"الغارديان": انقسام أوروبي حيال موقف ترامب من أوكرانيا

خلص تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية إلى أن موقف الحزب الجمهوري وفريق المرشح للانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب خلق حالة انقسام واضحة في أوروبا.

وأوضح التقرير أن هذه الانقسامات الأوروبية قد تؤدي إلى رد فعل غير متناسق على أي ولاية ثانية محتملة لترامب، خاصة بعد اختيار المرشح لمنصب نائب الرئيس الذي أعلن صراحة أنه لا يهتم لمستقبل أوكرانيا؛ ما صعّب على السفراء وموظفيهم مواكبة التطورات.

 وأشار التقرير إلى أن ترامب يترك الأوروبيين عالقين في ثلاثة معسكرات رئيسة:

المتفائلون: مثل البريطانيين والألمان، الذين يعتقدون أن رئاسة ترامب الثانية ستكون مفتوحة للإقناع الأوروبي الجيد.

المتشككون: مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذين يرون أن الوقت قد حان لتعزيز أمن أوروبا ومقاومة ترامب.

المؤيدون لترامب: أكبر بكثير الآن مما كانت عليه في عام 2017، يجسدهم رئيس وزراء هنغاريا فيكتور أوربان، الذين يرون في رئاسة ترامب وسيلة لإنهاء الحرب في أوكرانيا وفق شروط فلاديمير بوتين.

وأضاف التقرير أن هذه الانقسامات قد تؤدي إلى عدم التناسق في المواقف الأوروبية؛ ما يسهل على الولايات المتحدة عقد صفقات ثنائية مفيدة مع الدول بشكل منفرد.

وشهدت الولايات المتحدة وأوروبا سلسلة من المواجهات الاقتصادية والأمنية خلال رئاسة ترامب الأولى، لكن حرب أوكرانيا التي بدأت في عام 2022 بعد مغادرة ترامب منصبه أضافت عنصرًا قاتلًا قد يُحدِث صَدعًا عميقًا في العلاقات عبر الأطلسي.

ترامب ودعم أوكرانيا

ولفت التقرير إلى أن هناك معسكرًا يعتقد أن ترامب يمكن إقناعه بدعم أوكرانيا، لكن ترشيح جي دي فانس لمنصب نائب الرئيس أثار قلقًا، خاصة في ألمانيا، حيث انتقد فانس اعتماد ألمانيا على الدرع الدفاعية الأمريكية.

وقال فانس في مؤتمر ميونيخ للأمن في فبراير/شباط: "أنتم (ألمانيا) تعملون على تقليص التصنيع في بلدكم، بينما تقولون في الوقت ذاته إن بوتين يجب أن يُهزم مهما كان الثمن. إذا كان لا بد من هزيمة بوتين بأي ثمن، إذن، أيها الأصدقاء الألمان الأعزاء، توقفوا عن تقليص التصنيع في بلادكم باسم سياسة الطاقة الخضراء السخيفة".

وأوضح التقرير أنه إذا فرضت إدارة ترامب تعريفات تجارية كما هددت، فإن رئيسة المفوضية الأوروبية المعاد تعيينها، أورسولا فون دير لاين، لديها إستراتيجية مضادة جاهزة، تتمحور حول أهمية السوق الموحدة للولايات المتحدة.

ويبلغ إجمالي استثمارات الولايات المتحدة في الاتحاد الأوروبي أربعة أضعاف نظيرتها في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، والاستثمار الأجنبي المباشر للاتحاد الأوروبي في الولايات المتحدة يعادل عشرة أضعاف حجم استثمار الاتحاد الأوروبي في الهند والصين مجتمعتين.