بوتين يلتقي مبعوث ترامب في موسكو
في إعلان أثار جدلًا واسعًا داخل الأوساط السياسية والإعلامية الإيرانية، قالت وكالة أنباء إيرانية تابعة للتيار المتشدد، إنَّ وفدًا إيرانيًّا أجرى "لقاءً مباشرًا" مع ممثلين عن الجانب الأمريكي على هامش الجولة الجديدة من المباحثات النووية غير المباشرة التي جرت في سلطنة عُمان.
ونقلت وكالة "رجا نيوز" عن مصدر مطلع قوله، إن "وزير الخارجية عباس عراقجي رئيس الوفد التفاوضي في مسقط صافح الأمريكيين وعليه أن يغسل يديه، لأنه صافح الشيطان".
واعتبرت الوكالة بحسب مصادرها "هذه المصافحة المباشرة خرقًا واضحًا للضوابط التي سبق أن حدّدها المرشد الأعلى علي خامنئي، والتي تؤكد ضرورة الحفاظ على "عزّة البلاد" وتجنّب أي تواصل مباشر مع المسؤولين الأمريكيين، خصوصًا في ظل استمرار السياسات العدائية وفرض العقوبات على طهران".
وتحت عنوان "مصافحة مع الشيطان وتجاوز الخط الأحمر للقيادة"، انتقدت "رجا نيوز" الإيرانية اللقاء المباشر، معتبرة أنه تجاوز صريح للخطوط الحمراء التي وضعتها القيادة، وتحديدًا منع أي تواصل مباشر أو رمزي مع الجانب الأمريكي.
ومن جانبه، حاول عراقجي التخفيف من وقع الحادثة، قائلًا إن اللقاء لم يتعدَ "مجرد تحية دبلوماسية عابرة" امتدت لدقائق قليلة فقط، دون الخوض في أي محادثات رسمية.
وأضاف في تصريح نقلته وسائل الإعلام الرسمية: "لقد احترمنا قواعد اللياقة الدبلوماسية في التعامل، ولم يكن هناك أي أمر استثنائي".
ورغم هذه التبريرات، وُجّهت انتقادات لاذعة إلى عراقجي من قبل جهات محسوبة على التيار المحافظ، التي اعتبرت حتى هذه المصافحة "خطوة خطيرة تعبّر عن تنازل غير مبرّر".
وقالت الوكالة الإيرانية: "إذا استغرق السلام مع العدو دقائق، فربما كان يحمل أكثر من مجرد المجاملة... وبعد مصافحة الأمريكيين، من الأفضل غسل اليدين جيدًا حتى لا تبقى عليها آثار دماء أطفال فلسطين".
ويأتي هذا الجدل في وقتٍ حساس تعيش فيه إيران ضغوطًا اقتصادية شديدة بفعل العقوبات الأمريكية، وسط محاولات دبلوماسية مستمرة لإحياء الاتفاق النووي أو التوصل إلى تفاهمات تخفف عزلة البلاد الدولية.