غارتان إسرائيليتان على بلدتي ياطر ورشاف جنوبي لبنان

logo
العالم

محللون: واشنطن تسعى لمنع "حرب لبنان" قبيل انتخاباتها

محللون: واشنطن تسعى لمنع "حرب لبنان" قبيل انتخاباتها
تصاعد الدخان فوق لبنان، في أعقاب ضربة إسرائيليةالمصدر: رويترز
13 سبتمبر 2024، 11:11 ص

رأى محللان إسرائيليان، اليوم الجمعة، أن أمريكا تسعى لمنع قيام تل أبيب بشن حرب على لبنان قبيل أو خلال فترة الانتخابات الرئاسية الأمريكية، المقررة في الـ5 من شهر نوفمبر/تشرين الثاني المُقبل.

تحذير أمريكي

وقال عاموس هارئيل، محلل الشؤون العسكرية بصحيفة "هآرتس": "من المقرر أن يعود مبعوث (الرئيس الأمريكي جو) بايدن عاموس هوكشتاين إلى إسرائيل ولبنان في الأيام المقبلة، في محاولة أخرى لانتشال العربة الشمالية من المستنقع، على الرغم من الجمود في غزة".

وأشار إلى أن "الجمود في المفاوضات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يرفع مرة أخرى من مستوى الخطر شمال إسرائيل"، بحسب ما ذكرت وكالة "الأناضول".

وبيّن هارئيل أنه "ربما أراد زعيم حزب الله، حسن نصر الله، استكشاف إمكانية تحقيق تقدم في المحادثات بين إسرائيل وحماس، ولكن مع عدم حدوث أي تغيير ملموس في مسار المفاوضات، عاد حزب الله لتوسيع نطاق أهدافه، مستهدفًا بصواريخه وطائرات بدون طيار مناطق أوسع، وأحيانًا يوسع نطاق إطلاق النار".

ومضى قائلًا: "لكن إسرائيل أيضًا لا تقف مكتوفة الأيدي، ففي يوم الخميس، زعم تقرير إعلامي أجنبي أن الهجوم الجوي الذي شُن هذا الأسبوع على منشأة لتصنيع الأسلحة في مصياف وسط سوريا، كان في واقع الأمر غطاء لهبوط قوة كوماندوز إسرائيلية تعمل على الأرض، فقتلت جنودًا سوريين ومستشارين إيرانيين، وضربت بنى تحتية مهمة تتعلق بمشروع الأسلحة الدقيقة لحزب الله".

وأوضح هارئيل أن "السبب الرئيس وراء تصاعد الهجمات الإسرائيلية هو الضغط المتزايد من سكان المناطق الحدودية مع لبنان (المستوطنين) الذين اضطروا إلى إخلاء منازلهم منذ الـ8 من شهر أكتوبر/تشرين الأول".

أخبار ذات علاقة

محللون: نتنياهو يريد جرّ أمريكا إلى "حرب ضروس" في الشرق الأوسط عبر لبنان

 ولفت إلى أن "الحكومة لا تقدم لهم (مستوطني الشمال) إجابات واضحة، ولا حتى تحدد موعدًا محتملًا لعودتهم، ويبدو أن التحركات العسكرية تهدف إلى إظهار اهتمامها، رغم أنها لم تحقق الكثير على أرض الواقع".

وأضاف هارئيل "تشعر القيادة الشمالية - حيث يضغط معظم كبار القادة في إسرائيل لتكثيف الهجمات - أن اللحظة أصبحت مواتية. فالمناطق الواقعة جنوب نهر الليطاني (جنوب لبنان) باتت شبه خالية، كما أن حزب الله نقل بعض عناصره إلى الشمال".

ونوه إلى أن "الأمريكيين، كما يتضح من سلسلة طويلة من الخطابات والمحادثات الجانبية في واشنطن، يعارضون أي هجوم إسرائيلي واسع النطاق في لبنان، ويخشون أن يؤدي ذلك إلى إشعال فتيل أزمة في الشرق الأوسط بأكمله وزعزعة استقرار سوق النفط قبيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية."

وكشف هارئيل عن أنه "عندما يلوّح الإسرائيليون بالتحرك تذكرهم واشنطن بهدوء بأنهم يفتقرون إلى الذخائر، وأن العملية البرية في لبنان هي الطريق الأكيد نحو التصعيد الإقليمي، وتعتقد الإدارة أن لديها قنوات اتصال فعّالة، وإن كانت غير مباشرة، مع حزب الله، وأن المنظمة ليست حريصة بعد على مواجهة غير مقيدة".

وذكر أن "الإدارة الأمريكية حذرت إسرائيل، بعبارات لا لبس فيها، من شن حرب شاملة في الشمال".

قلّق أمريكي

بدوره، أشار المحلل بصحيفة "يديعوت أحرونوت" نداف إيال في منشور على "إكس"، إلى "تصاعد التوتر بشكل كبير بسبب الوضع شمال إسرائيل".

وقال: "كثفت إسرائيل من ردود أفعالها العسكرية ضد حزب الله في لبنان، في محاولة لإجبار الجماعة على وقف هجماتها، والتي بدأت في اليوم التالي لشن حماس هجومها على إسرائيل".

وأضاف إيال أن "هدف إسرائيل يتلخص في وقف هجمات حزب الله الصاروخية والطائرات بدون طيار، والسماح لعشرات الآلاف من الإسرائيليين النازحين من الحدود الشمالية بالعودة إلى ديارهم".

ولفت إلى أنه "من الناحية الإستراتيجية، تهدف إسرائيل إلى فصل الصراع في الجنوب (غزة) عن التوترات في الشمال (لبنان)، وتجنب حرب شاملة مع حزب الله ولبنان، ومع ذلك، رفض حزب الله جهود التفاوض، ولا سيما تلك التي قادها عاموس هوكشتاين".

أخبار ذات علاقة

وسط تصعيد عسكري.. هل تمنع الدبلوماسية مخاطر الحرب في لبنان؟

 ومضى إيال قائلًا: "يصر زعيم حزب الله، حسن نصر الله، على وقف الحرب في غزة من أجل وقف هجماته على الجبهة الشمالية لإسرائيل".

وبيّن أنه "مع تزايد الضغوط العامة والسياسية داخل إسرائيل، والإحباط المتزايد إزاء تحول هذه المناطق فعليًا إلى أرض لا أحد فيها، تتزايد الدعوات إلى رد عسكري أكثر عدوانية ضد حزب الله".

وأوضح إيال أنه "مع ذلك، يعترف المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون بأن شن عملية عسكرية شاملة في لبنان قد لا يضمن توقف حزب الله عن هجماته، حتى مع ارتفاع معدل الضحايا. وفي مثل هذا السيناريو، قد تنضم إيران أيضًا إلى حزب الله وتهاجم إسرائيل".

وذكر أن "الولايات المتحدة تشعر بقلق عميق إزاء الخطر المتزايد لاندلاع صراع إقليمي أوسع نطاقًا، وخاصة في الفترة التي تسبق انتخاباتها الرئاسية نوفمبر".

ومضى إيال قائلًا: "إن منع هذا التصعيد إلى جانب تأمين إطلاق سراح الرهائن ووقف الحرب في غزة، يشكل أولوية لإدارة بايدن. ومع ذلك، فإن التوقيتات ليست متزامنة: ساعة الانتخابات الأميركية وساعة الضغوط الإسرائيلية المتزايدة فيما يتعلق بحزب الله".

وأكد أنه "لهذا السبب تعمل مصر وقطر وغيرهما من اللاعبين الإقليميين على تكثيف جهودهم لتفعيل المفاوضات، على أمل إنقاذ إمكانية التوصل إلى اتفاق قبل أن يتفاقم الوضع ويخرج عن نطاق السيطرة".

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC