نازحون في الساحل الأفريقي
نازحون في الساحل الأفريقي رويترز

النازحون في الساحل الأفريقي.. مأساة منسية في غمرة التنافس على النفوذ

يواجه مئات الآلاف من النازحين في منطقة الساحل الأفريقي التي تعاني فوضى أمنية وسياسية وأوضاعا صعبة، في وقت تشتعل فيه معركة التنافس على النفوذ بين القوى الإقليمية والدولية.

ويجبر العنف الذي تمارسه الجماعات المسلحة هؤلاء النازحين على الفرار من منازلهم نحو مخيمات تفتقر لأبسط مقومات العيش، بحسب ما تؤكده منظمات إنسانية وحقوقية.

موجات جديدة من النازحين

وقال الناشط الحقوقي المالي إدريس كايتا إن: "الوضع يزداد سوءا في مالي والنيجر وبوركينافاسو، لذلك يلجأ كثيرون إلى الفرار إلى دول مثل الجزائر وليبيا أملا في إيجاد ملاذ آمن، لكن طموحاتهم تصدها ممارسات جماعات الاتجار بالبشر وغيرها".

وأوضح كايتا لـ "إرم نيوز" أن: "المنظمات الدولية أصبحت عاجزة عن التدخل أيضا بسبب التطورات السياسية التي تعرفها هذه الدول، وموجة التخوين لكل ما هو أجنبي وخاصة الغربي، لذلك أعتقد أن مأساة النازحين مرشحة للتفاقم في غياب آليات تحد من موجات النزوح".

أخبار ذات صلة
هل تشكل قمتا "الناتو" و"السبع" استراتيجية جديدة في الساحل الأفريقي؟

وشدد على أن: "المعارك بين الجماعات المسلحة والجيوش الوطنية في مالي والنيجر وبوركينافاسو وحتى تشاد تهدد بموجات جديدة من النازحين، وفي ظل الصيف الحار ستزداد معاناة هؤلاء".

وأدت الانقلابات العسكرية إلى إسقاط أنظمة كانت حليفة للغرب، وكانت آخر تلك الانقلابات في النيجر عندما أسقط قائد الحرس الرئاسي عبد الرحمن تياني الرئيس محمد بازوم.

ولا توجد خطط لإجلاء النازحين أو توفير مخيمات لهم رغم دخول فصل الصيف، الذي عادة ما يكون شديد الحر في منطقة الساحل الأفريقي الذي يعاني من سنوات متوالية من الجفاف.

ومنذ 10 سنوات تقريبا، يزرع جهاديون مرتبطون بتنظيمي القاعدة وداعش، الرعب بين المدنيين في الدولة الأفريقية الواقعة على الطرف الجنوبي لمنطقة الساحل.

وقال الأمين العام للمجلس النرويجي لشئون اللاجئين يان إيغلاند، في وقت سابق في تصريحات على هامش زيارته للمخيمات المخصصة للاجئين في بوركينافاسو أواخر مايو / أيار الماضي، إن الساحل "منطقة يتم تجاهلها بشكل منهجي".

انفراج الأزمة

وقال المحلل السياسي محمد الحاج عثمان إنه: "بالفعل هناك معاناة لا يمكن نكرانها للنازحين لكن أعتقد أيضا أن هناك مبالغة من قبل المنظمات الإنسانية والحقوقية التي لها مصلحة واضحة في تأجيج الأوضاع في منطقة الساحل الأفريقي خدمة لأجندة غربية".

وتابع الحاج عثمان لـ "إرم نيوز" أن: "معظم هذه المنظمات ممولة جزئيا أو بالكامل من تكتلات مثل الاتحاد الأوروبي وفرنسا، وهي تعمل على إظهار أن الوضع لا يزال هشا في الساحل الأفريقي للسماح بتدخلات جديدة من فرنسا وحلفائها، لكن أعتقد أن مثل هذه الحيل لم تعد تنطلي على شعوب المنطقة".

وأكد أن "هناك منظمات محلية تعمل على التخفيف من حدة أزمات النازحين، وربما تتجه أزمتهم إلى الانفراج في المرحلة المقبلة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com