الخارجية الأمريكية: اجتماع مسقط يهدف لاختبار مدى جدية طهران
طرحت صحيفة "وول ستريت جورنال" تساؤلًا عما إذا كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المعروف بقدرته على استفزاز الزعماء ودفعهم إلى طاولة المفاوضات، قادرًا على إقناعهم بالتوصل إلى اتفاقات أكثر صعوبة وتعقيدًا.
وبينما يحرص ترامب على إظهار قدراته في فن التفاوض، حيث يجبر الأطراف المختلفة على اللجوء إلى دبلوماسية بارزة، يبقى السؤال: هل ستؤدي مساعيه إلى نتائج فعلية؟
وأشارت الصحيفة إلى أن جمع الأطراف المتنازعة إلى طاولة المفاوضات قد يكون سهلًا بالنسبة لترامب، لكن التوصل إلى اتفاقات فعلية سيظل أمرًا صعبًا ومعقدًا.
وعلى الرغم من أن ترامب كان حريصًا على جذب الأطراف المتعارضة إلى المفاوضات، سواء من خلال الضغط على أوكرانيا بوقف المساعدات العسكرية، أم الانخراط في محادثات مباشرة مع حركة حماس، أو حتى كتابة رسائل إلى القيادة الإيرانية، فإن تكتيكاته غير التقليدية نجحت في إقناع الأطراف المتعارضة بالحوار، لكنها لم تثبت بعد فاعليتها في التوصل إلى اتفاقات سلام دائمة.
التحديات الفورية التي يواجهها ترامب
الصحيفة أوضحت أن ترامب يواجه تحديين فوريين قد يزعجان أي رئيس، الأول هو إنهاء الحرب في أوكرانيا بشكل يضمن ردع المزيد من العدوان الروسي، والثاني هو إعادة الرهائن من غزة دون إشعال جولة جديدة من القتال بين إسرائيل وحماس.
وعلى الرغم من أن ترامب اختبر قدراته الدبلوماسية في كلا الملفين، باستخدام مزيج من الضغط والثناء لإقناع الأطراف بأهمية المفاوضات، إلا أن النتائج الفعلية لم تظهر بعد.
فيما يتعلق بملف أوكرانيا، يجتمع كبار المسؤولين الأمريكيين مع نظرائهم الأوكرانيين في المملكة العربية السعودية هذا الأسبوع، وذلك بعد أيام قليلة من قرار ترامب قطع المساعدات العسكرية عن كييف، ومطالبته للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالاعتذار عن اجتماع حاد جمعهما في المكتب البيضاوي.
في الوقت نفسه، تواجه حماس قرارًا مصيريًا حول ما إذا كانت ستفرج عن جميع رهائنها بعد تهديدات ترامب باللجوء إلى عمل عسكري، وهو التهديد الذي قلب مسار المفاوضات المتعثرة بين إسرائيل والفصيل المسلح.
الصحيفة أشارت إلى أن ولاية ترامب الأولى أظهرت بعض حدود الدبلوماسية العامة ذات المخاطر العالية، فبينما قاد تحذيراته من خطر محرقة نووية إلى ثلاثة لقاءات مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، إلا أنه فشل في التوصل إلى أي اتفاق يقضي بتفكيك برنامج الأسلحة النووية في كوريا الشمالية.
كما أبرم ترامب اتفاقًا مع طالبان لإنهاء التدخل العسكري الأمريكي في أفغانستان، لكن ترك الانسحاب الفوضوي والانهيار السريع للحكومة المدعومة من الغرب في كابول لخليفته، الرئيس جو بايدن.
وبالنسبة لإيران، فقد مزق ترامب الاتفاق النووي الذي كان قد حد من إمكانية طهران في الوصول إلى سلاح نووي، وسعى إلى تنفيذ سياسة "الضغط الأقصى" التي هدفت إلى حرمان إيران من التمويل اللازم لمواصلة سياستها العسكرية العدوانية.
ومع ذلك، فإن النتيجة كانت اقتراب إيران من القدرة على بدء برنامج للأسلحة النووية.
وعبرت الصحيفة عن خشيتها من أن ترامب قد يفشل في إحلال السلام في كل من أوكرانيا وغزة في حال استمر في اتباع سياسات غير مدروسة بشكل استراتيجي.
ففي أوكرانيا، يصر الرئيس الأوكراني على أن بلاده ترغب في التوصل إلى اتفاق سلام، ولكن فقط في ظل الظروف المناسبة، بينما في غزة، يواجه ترامب تحديًا آخر بعد فشل محاولاته السابقة للتعامل مباشرة مع حماس، والتي لم تثمر عن نتائج ملموسة.
ويبقى السؤال قائمًا: هل يستطيع ترامب، بصفته "صانع الصفقات"، أن يتخطى هذه التحديات الكبرى ويتوصل إلى حلول دائمة للأزمات المعقدة التي تواجهها أوكرانيا وغزة؟