توقع رئيس معهد أمن الطاقة في الصين فيكتور جاو أن تبدي الحكومة الصينية استعدادها التام للتعامل مع إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب "بأكبر قدر من المرونة"، لمعالجة كلّ المشاكل القائمة بينهما.
ومع ذلك، أكّد جاو أنّ "بكين ستكون حازمة في الدفاع عن سيادتها وسلامة أراضيها، ولو أنّنا نؤمن أنّ علاقة سلام ستنشأ بين البلدين".
وقال جاو، في حديث خاص مع "إرم نيوز"، إنّ "الفصل بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية أمر مستحيل"، مؤكدا مع ذلك أن "نجاح محاولات فصلهما يعني كارثة أكبر ستطال مصائبها البشرية جمعاء".
وأشار إلى أنّ ترامب حقّق فوزاً ساحقاً، وأن حكومته ستكون قوية جدّاً للسنوات الأربع القادمة".
وأضاف: "نحن نقدّر بشدّة ادعاء ترامب بأنّه لن يستخدم الحرب كأداة عندما يصبح رئيساً، ونأمل أن يحترم التزامه بعدم استخدام الحرب أبداً لحلّ أيّ مشاكل في العالم".
وذكر أنّ "ترامب تحدّث أيضاً عن فرض ضغوطات كبيرة على الصادرات الصينية، وفرض رسوم جمركية تصل إلى 60 %، إن لم يكن أعلى من ذلك"، مستبعدا نجاح هذه الخطوة.
وأوضح أنّ "الرسوم الجمركية التي ستفرضها الحكومة الأمريكية على الصادرات الصينية لا تدفعها الصين بل يدفعها الشعب الأمريكي، وبالتالي فهي نوع من الضرائب على الشعب الأمريكي، وذلك من أحد الأسباب التي أدّت إلى عدم القدرة على السيطرة على التضخم الحاصل في الولايات المتحدة".
ودعا جاو، وهو أيضاً نائب رئيس مركز الصين والعولمة في بكين، ترامب وفريقه إلى "إيجاد طريقة أفضل للتعامل مع الخلل الموجود في التبادل التجاري بين البلدين"، ورأى أنّهما "سيتوصّلان في النهاية إلى اتفاق بشأن كلّ القضايا المتعلّقة بالعلاقات الصينية الأمريكية".
وقال جاو: "الصين لا تعتبر نفسها عدوّة للولايات المتحدة أبداً، وليس لديها أيّ رغبة على الإطلاق في تهميشها أو تحجيمها"، لافتاً إلى أنّ "الصين تعتبر أنّ العلاقات الصينية الأمريكية ليست لعبة نتيجتها خاسرة، وأنه يمكن لكلّ منهما بذل قصارى جهدهما للعيش في سلام ووئام مع بعضهما البعض، لأنّ خروج هاتين الدولتين عن السيطرة بالفعل وتأثير الحرب بينهما لن يقتصر عليهما فحسب بل على البشرية كلها".
لذلك قال جاو: "هناك أمر واحد يجب أن يحدث، وهو إرساء السلام بين الصين والولايات المتحدة، وأودّ أن أقول إنّ الرئيس جو بايدن قد تحوّل إلى رئيس للحرب الباردة، وهو كان متحمّساً جدّاً للانخراط في حرب إيديولوجية، وفي الحرب الباردة، وفي الحرب الساخنة وفي الحرب بالوكالة".
وفي معرض تعليقه على دور رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك الذي دعم ترامب بقوة في حملته الانتخابية، قال جاو إنّ "إيلون ماسك يعرف الصين أكثر من غيره، وهو ليس داعماً للسياسات الصينية الشيوعية بل يفهم الواقع الصيني، وهو يعلم أنّ القوى العاملة الصينية منضبطة للغاية ومنتجة للغاية، كما يعلم أنّ الصين مؤيّدة جدّاً للأعمال التجارية".
وأشار إلى أنّ "ماسك يعتقد أنّ الانفصال عن الصين أمر غير ممكن وضدّ مصلحة الولايات المتحدة والشعب الأمريكي".
وختم جاو بالقول: "نأمل أن تؤثر علاقة ماسك الوثيقة مع ترامب والثقة المتبادلة بينهما، بشكل إيجابي على سياسة الإدارة الأمريكية الجديدة تجاه الصين"، معتبرا أنّ "إيلون ماسك سيكون سبباً في استقرار العلاقات بين الصين والولايات المتحدة".