الدفاع المدني اللبناني: قصف إسرائيلي يقتل 3 صحفيين في منطقة حاصبيا جنوب لبنان

logo
العالم

افتتاح المقر الإقليمي لـ"الناتو" يهدد بالتصعيد مع روسيا

افتتاح المقر الإقليمي لـ"الناتو" يهدد بالتصعيد مع روسيا
خلال افتتاح المقر الإقليمي للقيادة البحرية لحلف«الناتو»المصدر: أ ف ب
24 أكتوبر 2024، 1:57 م

خلال العقدين الأخيرين تعزّزت العلاقات بين روسيا وألمانيا في كافة المجالات، وتحديدًا في مجال الطاقة والصناعة، وهو ما ظهر جليًا في الصداقات الشخصية التي نشأت بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر، الذي تم تعيينه موظفًا رفيعًا في شركة "روس نفط" الروسية براتب كبير جدًا، مكافأةً له على تعاطفه مع روسيا، وعلاقاته الحميمة مع بوتين.

وتوقفت العلاقات القديمة بين موسكو وبرلين في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية، وإرسال برلين العديد من شُحنات الأسلحة الألمانية لدعم أوكرانيا ضد القوات الروسية.

 وخلال الأيام الماضية، دشّنت ألمانيا، مركزًا جديدًا - المقر الإقليمي - للقيادة البحرية لحلف شمال الأطلسي «الناتو» في منطقة بحر البلطيق بهدف تنسيق جهود دول المنطقة في وجه روسيا.

ويتركز الهدف من المركز في تنسيق الأنشطة البحرية، وتزويد الناتو بصورة آنية عن الوضع في المنطقة، وفق الجيش الألماني، وسيتولّى أميرال ألماني إدارة فرقة القيادة في البلطيق «سي تي إف بالتيك» المؤلّفة من هيئة أركان من 11 بلدًا في «الناتو»، من بينها فنلندا والسويد اللتان انضمتا إلى الحلف مؤخرًا.

وقال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس من مقرّ هذه القيادة: «باتت أهمية المنطقة أكثر وضوحًا في سياق العدوان الروسي القائم»، والغرض من هذه القوّة الخاضعة للإدارة الألمانية صاحبة أكبر أسطول بحري لـ«الناتو» في بحر البلطيق، هو الدفاع عن مصالح دول الحلف في وجه الأعمال العدائية، نظرًا لقرب المنطقة من روسيا.

قرار روسي

وعلى وقع هذه الخطوة الألمانية، استدعت روسيا السفير الألماني لدى موسكو، للاحتجاج على افتتاح قاعدة جديدة لحلف شمال الأطلسي في بحر البلطيق، وهدفها المعلن في مواجهة روسيا، وحذرت الخارجية الروسية في بيان لها، من أن هذا لن يمر دون رد مماثل من الجانب الروسي.

وتأتي الخطوة الألمانية مع بدء "الناتو" تنفيذ مخطط للتوسع في إنشاء القواعد العسكرية بالقرب من الحدود الروسية، وذلك بعد احتدام الصراع الروسي الأوكراني، وتغير أوراق اللعبة بين الطرفين، خاصة بعد نجاح القوات الروسية في السيطرة على مدن وقرى متعددة في شرق أوكرانيا.

وعن تداعيات هذه الخطوة، حذّر المراقبون من خطوة القرار الألماني بإنشاء القاعدة البحرية والتوسع العسكري الأطلسي باتجاه روسيا، وأن هذا يزيد حالة التصعيد والتوترات بين حلف الناتو وروسيا من جانب، وألمانيا وروسيا من جانب آخر.

توتر العلاقات

 أكد الدكتور سمير أيوب، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، أن العلاقات الروسية الأوروبية متوترة بشكل عام، خاصة العلاقات الروسية الألمانية التي يسودها التصعيد، حيث أنعكس ذلك على الصراع في الساحة الأوكرانية، ووقف إمداد الطاقة من روسيا إلى أوروبا.

أخبار ذات علاقة

"الناتو" يقود مشاورات أوروبية حول نشر قوات كورية شمالية في روسيا

 

وأشار المحلل السياسي في تصريحات لـ«إرم نيوز» إلى أن العلاقات الألمانية الروسية شهدت حالة من التوترات بسبب التغيرات في السياسة الألمانية في أعقاب بدء الحرب الروسية الأوكرانية، وإيقاف استيراد الغاز من روسيا بهدف إضعاف روسيا، والتأثير عليها اقتصاديا.

وقال الدكتور سمير أيوب، إن إعلان برلين بتدشين قاعدة بحرية في ألمانيا الشرقية، سابقًا، يعد مخالفًا لكل القوانين والمعاهدات التي تم الاتفاق عليها وقت تفكك الاتحاد السوفيتي، ووافق ميخائيل غورباتشوف الرئيس الأخير للاتحاد السوفيتي على توحيد ألمانيا، وكان من أهم وأبرز شروط  الاتحاد السوفيتي سابقًا عدم تواجد قواعد عسكرية في ألمانيا الشرقية يمكنها أن تهدد الأمن القومي السوفيتي ومن بعده روسيا.

 وأوضح الخبيير في الشؤون الروسية، أن إقامة هذه القواعد والتوسع العسكري الأطلسي باتجاه روسيا من شأنه زيادة التصعيد والتوترات بين حلف الناتو وروسيا من جانب، وألمانيا وروسيا من جانب آخر

استفزازات وتهديدات

 وتابع: «يمكن لروسيا أن ترد على هذه الاستفزازات والتهديدات لأمنها القومي فروسيا لديها مقاطعة كالينينغراد القريبة من ألمانيا، ويمكنها تزويدها بصواريخ أكثر حداثة وتطورًا، وأيضًا الحدود الروسية قريبة من جهة فنلندا ومنطقة بحر البلطيق، وبالتأكيد لديها القدرة أن ترد على ألمانيا وحلف الناتو».

وأشار المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، في تصريحاته إلى أن كل تلك الخطوات  تؤكد على فقدان الثقة بين الطرفين الروسي والغربي، فكل طرف ما زال متمسكًا بمواقفه التي لا تساعد على حل هذه الأزمة ومن شأنها تأجيج الصراع فيما بينهما، مؤكدًا أن المبادرة التي طرحها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، منذ 2007، لم تلقَ أصداء حتى الآن لدى أمريكا أو الدول الأوروبية  لإيجاد نقاط مشتركة يتفق عليها الطرفان  لحل تلك الازمات .

وقال أيوب، ما دام حلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية يشعر بأنه الأقوى عسكريًا واقتصاديًا فهو يمارس سياسة القطب الواحد والهيمنة والضغوط على معظم دول العالم ومن بينها روسيا، مؤكدًا على استمرار هذا التصعيد  حتى تقتنع الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية بأن العالم لم يعد يتحمل سياسات الهيمنة التي نتج عنها الحروب.

تحرك دبلوماسي

من ناحيته، اعتبر  الدكتور عمار قناة، أستاذ العلوم السياسية في موسكو، أن  استدعاء روسيا للسفير الألماني احتجاجًا على تدشين قاعدة عسكرية في ألمانيا الشرقيه ببحر البلطيق، تحرك دبلوماسي سياسي ضمن أطر النظام الدولي والاتفاقيات الدولية التي تم التوقيع عليها خلال فترات سابقة.

وأشار أستاذ العلوم السياسية، في تصريحات لـ«إرم نيوز» إلى أن استدعاء السفير الألماني خطوة بروتوكولية في ظل توتر العلاقات، اليوم،  بين روسيا وألمانيا بسبب عملية توسع حلف الناتو شرقاً في ألمانيا .

وقال الدكتور عمار قناة، إن العمليات الأخيرة تلعب دورًا كبيرًا في هذه المسألة، خاصة تعزيز العلاقات العسكرية بين ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية، مشيراً إلى أنه جرى الحديث رسميًا عن نشر صواريخ أمريكية على الأراضي الألمانية بحلول عام 2025 .

وأضاف أن ألمانيا بموافقتها على تلك الإجراءات الأوروبية على إنشاء قاعدة بحرية  تعد إحدى الخطوات التصعيدية في ظل ما نراه من تفاقم للأزمات الدولية، كما أنها تعد محاولات لتعكير صفو الأجواء ضد روسيا ردًا على الإنجازات الدولية الحقيقية سواء في تقدمها في الأراضي الأوكرانية أو عقد قمة بريكس الموسعة والاستثنائية من نوعها في هذه الأيام.

 

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC