تلغراف: "الضعف الغربي" يسلم جيلا كاملا من أطفال أوكرانيا إلى روسيا

قالت صحيفة "تلغراف" البريطانية إن أكثر من 20 ألف طفل أوكراني انتزعوا من أسرهم ومنازلهم، وتم ترحيلهم قسرًا إلى الأراضي التي تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا.

وأضافت الصحيفة أنه تم ترحيل جزء من الأطفال أيضًا إلى روسيا وبيلاروسيا، في حين أن القانون الدولي واضح في حظر مثل هذه الأفعال، فقد تم وضع هؤلاء الأطفال في أسر روسية حاضنة أو متبنية، بل إن بعضهم مُنِح الجنسية الروسية في محاولة مقلقة لمحو هوياتهم الأوكرانية، حسب الصحيفة.

إعادة تأهيل الأطفال

وأشارت الصحيفة إلى أن اختطاف الأطفال جزء من عملية منهجية أكبر تشرف عليها السلطات الروسية، وحدد تقرير صادر عن كلية الصحة العامة في جامعة ييل ما لا يقل عن 43 معسكرًا، في مختلف أنحاء روسيا والأراضي التي تسيطر عليها، يتم فيها احتجاز الأطفال الأوكرانيين وإخضاعهم لما يسمى "إعادة التعليم".

وبحسب الصحيفة، فإن المسؤولين الروس يزعمون أن هذه المعسكرات توفر تعليمًا "وطنيًا"، ولكن غرضها الحقيقي غير ذلك؛ إذ يُجبَر الأطفال على تبني هوية مؤيدة لروسيا، في حين يتم تجريدهم من تراثهم الوطني والشخصي، وأبعد هذه المعسكرات يقع في ماجادان، على بعد حوالي 3900 ميل من أوكرانيا، وهو موقع بعيد للغاية لدرجة أنه أقرب إلى الولايات المتحدة من حدود أوكرانيا.

وأوضحت الصحيفة أن القصص التي تخرج من هذه المعسكرات لا تقل عن المروعة؛ فقد عانى الأطفال الذين أرسلوا إلى المعسكرات تحت ذريعة "عطلات ترفيهية" من التلاعب النفسي وحتى الإيذاء الجسدي.

الاستجابة الدولية لإعادة الأطفال

وأضافت أنه في أكتوبر/ تشرين الأول 2022 تم إرسال أطفال من خيرسون إلى مرافق في شبه جزيرة القرم لما كان من المفترض أن تكون إجازة لمدة أسبوعين؛ وبدلاً من ذلك، خضعوا لبرنامج إعادة تأهيل، إذ قيل لهم إن والديهم تخلوا عنهم، وفي المعسكرات التي تحمل أسماء مثل "دريم" و"صني"، أُجبر الأطفال على الاستماع إلى النشيد الوطني الروسي مرارًا وتكرارًا وواجهوا عقوبة على أي علامات على المعارضة.

ووفقًا للصحيفة، كانت الاستجابة الدولية بطيئة ولكنها تكتسب زخمًا؛ ففي سبتمبر/أيلول الماضي، اجتمع زعماء العالم في القمة الرابعة للسيدات والسادة الأوائل في كييف تحت رعاية السيدة الأولى الأوكرانية أولينا زيلينسكا، للتركيز على سلامة الأطفال، وتم التوقيع على إعلان مشترك لتوحيد الجهود العالمية في حماية حقوق الأطفال في أثناء النزاعات المسلحة، وقررت القمة البدء في مشاريع منسقة تهدف إلى تحديد مكان الأطفال الأوكرانيين المختطفين وإعادتهم.

وأكدت الصحيفة أنه إذا فشل المجتمع الدولي في التصرف، فإنه "يخاطر بخسارة جيل كامل من الأطفال الأوكرانيين".