إعلام لبناني: ارتفاع حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي على بلدة تولين جنوب البلاد إلى 4

logo
العالم

بعد 3 أعوام من القتال.. من الرابح والخاسر في الحرب الأوكرانية؟

بعد 3 أعوام من القتال.. من الرابح والخاسر في الحرب الأوكرانية؟
قوات روسيةالمصدر: رويترز
24 فبراير 2025، 9:13 ص

في خضم التحولات الجيوسياسية بين الإدارة الأمريكية والكرملين، تدخل الحرب الروسية الأوكرانية، اليوم الاثنين، عامها الرابع، في الوقت الذي تعهد فيه دونالد ترامب ونظيره فلاديمير بوتين بوضع نهاية للحرب قريبًا.

وتعتمد الآراء والتوقعات على حقيقة أن العام 2024 كان ميدانيًا لصالح قوات الدب الروسي، إذ نجح في التقدم بوتيرة ملحوظة، وسيطر خلاله على نحو 2800 كيلومتر مربع، لا سيما في مقاطعة دونيتسك جنوب شرق أوكرانيا.

أخبار ذات علاقة

روسيا: المحادثات مع أمريكا لم توفر الوضوح بشأن خطة ترامب

وفي المقابل، لم تنجح أوراق الدعم العسكري والمادي لحلفاء كييف في تحرير أي من أراضيها، رغم تكثيف استخدام المسيّرات الهجومية، والأسلحة والصواريخ الغربية بعيدة المدى، وطائرات "إف-16" في ضرب العمق الروسي.

وتُشير التقديرات الأخيرة لمصادر متعددة حول ميزانية الدفاع الروسية إلى أن الرقم في العام 2024 تجاوز 110 مليارات دولار، وهو ما يقرب من ضعف الرقم العام 2021، أي قبل عام من بدء الحرب. كما ارتفع الإنفاق العسكري الأوكراني بشكل كبير منذ بدء الحرب، من 3% من الناتج المحلي الإجمالي إلى 20% في العام 2024.

ووفقًا للبيانات التي تم جمعها من متتبع دعم أوكرانيا التابع لمعهد كيل، تدفق حتى آذار/ مارس 2024 حوالي 170 مليار دولار من المساعدات الإجمالية إلى أوكرانيا، بالإضافة إلى 100 مليار دولار أخرى قُدّمت خلال العام نفسه.

واقع استمرار الحرب للعام الرابع على التوالي يفرض مخاوف أممية من زيادة الضحايا داخل الأراضي الأوكرانية، حيث قال ماتياس شمالي، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في أوكرانيا، إن العام الماضي شهد زيادة بنسبة 30% في عدد الضحايا المدنيين مقارنة بعام 2023، وإن الوضع الإنساني يتدهور، إذ يحتاج 36% من سكان أوكرانيا - أي 12.7 مليون شخص - إلى مساعدات إنسانية في عام 2025.

وحدد المنسق الأممي أربع أولويات لعام 2025، أولها دعم المدنيين المقيمين في الخطوط الأمامية، وإدارة عمليات الإجلاء من مناطق القتال، والعمل مع المنظمات المحلية للاستجابة لحالات الطوارئ، وأخيرًا ضمان حلول أكثر استدامة للنازحين داخليًا.

الرابح والخاسر في الحرب الأوكرانية

أكد الخبراء أن دخول الحرب الروسية الأوكرانية عامها الرابع دون حل للأزمة يحمل العديد من الدلالات، أبرزها أن أوروبا لن تمتلك أي أوراق للضغط على روسيا لإنهاء الصراع، بالإضافة إلى أن الدب الروسي لن يُنهي معركته قبل استعادة جميع أراضيه في «كورسك» إلى سيادته مجددًا.

وأوضح الخبراء أن الرابح من الصراع بين موسكو وكييف هي الولايات المتحدة الأمريكية، تليها روسيا، بينما الخاسر الأكبر هي الدول الغربية وداعمو استمرار الحرب، الذين يعيشون حالة تخوف شديدة من التحركات الأمريكية المنفردة للتوصل إلى اتفاق مستقبلي بين واشنطن وموسكو.

وقال المحلل السياسي والخبير في الشؤون الأوروبية، كارزان حميد، إن دخول الحرب الروسية الأوكرانية عامها الرابع، اليوم الاثنين 24 فبراير/ شباط، لا يعد حدثًا تاريخيًا على المستوى الميداني للقوات الروسية؛ لأن أمامها مهام شاقة وكبيرة قبل الدخول في مفاوضات السلام المزمع إجراؤها مع الولايات المتحدة الأمريكية.

وأكد حميد لـ"إرم نيوز" أن روسيا تحاول الآن استعادة جميع أراضيها التي تسيطر عليها القوات الأوكرانية، وتحديدًا داخل «كورسك»، مع الإبقاء على مواقعها السابقة في شرق وجنوب أوكرانيا، والاستمرار في التقدم نحو مدن وبلدات جديدة.

من الرابح والخاسر؟

وتابع: "إذا قمنا بحساب الأرباح والخسائر في الصراع الروسي ـ الأوكراني من النواحي الاقتصادية، والسياسية، والدبلوماسية، وحتی البشرية، يمكننا القول إن مسألة الربح والخسارة تشمل الجميع، ولكن بدرجات متفاوتة بين الجبهتين الروسية والغربية".

وأشار حميد إلى أن أبرز الرابحين من هذا الصراع هي الولايات المتحدة الأمريكية، تليها روسيا، بينما الخاسر الأكبر هي الدول الغربية وداعمو استمرار الحرب ضد موسكو.

وأوضح أن أوكرانيا خسرت الكثير، وقد تخرج من هذا الصراع دولة مقسمة ومنهارة، وحتى من الناحية السيادية قد تفقد استقلالها إذا رضخت لضغوطات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتوقيع عقد استحواذ على 50% من المعادن الطبيعية الأوكرانية.

وأضاف أنه إذا بقي الرئيس الأوكراني في منصبه خلال الأشهر المقبلة، فقد يجد نفسه مضطرًا للتفاوض ربما مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أو مسؤول أقل منه رتبة، ما قد يثبت أنه شخصية غير مرغوب فيها أو رئيس بلا شرعية قانونية أو شعبية، لذا طرحت أمريكا فكرة هروب زيلينسكي إلى باريس.

موعد إنهاء الصراع

وقال حميد إن أفضل التقديرات تشير إلى أن الأسبوع القادم قد يشهد إعلان بوتين وقف القتال من جانب واحد لإظهار استعداده للدخول في مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة، وترتيب لقاء ثنائي بين الطرفين لمعالجة الملف الأوكراني دون إشراك كييف أو بروكسل مباشرة.

من ناحية أخرى، قال إبراهيم كابان، مدير شبكة الجيوستراتيجي للدراسات، إن المشهد الأوكراني الآن شديد التعقيد، خاصة بعد المسار الأمريكي الجديد لحلحلة الأزمة الأوكرانية مع روسيا.

وأشار إلى اللقاء رفيع المستوى في الرياض بين وزيري خارجية أمريكا وروسيا، مؤكدًا أن رؤية واشنطن لإنهاء الصراع تتعارض مع الرؤية الأوروبية والأوكرانية.

وأضاف كابان لـ"إرم نيوز"، أن أوكرانيا تحاول الحفاظ على استقلالها من النفوذ الروسي عبر الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، لكن روسيا لن تقبل بذلك حتى لا يصل حلف الناتو إلى حدودها عبر أوكرانيا.

الطرح الأمريكي ونقطة الصفر الأوروبية

وأوضح كابان أن المسار الأوروبي الأوكراني لم ينجح حتى الآن، بعدما فرضت موسكو واقعًا جديدًا بالحرب، كما أن طرح ترامب لمسار تفاوضي جديد يعيد أوروبا وأوكرانيا إلى نقطة الصفر.

وأشار إلى التساؤلات المطروحة حاليًا: هل سيكون المسار الأمريكي منفردًا عن أوروبا وأوكرانيا، أم سيتم إشراك أوروبا؟ خاصة وأن إدارة ترامب تبحث عن استعادة الأموال التي أنفقتها في الحرب على أوكرانيا، بينما لدى أوروبا مخصصات مالية لدعم كييف، لكنها لا تستطيع مواجهة روسيا وحدها.

وتابع: "إذا استمرت أمريكا في تقديم المساعدات، فسيكون على أوروبا دفع المزيد؛ نظرًا لأن السياسة الأمريكية تمارس ضغوطًا على أوروبا أكثر من روسيا في ملف الأزمة الأوكرانية".

واختتم كابان حديثه قائلًا: "المشهد الميداني للحرب في صالح روسيا بعد سيطرتها على الأراضي في شرق أوكرانيا، وبالتالي يمكن القول إن روسيا ربحت هذه المعركة وفرضت شروطها حتى على المفاوضات مع أمريكا".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات