ما مصير "مخلفات" الجيشين الأمريكي والألماني في النيجر؟

بينما يستعد الجيش الألماني لمغادرة النيجر، ما يمثل نهاية حقبة من الوجود العسكري الغربي في منطقة الساحل، ليلتحق بنظيريه الأمريكي والفرنسي، فرضت القضية تساؤلات بشأن مصير التجهيزات اللوجستية التي تقدر بملايين الدولارات وإن كانت ستؤول إلى الاستغلال من جانب الروس.

ويكشف انسحاب القوات الألمانية، الذي جرى بعد فشل المفاوضات مع السلطات النيجرية، عن رغبة متزايدة لدى البلدان الأفريقية في إعادة تحديد شروط تعاونها الدولي.

وتظهر المطالب التي قدمتها النيجر، والتي اعتبرتها برلين "غير مقبولة"، تصميما على إقامة شراكات "على قدم المساواة".

وسينهي الجيش الألماني استخدام قاعدته للنقل الجوي في النيجر في 31 أغسطس/ آب المقبل، في حين لم يبق في القاعدة، في الآونة الأخيرة، سوى 38 جنديا ألمانيا، يضاف إليهم 33 متعاونا من شركات ألمانية وأجنبية.

وفي اليوم نفسه، كشفت مشاهد متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي انسحاب القوات الأمريكية من قاعدتها الجوية في نيامي عاصمة النيجر.

وأقيمت مراسم تسليم القاعدة الجوية (101) مطلع الأسبوع، ووقّع على تسليم الموقع إلى سلطات النيجر الجنرال الأمريكي كينيث إيكمان، ورئيس الأركان مامان ساني كياو.

ويُنتظر سحب الولايات المتحدة قواتها من قاعدتها الجوية الرئيسة في مدينة أغاديز، على بعد حوالي 920 كيلومترا من العاصمة نيامي في شمالي النيجر بحلول 15 سبتمبر/ أيلول.

وأفادت إحصائيات رسمية أمريكية بأن 766 جنديا أمريكيا غادروا النيجر، علما أنه في نهاية 2023 كان هناك نحو 1100 عسكري أمريكي معظمهم يتمركزون في قاعدة جوية بالقرب من مدينة أغاديز.

الانسحاب الفوضوي يلبي مصالح روسيا والصين والمتطرفين

الكونغرس

وأثار الانسحاب الغربي هواجس لدى الجانب الأمريكي خصوصا، من إمكانية حصول الجيش الروسي على أسلحة أمريكية وعدم السيطرة على قواعد القوات الأمريكية في النيجر.

وفي هذا السياق، خاطب أعضاء في الكونغرس الأمريكي الشهر الماضي، إدارة الرئيس جو بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن، منتقدين "الانسحاب الفوضوي" الذي قالوا إنه يلبي مصالح روسيا والصين والمتطرفين المرتبطين بتنظيمي القاعدة وداعش.

ومما جاء في رسالة النواب تأكيد استثمار ملايين الدولارات في تدريب جيش النيجر وبناء منشأة عسكرية بقيمة 100 مليون دولار في القاعدة الجوية 201، التي اكتملت العام الماضي فقط، وأنه يمكن للجيش الروسي أن يسيطر على "هذه القاعدة الممولة من دافعي الضرائب الأمريكيين" عندما تغادر القوات الأمريكية البلاد.

وطالبوا إدارة بايدن بالتأكد من عدم تسليم المباني أو الأسلحة أو المعدات إلى الجيش الروسي في النيجر.

ورد مسؤول كبير في البنتاغون في تصريحات لوسائل إعلام أمريكية بالقول إن الولايات المتحدة لا تتوقع أن تحل القوات الروسية محل القوات الأمريكية في النيجر بعد انسحابها من البلاد.

ولدى سؤاله عما إذا كان البنتاغون يخشى أن تقوم سلطات النيجر بنقل المعدات الأمريكية التي لن تتمكن القوات الأمريكية من إزالتها إلى الجيش الروسي، قال المسؤول إنهم تحدثوا خلال الاتصالات مع ممثلي الجانب الأفريقي عن نيتهم استخدام المعدات نفسها.

وأعلن المجلس العسكري الحاكم في النيجر قبل أسابيع إنهاء اتفاق التعاون العسكري مع الولايات المتحدة، واعتبر وجود قوات أمريكية على أراضي النيجر غير شرعي، ويتعارض مع مصالح النيجر.

وفي 12 أبريل نيسان الماضي وصل خبراء روس إلى النيجر لتدريب القوات المحلية على مكافحة الإرهاب.

وكشفت صحيفة "إزفيستيا" الروسية أن جمهورية النيجر جاهزة لنشر قاعدة عسكرية روسية شاملة على أراضيها.