خبراء: روسيا تستعد لمواجهة "طويلة الأمد" مع "الناتو"

يرى خبراء أن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيادة أعداد أفراد القوات المسلحة يؤكد إدراك القيادة الروسية أن الحرب مع أوكرانيا وحلف "الناتو" ستكون طويلة الأمد.

وأشار الخبراء، في حديثهم لـ "إرم نيوز"، إلى أن هذا القرار ليس الأول، إذ اتخذ بوتين قرارًا مشابها في مناسبتين منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.

وكان مرسوم أصدره بوتين قضى بزيادة تعداد أفراد الجيش بين مدنيين متعاقدين وعسكريين إلى مليونين و389 ألف فرد، بينهم 1.5 مليون عسكري.

وسيدخل المرسوم حيّز التنفيذ بدءًا من 1 ديسمبر المقبل، وتضمن تعديلًا على مرسوم سابق حدد تعداد أفراد الجيش الروسي بمليونين ونحو 209 آلاف فرد، بينهم مليون و320 ألف عسكري.

ويكلف المرسوم الجديد الحكومة برصد المخصصات اللازمة من ميزانية وزارة الدفاع لتغطية الزيادة في تعداد الجيش.

وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن قرار الرئيس الروسي زيادة عدد القوات المسلحة الروسية يعود إلى التهديدات التي تتعرض لها البلاد، والوضع العدائي للغاية من قبل الدول الغربية.

صراع جديد

وقال الأستاذ بكلية الاستشراق في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو، الدكتور رامي القليوبي إنه خلال السنوات الماضية لم يكن من أولويات روسيا تطوير الأسلحة الهجومية، أو زيادة عدد الجيش؛ لأن الرئيس بوتين كان ينطلق من رؤية أن اندلاع حرب في أوروبا غير وارد، "ولكن الآن هذا القرار يتماشى مع الصراع الجيوسياسي الجديد".

ورأى أن هذه الخطوة لن تؤثر مباشرة في سير المعارك مع أوكرانيا؛ لأن الجيش الروسي يضم شقين، الأول خاص بأفراد الخدمة الإلزامية، وهؤلاء لا يشاركون في المعارك، أما الشق الثاني فيضم أفرادًا يُتَعَاقَد معهم، وهؤلاء مدربون على العمليات القتالية باحتراف.

وأشار القليوبي إلى أن أوكرانيا تتمنى اللجوء إلى خطوة مشابهة بزيادة عدد جيشها، وأنها أجرت كثيرًا من عمليات التعبئة لإلزام المواطنين بذلك، ولكن كييف تدرك جيدًا أن إجبار المواطنين على التجنيد يثير غضبًا كبيرًا داخل المجتمع الأوكراني.

في مواجهة "الناتو"

في السياق، قال المحلل السياسي الخبير في الشؤون الروسية، الدكتور محمود الأفندي إن قرار الرئيس بوتين يجعل الجيش الروسي ثاني أكبر جيش في العالم بعد الصين، ويتخطى الجيشين الأمريكي والهندي.

ورأى الأفندي أن خطوة زيادة عدد الجيش الروسي ليس لها علاقة بالعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وإنما لعدة أسباب تتعلق بانضمام فنلندا والسويد أخيرًا لحلف "الناتو" ما خلق خطرًا كبيرًا من دول البلطيق على الأمن القومي الروسي، بالإضافة إلى إنشاء جيش جديد يسمى بجيش "سنتر موسكو" وكذلك في الاتجاه الشمالي الغربي لمواجهة حلف "الناتو" على هذا الاتجاه الإستراتيجي للحدود الروسية مع دول البلطيق.

وأشار الخبير في الشؤون الروسية، في تصريحاته، إلى أن أوكرانيا حاولت من قبل اتخاذ هذه الخطوة وزيادة عدد قواتها، من خلال اقتراح البرلمان الأوكراني رفع سن التجنيد الإلزامي إلى 50 عامًا، وأن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقع على مشروع قانون لخفض سن التعبئة للخدمة العسكرية من 27 إلى 25 عامًا.

واستبعد الأفندي أن تقوم أوكرانيا بخطوة جديدة لزيادة عدد قواتها، إلا إذا حدثت تغيرات جوهرية في أرض المعركة.