وسائل إعلام إسرائيلية: سقوط صاروخ قرب ميناء حيفا

logo
العالم

"مفهوم النصر".. زيلينسكي يقر باختلاف الرؤية بين أوكرانيا والغرب

"مفهوم النصر".. زيلينسكي يقر باختلاف الرؤية بين أوكرانيا والغرب
الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكيالمصدر: أ ف ب
04 يوليو 2024، 6:42 ص

قال الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي، إن أوكرانيا ترى النصر في الحرب مع روسيا بشكل مختلف عن الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى.

وأكد زيلينسكي، في مقابلة مع صحيفة "فيلادلفيا انكوايرر" الأمريكية، أن الغرب "أراد منع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين من احتلال أوكرانيا بالكامل ووضع المعتدي في مكانه. أعتقد أن هذا يعد بالفعل انتصارا لهم".

وأضاف "بالنسبة للأوكرانيين العسكريين على الخطوط الأمامية الذين فقدوا إخوانهم في السلاح، وبالنسبة للمدنيين الذين فقدوا أقاربهم، وبالنسبة لأولئك الذين اضطروا إلى الفرار إلى الخارج أو اللاتي أرسلن أزواجهن إلى الجبهة، فإن النصر هو لحظة رضا عن كل شيء، لكننا بحاجة إلى العدالة".

أهداف مختلفة

وتعليقا على ذلك، يقول الباحث في الشؤون الأمنية والعسكرية ميخائيل أريستوف، في حديثه لـ"إرم نيوز"، إن "اختلاف المفاهيم حول تحقيق النصر بين أوكرانيا والغرب قائم بالتأكيد؛ لأن الأهداف كلها مختلفة".

وأوضح "صحيح أنهم يشتركون في العداء لروسيا، لكن هذا هو المفهوم الوحيد المشترك، أما في التعامل مع موسكو أو مستقبل المنطقة فهناك اختلافات واسعة بين الطرفين".

وتابع "يجب أن نعلم ما يريد الغرب في البداية، هم يرون أن روسيا باتت تقود تيارا دوليا تغييريا سيسحب البساط من تحتهم ويتطلعون إلى عالم متعدد الأقطاب يضاف إلى توسعها في مناطق كانت حكرا على الغرب. هذا هو السبب الأساسي من وجهة نظر الغرب للعداء مع روسيا. وأوكرانيا بالنسبة لهم كانت وسيلة ليس إلا".

وذكر أريستوف: "لا يعنيهم اذا كانت كييف تحقق النصر بحسب مفاهيمها أم لا، المهم أهدافهم المتمثلة في إضعاف روسيا وقطع كل طرق التوسع الروسي وإنهاء حالة عالم متعدد الأقطاب، لكن أوكرانيا تطمح لنصر هوليودي وهزيمة الجيش الروسي وإجبار موسكو على الهرولة باتجاه السلام وإعادة الأراضي كلها التي سيطرت عليها وتوقيع وثيقة استسلام".

ونوه بأن "التصرفات الغربية الحالية ورفض أوكرانيا كشريك في الناتو والاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى وضع حدود للصراع دفعت زيلينسكي للاقتناع بأن الأهداف مختلفة".

وأشار إلى أن "الحديث تغيّر، فالرئيس الأوكراني كان يردد أن تكون أوكرانيا هي من تقود المعركة وتحدد الطرق، وأن الغرب يقف خلفها ويدعمها بكل ما تريد. اليوم أصبح الغرب يخاطب كييف علنا بأنه وسيلة، وأن على الأوكرانيين أن ينفذوا ما يطلب منهم وانتهى الأمر".

وخلص إلى القول إن "هذه السياسة الغربية معتمدة منذ عقود، ولا أعلم لماذا اقتنعت كييف أن الغرب سيتغير وسيعامل الأوكرانيين كأنهم أوروبيون".

وأكد: "لو أراد الغربيون فعلا أوكرانيا لكانوا ضموها إلى الناتو قبل الحرب وقطعوا الطريق أمام روسيا على الأقل للدخول على نحو مباشر في حرب في أوكرانيا، لكنهم أرادوا أن تكون حربا مختلفة وفق مخططاتهم، إلا أنهم فشلوا. واليوم بدؤوا بالتراجع وتوضيح أهدافهم بوضوح لكييف ".

حل وسط

في المقابل يرى الخبير في الشؤون السياسية فلاديمير تشوروشكين، في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن "زيلينسكي بات معنيا بأن يوضح لشعبه أن الأهداف التي تغنى بها طوال أشهر الحرب لن تتحقق بسبب اختلاف الأهداف مع الغرب".

وقال "هو يمهد للوصول إلى حل وسط لطموحات بعض الأوكرانيين الذين انشدّوا لكلماته حول النصر المؤكد للجيش الأوكراني".

وتابع تشوروشكين بالقول "رسالة زيلينسكي أنه هو وإدارته يريدون أوكرانيا كاملة دون نقصان، لكن الحلفاء يريدون بقاء أوكرانيا فقط بغض النظر عن تغير الخرائط مستقبلا بأي عملية تفاوضية، ولن تستطيع كييف تغيير هذا الواقع؛ لأن الغرب يريد ذلك".

وأضاف الخبير في الشؤون الأوكرانية "زيلينسكي يمهد لتغيير مرتقب في الوضع السياسي داخل دول الحلفاء نتيجة الانتخابات المرتقبة وتحديدا في الولايات المتحدة؛ لأنه حينها سيكون مجبرا على السماع للزعماء الجدد الذين يريدون خرائط جديدة لأوكرانيا وإنهاء الصراع الذي طال".

وخلص تشوروشكين إلى القول "سنسمع قريبا تغيرا في الأهداف الأوكرانية ومرونة في إجراء مفاوضات، فلم يعد هناك مخارج كثيرة للمناورة".

أخبار ذات علاقة

خبراء روس: صعود اليمين وترامب أجبر زيلينسكي على وضع "خطة للتسوية"

 ويرى الباحث في الشؤون الأوكرانية مكسيم غريبينيكوف، في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن "بدء الحديث عن معالم النصر الموعود لأوكرانيا سيخلق هزة سياسية داخل أوكرانيا".

وأشار إلى أن "هناك تيارات معارضة لزيلينسكي قد يشتد تأثيرها في الداخل إذا استطاعت إقناع الرأي العام بأن ما يروج له زيلينسكي هو إقرار بالهزيمة".

وتابع "لن تكون هناك مبررات لزيلينسكي للدفاع عن سياسته خلال سنوات الحرب فإذا كانت ستختلف الحدود، وإذا كانت الحرب كلها لتحقيق مفاهيم الغرب فماذا عن أوكرانيا نفسها؟ هذا سؤال كبير سيوجه للرئيس الأوكراني ولا أعلم إذا كانت لديه إجابة ما".

وأضاف الباحث في الشؤون الأوكرانية أنه "لسنوات طويلة كانت تبحث روسيا عن حل سياسي، واقترحت أن تبقى المناطق الأربع تحت سيطرة أوكرانيا شريطة فتح طريق للقرم والحصول على ضمانات أمنية".

وأوضح أن "كييف وبضغط غربي رفضت، ووصلنا إلى ما نحن عليه اليوم؛ إذ خرجت المناطق الأربع من سيطرة أوكرانيا، وفي النهاية ستوقع على الضمانات".

وخلص غريبينيكوف إلى القول إن "الغرب مستقبلا سيدعم من يحقق له أهدافه داخل أوكرانيا، وإذا وجد تيارا مناسبا سيتم دعمه، هذا ما يفعله في مناطق مختلفة من العالم وهذا ما سيطبق في أوكرانيا قريبا إذا تحدث زيلينسكي أكثر مما يريد الغرب سماعه".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC