن هذا النظام سيتلقى بالتأكيد ردًّا على جرائمه وغطرسته".