مصادر طبية بغزة: ارتفاع حصيلة القتلى إلى أكثر من 230 قتيلا إثر غارات إسرائيلية

logo
العالم

وسط معركة النفوذ.. هل تتجه روسيا والصين نحو الصدام في أفريقيا؟

وسط معركة النفوذ.. هل تتجه روسيا والصين نحو الصدام في أفريقيا؟
بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ المصدر: رويترز
11 نوفمبر 2024، 1:52 م

تشهد القارة الأفريقية تنافسًا متزايدًا بين القوى العالمية، خاصة بين روسيا والصين، اللتين تتسابقان لتعزيز نفوذهما في القارة. في حين تعتمد موسكو على القوة العسكرية وتدخلاتها الأمنية، تسعى بكين إلى حماية استثماراتها الضخمة من خلال تعزيز دورها الأمني؛ ما يثير تساؤلات حول احتمالية وقوع صدام بين الطرفين.

أخبار ذات علاقة

"أنشطة مريبة".. القارة السمراء تدين التدخل الأوكراني في منطقة الساحل

 تعقد روسيا مؤتمرًا وزاريًّا رفيع المستوى لمنتدى الشراكة مع أفريقيا، حيث وعدت بتقديم دعم اقتصادي لدول القارة، التي تواجه أزمات حادة في مختلف المجالات؛ ما يجعلها بحاجة ماسة إلى شركاء دوليين.

تداخل في الأدوار

يؤكد عمر ماريغا، الخبير الاقتصادي السنغالي المتخصص في الشؤون الأفريقية، أن التنافس بين روسيا والصين في أفريقيا بات أكثر وضوحًا في السنوات الأخيرة. 

يقول ماريغا: "هناك تداخل في الأدوار بين روسيا والصين، حيث تطمح موسكو إلى لعب دور اقتصادي، بينما تسعى بكين إلى تعزيز دورها الأمني في القارة."

أخبار ذات علاقة

بعد "فاغنر".. من هم "اللاعبون الروس" الرئيسيون في أفريقيا؟

 وأوضح ماريغا أن روسيا تحاول استغلال تدخلاتها العسكرية في دول مثل جمهورية أفريقيا الوسطى ومالي وبوركينا فاسو والنيجر للحصول على امتيازات اقتصادية، خاصة في قطاع التعدين. في المقابل، تركز الصين على الاستثمار في البنى التحتية، لكنها بدأت مؤخرًا في نشر عناصر أمنية لحماية عمالها واستثماراتها، بعد تصاعد الهجمات ضدهم.

رغم هذا التداخل، يرى ماريغا أن احتمالية الصدام بين البلدين ضئيلة: "لن يكون هناك صدام مباشر. كلا البلدين يسعى إلى تحقيق تكامل في القارة مستغلًّا مشاعر العداء تجاه الغرب. كما أن ضم دول أفريقية جديدة إلى مجموعة بريكس يُظهر رغبة البلدين في تقاسم النفوذ دون مواجهات."

صدام محتمل؟

من جانبه، يرى عمرو ديالو، الخبير العسكري في الشؤون الأفريقية، أن تعميق الصين لدورها الأمني في أفريقيا قد يُعقد العلاقات مع روسيا.

وقال إن "الصين قد تواجه مشكلات إذا تجاوزت مهمة حماية استثماراتها إلى التدخل العسكري أو دعم أنظمة سياسية مقابل النفوذ. هذا المجال تعتبره روسيا جزءًا من إستراتيجيتها في القارة".

وأشار ديالو إلى أن روسيا، رغم عزلتها الدولية بسبب العقوبات الغربية، قد تتخذ موقفًا حذرًا لتجنب التصعيد مع الصين.
وأضاف: "روسيا لا تريد فقدان تحالفها مع الصين، خاصة في ظل عزلتها الحالية. لكن في النهاية، الأمر متروك للصين التي يبدو أنها تسعى لنهضة اقتصادية جديدة عبر بوابة أفريقيا."

 

 

مستقبل العلاقة بين القوتين

الصين من جهتها واصلت توسيع نفوذها في القارة السمراء، حيث أعلن الرئيس شي جينبينغ عن استثمارات وهبات بقيمة 51 مليار دولار خلال مؤتمر مع القادة الأفارقة.

هذه  الخطوة تأتي ضمن إستراتيجية بكين لتعزيز وجودها في أفريقيا، التي تُعد مصدرًا رئيسًا للموارد والأسواق.
ورغم التنافس المحموم، يرى خبراء أن البلدين سيحرصان على الحفاظ على علاقتهما الإستراتيجية، ففي ظل العداء المشترك تجاه الغرب، يبدو أن موسكو وبكين تتجهان نحو تقاسم النفوذ بدلًا من الصدام المباشر.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC