ماذا وراء "التلاسن" الحاد بين هاريس وترامب بشأن حرب غزة؟

أبرزت وسائل الإعلام الإسرائيلية "التلاسن" بين المتنافسين في الانتخابات الأمريكية، دونالد ترامب وكامالا هاريس، بشأن الحرب في غزة، على حساب جميع الملفات الأخرى خلال المناظرة بينهما. 

وبحسب الإعلام العبري، قالت هاريس: "الحرب في غزة يجب أن تنتهي"، بينما رد ترامب: "إنها تكره إسرائيل، ولن تستمر تل أبيب عامين، وتنتهي من الوجود لو وصلت كامالا إلى البيت الأبيض".

وانتقاء تصريحات هاريس بهذا البُعد بشكل موحد في أغلب الإعلام الإسرائيلي، في إطار أنها تريد وقف الحرب، ولم يبرزوا دعمها الكامل لإسرائيل، يكشف عن الموقف الإسرائيلي المائل لترامب، والذي أكد عليه نتنياهو نفسه في اجتماع شبه سري، تم تسريبه منذ ساعات، ونشرته إرم نيوز، مع نفي عام لمكتب نتنياهو.

ويعلق الإعلام الإسرائيلي، التقيا هاريس وترامب الليلة الماضية في مواجهة ساخنة، قبل أقل من شهرين من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وسط حالة من التوتر.

وشنت نائبة بايدن، المرشحة الديمقراطية، هجومًا على ترامب من أول لحظة، حيث قالت: "زعماء العالم يضحكون عليه، نحاول إصلاح الفوضى التي خلفها وراءه".

ورد ترامب: "إنها سيئة، إنه أمر مثير للسخرية. لقد أصبت برصاصة في رأسي بسبب ما يقولونه عني".

وزعم الرئيس السابق أن هاريس تكره إسرائيل، وقال: "إذا أصبحت رئيسة، خلال عامين لن تكون إسرائيل موجودة"، ردًا على مطالبة هاريس بضرورة إنهاء الحرب في غزة. 

وفي المواجهة، كان مطلوبًا من المرشحين معالجة سلسلة من القضايا، بما في ذلك الحرب في غزة والموقف من إسرائيل، بعد وقت قصير من احتجاج المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين خارج القاعة في فيلادلفيا، والمطالبة بحظر الأسلحة على إسرائيل.

الحرب يجب أن تنتهي

وقالت نائبة جو بايدن في المناظرة إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، وأن الحرب ضد حماس "يجب أن تنتهي بوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المختطفين". 

وقالت هاريس عن الأحداث التي وقعت في 7 أكتوبر، حيث قامت حماس، ووصفتها بالمنظمة الإرهابية، بذبح 1200 إسرائيلي، كثير منهم من الشباب الذين كانوا في حفلة. وتعرضت النساء للاغتصاب الوحشي.

وأضافت: "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها. هذه الحرب يجب أن تنتهي. ستنتهي من خلال وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن". إلى ذلك، أكدت المرشحة الديمقراطية دعمها لحل الدولتين. 

من جانبه، أكد ترامب أن هاريس "تكره إسرائيل"، وزعم أنه لو كان رئيسًا لما حدثت أحداث 7 أكتوبر على الإطلاق. وقال ترامب عن منافسته: "لم تكن مستعدة حتى للقاء نتنياهو عندما تحدث أمام الكونجرس. إذا أصبحت رئيسة، فلن يكون لإسرائيل وجود في غضون عامين".

وردت هاريس قائلة: "لقد دعمت إسرائيل طوال حياتي المهنية"، مضيفة أن ترامب يعرف هذه الحقيقة، وهو يكذب. ووقعت المواجهة المصيرية قبل 55 يومًا من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث كان يستهدف كل من المرشحين إقناع جمهور كبير من المترددين وخلق الزخم للمرحلة الأخيرة من الحملة. وتم بث المواجهة مباشرة على العديد من المواقع والفضائيات الإسرائيلية.

وبحسب المعلقين، فإن أداء هاريس كان ناجحًا إلى حد كبير، واستطاعت أن تحدد وتيرة الهجوم ومهاجمة ترامب بشكل متواصل. 

وبعد وقت قصير من انتهاء المواجهة، دعت هاريس ترامب إلى مواجهة أخرى. في المقابل، قال ترامب في بيان بعد المواجهة: "أعتقد أنها كانت أفضل مواجهة لي على الإطلاق، خاصة في ضوء أنها كانت ثلاثة ضد واحد". وفي رأيه، لم تكن هاريس وحدها في المواجهة.

كما صحح المشرفون ترامب عدة مرات، وهاريس مرة واحدة، وعلق ترامب على طلب هاريس بمناظرة جديدة: "الآن تريد مناظرة أخرى، لأنها هُزمت الليلة، لكنني سأفعل ذلك". 

وقالت هاريس لمؤيديها بعد المواجهة مع ترامب: "ما زلنا المستضعفين، الأمر قريب. نحن نؤمن بمن نحن. نحن نؤمن بالشعب الأمريكي".