علاقات وثيقة وشراكة إستراتيجية بين الهند وروسيا

سلطت زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى موسكو الضوء على متانة العلاقات الإستراتيجية بين البلدين، في سياق إقليمي ودولي متوتر.

وأثارت الزيارة "قلق" الولايات المتحدة التي عبرت عن مخاوفها من آثارها على الحرب في أوكرانيا، غير أن مراقبين اعتبروا أنّ التقارب بين موسكو ودلهي أمر عادي وهو ثمرة سياسة مشتركة ممتدة لعقود.

وتتمتع الهند وروسيا بعلاقات دفاعية وإستراتيجية وثيقة منذ أيام الحرب الباردة، ولا تزال موسكو مصدّرًا رئيسًا للأسلحة إلى الهند، التي تمتلك واحدًا من أكبر الجيوش في العالم ولديها نزاعات حدودية مع جارتيها باكستان والصين.

 وتتجاوز العلاقة مجرد شراء الأسلحة، ومثلت موسكو تاريخيا "واحدة من الثوابت في السياسة الخارجية الهندية" و"تشمل الأعمدة الرئيسة للعلاقة التعاون الدفاعي والطاقة وتكنولوجيا العلوم" وفق دبلوماسي هندي سابق.

وعلى امتداد سنوات قدمت روسيا المساعدة التقنية لبناء العديد من محطات الطاقة النووية في الهند. ومنذ بدء الحرب في أوكرانيا، بدأت دلهي أيضاً في شراء النفط المخفض بمليارات الدولارات من موسكو بعد أن فرضت الدول الغربية عقوبات على روسيا.

ومع ارتفاع معدلات شراء النفط، ارتفع حجم التجارة الثنائية بين الهند وروسيا في السنوات الأخيرة إلى 65 مليار دولار، بينما تبلغ صادرات الهند إلى روسيا 4 مليارات دولار فقط.

وقد كان التعاون العسكري والتقني تقليديا حجر الزاوية في الشراكة الإستراتيجية الروسية الهندية التي تم تعزيزها تدريجيا على مر العقود في إطار اللجنة الحكومية الدولية الروسية الهندية المعنية بالشؤون العسكرية.

ويشمل التعاون أيضا المجالات الاقتصادية والأمنية والاستعمال السلمي للطاقة النووية فضلا عن التعليم والعلوم والتكنولوجيا.