ماذا وراء الضغوط الروسية على إيران لتخفيف ردها ضد إسرائيل؟

أثارت مطالبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للنظام الإيراني بضبط النفس خلال رده على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس  إسماعيل هنية، علامات استفهام بشأن الأسباب التي تقف وراء تلك الضغوط.

ووجدت قناة "الأخبار 12" العبرية تفسيرًا لهذا المطلب الروسي الرامي لتقييد الرد الإيراني على اغتيال أرفع مسؤولي حركة حماس لدى زيارته لطهران.

مصالح روسيا أولًا

وقالت إن المخاوف الأساسية في موسكو "تتعلق بمنظومة التعاون العسكري والعلاقات التجارية التي تشهد نموًا بين البلدين".

ولفتت في تقريرها، الجمعة، إلى أن روسيا واحدة من بين كثير من الدول التي تحث إيران على التحلي بضبط النفس؛ بغرض تجنب الحرب الشاملة، بيد أن الموقف الروسي ولا سيما موقف الرئيس بوتين، يعد الأكثر جذبًا للأنظار.

الطلب الروسي من إيران بالرد المقيد على الاغتيال، يأتي بالتزامن مع أنباء عن بدء تزود إيران بنظم دفاع جوي روسية متطورة ونظم رادار، وبالتزامن مع الحديث عن قرار إيراني بإعادة مراجعة ردها المحتمل.

ونبّهت القناة إلى أن الرئيس بوتين أوفد إلى طهران أخيرًا، سيرغي شويغو، وزير الدفاع السابق، الذي أصبح سكرتيرًا لمجلس الأمن الروسي.

وعقد شويغو سلسلة اجتماعات مع الرئيس الجديد مسعود بزشكيان، ومع قائد الحرس الثوري، وكذلك مع نظيره الإيراني علي أكبر أحمديان، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، وإحدى الشخصيات المؤثرة للغاية فيما يتعلق بالتصعيد الحالي.  

وتوجهت القناة إلى أفيرام بيلايش، نائب رئيس معهد القدس للشؤون العامة، والمسؤول السابق بالمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، والذي أخبرها أن روسيا تستخدم سلاحًا وموارد إيرانية، ومن ثم تخشى تضرر مصالحها في المقام الأول، أكبر من خوفها على مصالح طهران.

تبعية متبادلة

وبيّن أن ضرب الحرس الثوري، حال حدوثه، سيعد ضربة للمصالح الروسية، لذا فإن موسكو "تخشى أن يتعرض النظام الإيراني لضربة، وهو الأمر الذي يفسر الرغبة الروسية في تخفيف ألسنة اللهب ومنع المساس بأهداف مدنية إسرائيلية".

القناة اقتبست تقرير صحيفة "غلوبس" بشأن خارطة المصالح الإيرانية الروسية، ووجدت أن إيران باتت أحد موردي السلاح الرئيسيين بالنسبة للقوات الروسية في حرب أوكرانيا.

ورأت أن روسيا أصبحت في تبعية للسلاح الإيراني خلال العامين الماضيين؛ إذ يستخدم الجيش الروسي المسيرات الإيرانية الانتحارية على نطاق واسع.

وعلى العكس، تحتاج طهران إلى الصناعات العسكرية الروسية، بعد أن تصاعد التوتر بينها وبين إسرائيل، ولا سيما مقاتلات "سوخوي 35" التي لا غنى عنها لسلاح الجو الإيراني، في وقت تقادمت مقاتلاته مقابل حداثة المقاتلات الحربية التي تمتلكها إسرائيل.

ولمواجهة هجمات إسرائيلية محتملة، كان وفد إيراني قد زار موسكو لتفقد وحدات الدفاع الجوي الروسية المتطورة من طراز "إس 400"، في مارس/آذار الماضي.

ومن ثم يمكن ملاحظة تبعية إيران للسلاح الروسي من هذه الزاوية، وحاجته لنظم دفاع جوي متطورة.

 وتقول القناة إن هناك الأنباء عن نشر نظم دفاع جوي محلية في إيران، من طراز (ماجد AD-08)، وهو نظام صاروخي للدفاع الجوي قصير المدى، يعترض عدائيات تحلق على ارتفاعات بين 20 مترًا إلى 6 كيلومترات، وعلى مدى 700 متر إلى 15 كيلومترًا.

ويعتقد الخبير الإسرائيلي أنه لو خففت إيران قوة هجومها فهذا الأمر لا يعني أنها لن ترد إطلاقًا أو أنها لن تستعين بوكلائها.

وذهب إلى أنه لو لم تضرب إيران أهدافًا مدنية في إسرائيل، فهذا لا يعني أن "حزب الله" والحوثيين لن يقدموا على ذلك.