شعبوية الداخل وانعزالية الخارج.. لماذا تغير الحزب الجمهوري الأمريكي؟

يتجه الحزب الجمهوري الأمريكي إلى تغيير جذري في خطابه وسياساته، على المستويين الداخلي والخارجي، وفق تقرير نشره موقع "بوليتيكو".

ويقدم التقرير قراءة لما يجري في الحزب الجمهوري، تزامنا مع عقد مؤتمره الذي يُختتم الخميس.

وأوضح التقرير أنّه بالنظر إلى الخطابات المتداولة خلال المؤتمر والنقاط المطروحة للنقاش فإنّ الحزب يتغير، "إذ يتبنى بشكل متزايد الشعبوية الاقتصادية في الداخل والانعزالية في الخارج، ويغير موقفه الذي دام عقودًا من ملف الإجهاض، ولم يعد فقط حذرًا من بعض المصالح التجارية، بل معاديًا لها"، وفق تعبيره.

ونقل التقرير عن السناتور جيه دي فانس، الذي تم ترشيحه حديثا لمنصب نائب الرئيس، قوله إن الحزب الجمهوري يمر "بفترة جمهورية متأخرة"، ويحتاج الحزب إلى "أن يصبح جامحا للغاية"، بحسب عبارته، في إشارة إلى التحولات التي يشهدها نحو اليمين، وإلى ما يحدث تحديدا في "ميلووكي" حيث ينعقد مؤتمر الحزب.

 

ووفق "بوليتيكو"، فإن "الأمر لا يقتصر على اختيار ترامب لفانس، المعارض لمساعدات أوكرانيا، والذي قال ذات مرة: "أنا لا أهتم حقًّا بما يحدث لأوكرانيا"، وإنما أيضًا تبني الحزب لموقف مخفف من ملف الإجهاض، فضلا عن انتقاد الشركات، وهي مواقف سُمع صداها في قاعات المؤتمر".

وأكد التقرير أن هذه التحولات هي "نتيجة التقاء التغيرات الاقتصادية والديمغرافية والثقافية، بما في ذلك الحركة العمالية الصاعدة حديثًا، والتي يجد الحزب الجمهوري نفسه منجذبًا إليها بشكل متزايد". وأسفرت هذه العوامل مجتمعة عن تسريع تجديد الحزب.

وعلّق مارك شورت، الذي شغل منصب كبير موظفي نائب الرئيس مايك بنس من عام 2019 إلى عام 2021: "أعتقد أن ما نشهده الآن هو هجوم مباشر كامل على التيار المحافظ"، وفق تعبيره.

وأضاف شورت، الذي يبتعد عن هذه النسخة الجديدة من الحزب: "هذا خروج هائل عما كان عليه حزبنا، ولا أعتقد أنه وصفة للنجاح"، بحسب قوله.
واعتبر تقرير "بوليتيكو" أنّ الأمر الأكثر إثارة للصدمة بالنسبة إلى بعض الجمهوريين هو الخطاب الناري تجاه الشركات والضرر الناجم عن قوانين العمل، وتجاوز النزعة الاقتصادية التقليدية المحافظة.

وقال السيناتور مايك براون، من ولاية إنديانا، الذي يرشح نفسه لمنصب حاكم الولاية وأحد أبرز المرشحين: "لقد بدأت أشعر بالقلق قليلاً بشأن بعض هذه الأمور"، وفق ما نقل التقرير.