logo
العالم

هل تحولت المعركة الانتخابية في أمريكا إلى "صراع أيديولوجي"؟

هل تحولت المعركة الانتخابية في أمريكا إلى "صراع أيديولوجي"؟
دونالد ترامب وكامالا هاريسالمصدر: أ ف ب
25 يوليو 2024، 10:21 ص

جاء وصف المرشح الرئاسي الجمهوري والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، لكامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية للرئاسة ونائبة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بأنها ستكون الرئيسة الأمريكية "الأكثر يسارية" في حال فوزها، بمثابة فتح "معركة أيديولوجية" غير مسبوقة في التاريخ الأمريكي بدلاً من "المعركة السياسية" الراهنة.

وتُثار تساؤلات بين الخبراء حول مصطلح "اليسارية" الذي قصده ترامب، ودلالات وتداعيات ذلك على المشهد السياسي الأمريكي.

وكان ترامب أضاف إلى وصفه لهاريس "اليسارية" صفة "متطرفة معتوهة ستدمر بلادنا"، في وقت تؤكد تقارير وتحليلات سياسية، نقلاً عن ترامب، أن كامالا هي بمثابة "قوة دفع ليبرالية متطرفة في عهد بايدن".

ويؤكد محللون عرب وأجانب، استطلع "إرم نيوز" آراءهم، أن المعركة الانتخابية في أمريكا "حامية الوطيس"، وهي في الأساس بين معسكرين أو أيديولوجيتين متعارضتين، لكنها بدت أكثر تطرفاً واحتداماً وخلافاً في الملفات الرئيسة بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية.

أخبار ذات علاقة

حال فوزها.. هاريس الرئيسة الأمريكية "الأكثر يسارية"

 معركة أيديولوجية متطرفة

يقول المحلل السياسي الغربي جيفري ميلر، إنه "بعد رحيل الرئيس الأمريكي جو بايدن عن السلطة، من المتوقع أن تركز قضايا الحملة الانتخابية بشكل أكبر على الخلافات السياسية، والعمر، رغم أن القدرات المعرفية لكامالا هاريس ليست موضع شك".

d8ac9131-ca41-4077-b146-691b7232111f

ويؤكد أنه "نظراً للأداء القوي للاقتصاد الأمريكي وانخفاض التضخم، فمن الصعب على ترامب أن يجني رأس مال سياسياً من هذه القضايا، ما يترك المزيد من القضايا الأيديولوجية، مثل الهجرة والإجهاض باعتبارها ساحة المعركة الرئيسة. ومع ذلك، قد تكون السياسة الخارجية أيضاً إحدى قضايا الحملة الانتخابية، حيث يسلط ترامب قوته على دعم إسرائيل والعداء تجاه الصين".

وتزامناً مع تنامي الصراع الأيديولوجي في الانتخابات الأمريكية، يشير ميلر، إلى أنه "من الجانب الديمقراطي، يمكننا أن نتوقع تركيزاً كبيراً على المحاكمات الجنائية لدونالد ترامب، وكذلك الميول المناهضة للديمقراطية، فهناك أمر واحد واضح: ستكون حملة انتخابية تتسم بالخطابات المتطرفة".

تصريحات التنمّر السياسي

يقول الباحث السياسي الدكتور مهند العزاوي، إن "ما يشوب الانتخابات الأمريكية هو الصراع والانقسام، إذ تمتاز تلك تصريحات بالتنمّر السياسي من كلا الطرفين".

ويضيف مهند العزاوي، باحث في العلاقات الدولية لـ"إرم نيوز": "اليساري هو الذي يفكر بتغيير القواعد والأنظمة والتوجه نحو الانفتاح أو الفوضوية المجتمعية نوعاً ما، أما اليميني فيبحث عن النظام والقواعد والأصول والالتزام بما أشارت إليه الدولة، علماً أن هناك متطرفين من اليمين واليسار بكل الأحوال".

4013c977-83ca-4df6-bf15-3e303d2d2a92

ولا يعتبر العزاوي تصريح بايدن عن هاريس "غير مسبوق" في التاريخ الأمريكي، "كونه يأتي ضمن سياق الانتخابات والاضطراب السياسي ما بين الحزبين؛ ما يستلزم تصريحات نارية وفوق النارية لكسب الجمهور الأكثر لمعرفة مزاج وعقلية الناخب الأمريكي".

ويتابع: "بالنسبة لترامب، يمكن النظر إلى تصريحاته كونها تندرج ضمن (سمة) في السياق السياسي المعهود لديه، وكذلك كامالا هاريس، التي تم ترشيحها من قبل جو بايدن، وليس من الحزب الديمقراطي بعد، هي الأخرى تهاجم بايدن ضمن سياق التنمر؛ ما يعني احتدام المعركة السياسية بينهما كثيراً".

ويشير العزاوي إلى أن "السياسة الأمريكية بحد ذاتها عبارة عن أيديولوجيتين متصارعتين؛ فالعامل الفكري مهم في الانتخابات الأمريكية، سواء تجسد على شكل برامج انتخابية تحاكي العمال والمزارعين والوطنية والقطرية التي يتمتع بها الحزب الجمهوري، أو تحاكي الانفتاح والمهاجرين والمهجّرين بسياقاتها الأخرى التي بدت تطفو على السطح، منها مشاريع الإجهاض ومجتمع الميم ومشاريع المناخ التي تختلف بين الطرفين بشكل تام، فضلاً عن الاختلاف الأيديولوجي بين الحزبين فيما يتعلق بالسياسة الخارجية".

تحطيم الحزب الديمقراطي

يقول الخبير السياسي أحمد عطا، إن "ترامب عندما وصف كامالا هاريس بأنها يسارية أراد أن يسلب من الحزب الديمقراطي، وليس هاريس، الثوابت التي أقرها الدستور الأمريكي فيما يتعلق بتوصيف الاقتصاد الأمريكي كاقتصاد حر بجانب فرض حالة من الثقة لدى الشارع الأمريكي في كامالا في حالة فوزها، وخاصة أن ورقة الانتخابات الأمريكية هي أشبه بطاولة بوكر، حيث كل أوراق اللعب يتم استثمارها لتحقيق الفوز بالانتخابات".

ccd6b6e9-6a01-4c4c-99c4-ca0f766c1699

ويضيف أحمد عطا، الباحث السياسي في منتدى الشرق الأوسط بلندن، لـ"إرم نيوز": "حتى إن لم يكن ترامب يقصد اليسار بمعناه الكلاسيكي كما هو موجود في أوروبا الشرقية، إلا أن الهدف من التصريح هو تحطيم الحزب الديموقراطي في صورة مرشحته بفرض حالة من عدم الاستقرار في فوز كامالا".

ويتابع: "الصراع الأيديولوجي في أمريكا، أو التوليفة الأمريكية من العرب والأفارقة والأمريكان الذين ينتمون إلى أمريكا الجنوبية، هي توليفة ستؤدي في حالة عدم تحقيقها أو استقرارها، إلى صراع لم يشهده العالم، وشاهدنا جميعاً ما فعله الأفارقة الأمريكان عندما قتل أحدهم شرطياً، وقاموا بعملية سلب ونهب غير مسبوقة في تاريخ أمريكا؛ فالصراع الأيديولوجي والجنوح ناحية اليسار أي التحرك نحو بعض دول أمريكا الجنوبية هو بداية انهيار أمريكا كقوة اقتصادية".

الأيديولوجيا.. لدغدغة مشاعر الأمريكيين

يقول الخبير السياسي غسان إبراهيم إن "الانتخابات الأمريكية تعتمد في جزء كبير منها على الأيديولوجيا لدغدغة مشاعر الشعب الأمريكي؛ فترامب يحاول أن يذكر المواطن الأمريكي، وخصوصاً هؤلاء الذين ينتمون إلى الفئة التي تقلق من التيارات اليسارية، بأن هاريس هي البديل الأسوأ".

952e158d-86ce-4784-afc3-a214162ec347

ويضيف غسان إبراهيم، مدير الشبكة العربية العالمية، أن "ترامب بسياسته الحالية يهدف لتحقيق مكسبين، الأول هو أنه تخلص من بايدن، وهذا ما تم بالفعل، والمكسب الثاني هو أن يضع نائبة الرئيس في خانة تجعل الجميع يرفضها".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC