ممثل روسيا أمام مجلس الأمن: قلقون بشأن الاشتباكات المستمرة بين الجيش السوري وقسد رغم الاتفاق بينهما
في الوقت الذي تواصل فيه القوات الأوكرانية معركتها ضد الجيش الروسي، برز تحول واضح في خطاب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تجاه إمكانية التفاوض لإنهاء الحرب.
هذا التغيير يأتي بالتزامن مع انتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، حيث تعهد بالتوسط لإحلال السلام، بحسب ما أورده تقرير لصحيفة "واشنطن بوست".
لطالما تعهد زيلينسكي بالقتال لاستعادة كل شبر من أراضي أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم والمناطق التي تسيطر عليها روسيا منذ عام 2014.
إلا أن خطاب زيلينسكي الأخير بات يركز أكثر على تحقيق "السلام الدائم" لأوكرانيا، مع إشارة إلى إمكانية إعادة الأراضي المحتلة عبر الوسائل الدبلوماسية في المستقبل.
في مقابلة حديثة، أشار زيلينسكي إلى أن "المرحلة الساخنة من الحرب" قد تتوقف إذا حصلت أوكرانيا على عضوية حلف شمال الأطلسي، وهي خطوة تعكس تحوله نحو التركيز على الضمانات الأمنية طويلة الأمد بدلًا من السعي الفوري لاستعادة الأراضي.
بحسب مراقبين ومسؤولين أوكرانيين وغربيين، يعود هذا التحول جزئيًّا إلى إدراك زيلينسكي لتغير الأولويات الأمريكية مع انتخاب ترامب. فترامب لطالما دعا إلى إنهاء الصراعات المسلحة، وأثار انتخابه مخاوف في كييف بشأن استمرار الدعم العسكري والمالي الأمريكي لأوكرانيا.
قال مايكل ماكفول، السفير الأمريكي السابق في روسيا: "إدارة زيلينسكي تفهم أن الأمور ستتغير في عهد ترامب. هذا التحول في الموقف يمنحه مرونة أكبر لإعادة صياغة إستراتيجياته".
على الصعيد الداخلي، يعاني الأوكرانيون تأثيرات الحرب الطويلة، مع تدهور الاقتصاد والبنية التحتية. أما خارجيًّا، فإن الحلفاء الأوروبيين، الذين يواجهون تحديات سياسية واقتصادية، يحثون زيلينسكي على استغلال فرصة المفاوضات لتأمين السلام.
رغم التغير في لهجة زيلينسكي، فلا تزال هناك شكوك عميقة حول استعداد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتفاوض.
وبحسب التقرير، بوتين يتمسك بمطالبه التي تشمل ضم مناطق أوكرانية والسيطرة عليها؛ ما يجعل التوصل إلى تسوية سلمية أمرًا معقدًا.
في هذا السياق، أكد زيلينسكي أن أي وقف لإطلاق النار يجب أن يتضمن ضمانات أمنية قوية تحول دون تكرار العدوان الروسي، قائلًا: "وقف القتال الآن دون ضمانات طويلة الأمد سيكون فرصة لروسيا لإعادة ترتيب صفوفها والهجوم مجددًا".