الوكالة الوطنية للإعلام: مسيّرة إسرائيلية تستهدف سيارة على طريق الناقورة جنوبي لبنان

logo
العالم

التعزيزات الكورية في كورسك.. دعم عسكري أم دعاية غربية؟

التعزيزات الكورية في كورسك.. دعم عسكري أم دعاية غربية؟
جنود كوريون شماليونالمصدر: رويترز
30 مارس 2025، 2:32 م

في خطوة تعكس تعميق التعاون العسكري بين بيونغ يانغ وموسكو، أفادت تقارير استخباراتية بأن كوريا الشمالية أرسلت نحو 3 آلاف جندي إضافي إلى روسيا في يناير وفبراير من عام 2025، ليصل إجمالي القوات الكورية الشمالية المشاركة إلى نحو 11 ألف جندي.

وتأتي هذه التعزيزات العسكرية في وقت تشهد فيه الساحة الدبلوماسية حراكًا نحو التوصل إلى تسوية سلمية، فقد أعلنت الولايات المتحدة عن اتفاق مبدئي لوقف القتال بين  روسيا وأوكرانيا في البحر الأسود، يهدف إلى ضمان سلامة الملاحة البحرية. 

وفي سيول أعربت الحكومة الكورية الجنوبية عن قلقها البالغ إزاء هذه التطورات، معتبرة أن تورط بيونغ يانغ في الصراع الأوكراني قد يؤدي إلى تصعيد التوترات في المنطقة.

وعلى الرغم من الردود الدولية لم تصدر تصريحات رسمية حديثة من المسؤولين الروس بشأن مشاركة قوات كورية شمالية في النزاع الأوكراني.

ويبقى السؤال المطروح، هل ستسهم هذه التعزيزات الكورية الشمالية في حسم المعركة لصالح موسكو قبل التوصل إلى تسوية محتملة؟

حروب إعلامية

وأكد الخبراء أن المزاعم الغربية حول وجود قوات كورية شمالية تقاتل إلى جانب روسيا في أوكرانيا تفتقر إلى الأدلة، وتندرج ضمن الحرب الإعلامية التي تهدف إلى تدويل الصراع وتشويه صورة موسكو.

وأكد الخبراء أن روسيا لا تحتاج إلى دعم عسكري من كوريا الشمالية، إذ تمتلك قوة بشرية وتسليحية كافية لتحقيق أهدافها.

ولفت الخبراء إلى أن الغرب يواجه انقسامات متزايدة، خاصة بعد فشل "حلف الراغبين" في تقديم دعم موحد لكييف، إذ تباينت مواقف الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، ما أضعف موقف أوكرانيا في مواجهة روسيا.

تشكيك في صحة الادعاءات

وأكد عمار قناة، أستاذ العلوم السياسية، أن الحديث عن وجود قوات كورية شمالية في الحرب الأوكرانية ليس إلا دعاية إعلامية تهدف إلى تدويل الأزمة. 

وقال في تصريحات لـ"إرم نيوز" إن مزاعم وجود 3 آلاف جندي كوري شمالي تعكس إفلاسًا سياسيًا من قبل الإعلام الغربي، الذي حاول الترويج لهذه الادعاءات رغم افتقارها للأدلة القاطعة.

وأضاف قناة أن روسيا ليست بحاجة لهذه القوات، وأن الفيديوهات التي نشرت عن جنود كوريين شماليين ثبت لاحقًا أنها لعناصر روسية من مناطق ذات إثنيات قريبة من الكوريين. 

وبيّن أنه حتى لو ثبت وجود قوات كورية شمالية، فلا يوجد ما يمنع موسكو من الاستعانة بها، خاصة في ظل اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، التي تشمل التعاون الدفاعي.

الانقسامات الغربية وفشل "حلف الراغبين"

وأشار الخبير السياسي إلى أن الغرب يعاني من إخفاقات متكررة في دعمه لأوكرانيا، كان آخرها فشل ما يسمى بـ"حلف الراغبين"، إذ لم يتحقق إجماع بين الدول الغربية، وظهرت انشقاقات بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، وحتى داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وأضاف أن أوروبا لا تملك بدائل لتعويض أي تراجع أمريكي في الدعم، في ظل تخبط سياسي واضح، إذ تؤيد بعض الدول الهدنة، بينما تسعى أخرى لإرسال قوات حفظ سلام إلى أوكرانيا، وهو ما ترفضه موسكو بشدة. 

تكهنات بلا أدلة

من جانبه، وصف سمير أيوب، المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الروسية، الادعاءات بشأن مشاركة قوات كورية شمالية في أوكرانيا بأنها تكهنات غير مؤكدة، مشيرًا إلى عدم صدور أي إعلان رسمي من موسكو أو بيونغ يانغ يؤكد هذه المزاعم.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز" أن الهدف من هذه الروايات هو تبرير التراجع الميداني للقوات الأوكرانية، خاصة في جبهة كورسك، حيث تكبد الجيش الأوكراني خسائر كبيرة. 

وأوضح أن سكان المناطق التي زُعم وجود القوات الكورية الشمالية فيها لم يلاحظوا أي وجود لجنود أجانب، بل أكدوا أن جميع العناصر الموجودة تابعة للجيش الروسي والجمهوريات المنضوية تحت الاتحاد الروسي.

قضايا وشروط روسية

وأكد أيوب أن روسيا مصممة على تحقيق أهدافها، سواء عبر العمليات العسكرية أو التفاوض، مشيرًا إلى وجود محادثات مع الولايات المتحدة بشأن وقف إطلاق النار تشمل مناقشة قضايا استراتيجية مثل منطقة البحر الأسود واستهداف البنية التحتية الأوكرانية، لكن بشروط تأخذ في الاعتبار المصالح الروسية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات