إعلان حالة الاستنفار في جميع المستشفيات في بندر عباس بعد الانفجار ببندر رجائي جنوبي إيران
أعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، إن عدد القتلى والجرحى العسكريين الروس، منذ بداية العملية العسكرية، وصل إلى نحو 733 ألف جندي، وهو رقم يرى خبراء سياسيون تحدثوا لـ"إرم نيوز" أنه يدخل في خانة "التضليل الإعلامي" الموجه للداخل الروسي.
ووفقًا لبيان الجيش الأوكراني، لم تقتصر الخسائر على أعداد القتلى والجرحى، بل شملت العتاد والعدة العسكرية؛ إذ أعلن البيان أنه نجح في تدمير نحو 9423 دبابة، و19 ألف مركبة قتالية مدرعة، و20 ألف نظام مدفعية، و1254 من أنظمة راجمات الصواريخ متعددة الإطلاق، و 1200 من أنظمة الدفاع الجوي، وتدمير369 طائرة حربية، و329 مروحية، و19 ألف طائرة مسيرة، و2764 صاروخ كروز، و28 سفينة حربية.
هذه الخسائر الكبرى المعلنة، تُثير العديد من التساؤلات، أبرزها، عن مدى قدرة الدب الروسي على الاستمرار في العملية العسكرية في ظل ارتفاع أعداد القتلى والجرحى، وهل يمتلك الجيش الروسي القدرات على تعويض خسائره في المعدات، وهل تستغل كييف وحلفاؤها الغربيون، هذه الخسائر وهزيمة الدب الروسي.
وأكد خبراء لـ"إرم نيوز" أن الجيش الروسي لم يعلن بشكل رسمي منذ بداية العملية عن خسائره، ورغم ذلك، فإن عدد القتلى والجرحى داخل صفوف الجيش الروسي لم يتعدَّ حتى الآن 150 ألف جندي، بين قتيل وجريح.
وتساءل الخبراء، عن كيفية أن يكون عدد القتلى والجرحى733 ألف جندي، فيما عدد القوات الروسية المشاركة في العملية العسكرية الخاصة مع التعبئة الجزئية من 650,000 مقاتل إلى 700 ألف مقاتل، وهو أقل من الرقم المُعلن.
الدكتور عمار قناة، أستاذ العلوم السياسية، يرى أن "الأرقام التي تُتداول في الصحف الرسمية الأوكرانية حول عدد الجنود الروس الذين قتلوا وأصيبوا في الحرب جاء مصدرها من قبل وزارة الدفاع البريطانية وقوات أمريكية، ومن ثم فهي غير دقيقة وبعيدة عن الواقع؛ إذ تأتي ضمن العملية السياسية التدميرية التي يشنها الغرب ضد روسيا".
ويضيف أستاذ العلوم السياسية، في حديثه مع "إرم نيوز" أن "هناك ترويجًا إعلاميًّا فيما يتعلق بزعم وجود قوات كورية شمالية في الجيش الروسي، في محاولة من الغرب لتصدير معلومات في الداخل الروسي بارتفاع أعداد القتلى".
ويؤكد قناة، أن موسكو تمتلك الكثير من المقومات الصناعية في تكنولوجيا الصناعات الدفاعية، وهي قادرة على تعويض خسائرها، يوميًّا، ولديها مخزون إستراتيجي من الأسلحة والذخائر لمواجهة الدول الأوروبية وليس أوكرانيا فقط.
ويشير، إلى أن الأمر لا يتعدى كونه ترويجًا إعلاميًّا تحاول أوكرانيا والغرب تحقيق مكاسب من خلاله؛ بهدف التأثير على الرأي العام الدولي وخاصة الغربي، في ظل ما نراه من تناقضات، فضلًا عن عدم وضوح الرؤية لدى المجتمع الغربي في الاستمرار بدعم أوكرانيا عسكريًّا أو ماديًّا، خاصة في ظل المرحلة الراهنة.
ويؤكد الدكتور محمود الأفندي المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، من جهته، ما ذهب إليه الدكتور عمار قناة، بأن الرقم المعلن حول قتلى وجرحى الجيش الروسي مغلوط؛ بهدف الدعاية الإعلامية فقط لأنه بمقارنة عدد القوات الروسية المشاركة في العملية العسكرية الخاصة مع التعبئة الجزئية سيتم تجاوز هذا الرقم إلى نحو من 650,000 مقاتل إلى 700 ألف مقاتل.
ويقول الأفندي، لـ"إرم نيوز"، إن ذلك يعني أن الجيش الروسي قد أبيد بالكامل، مشيرًا إلى أن المتطوعين والجيش الذي يقاتل في أوكرانيا والقوات الخاصة والتعبئة الخاصة لا يتجاوز هذا الرقم، "لذا فالرقم الذي روجت له وسائل الاعلام الغربية مغلوط تمامًا ولو كان هذا الرقم صحيحًا لكان الشعب الروسي علم به".
ويتابع الخبير في الشؤون الروسية: "خسائر الجيش الروسي لا تتجاوز 150 ألفًا بين قتيل وجريح منذ بداية العملية العسكرية، كما أن وزارة الدفاع الروسية لم تعلن عن الخسائر لأنها قليلة" بحسب المحلل السياسي.
ويضيف، أن الجيش الروسي لديه سيادة جوية، ومن ثم فإن خسائره البشرية، تكون أقل بكثير من الجيش الذي لا يملك السيادة الجوية، مشددًا على أن هذا نوع من أنواع الحرب الهجينة ضد روسيا والموجهة للداخل الروسي؛ بهدف تسخين الشارع الروسي ليقوم باحتجاجات ضد الرئيس فلاديمير بوتين ومطالبته بضرورة وقف العملية العسكرية.
ويشير الأفندي، إلى أن آخر تعبئة قامت بها روسيا كانت عام 2022، وبالتالي فإذا وقعت خسائر فادحة في صفوف الجيش الروسي كما يزعمون لكانت روسيا قامت بعملية التعبئة أو حتى إجرائها بشكل جزئي مره أخرى.
ويشدد على أن تصنيف الجيوش العالمية الأخير يكشف هذا التناقض الكبير الذي وقع فيه الغرب حيث يضع التصنيف الجيش الروسي كأقوى جيش في العالم.
"من غير المنطقي أن أقوى جيش في العالم يعاني من تلك الخسائر الكبيرة..هناك حرب إعلامية كبيرة موجهة للداخل الروسي لكي يطالب بوتين بالانسحاب من أوكرانيا وتلك الأرقام نوع من الحرب النفسية التي تمارس ضد الشعب الروسي"، وفق المحلل السياسي.