معارك الشرق "تحتدم".. موسكو تحاصر بوكروفسك وكييف تنتظر أسلحة الغرب

تصاعدت وتيرة المعارك في شرق أوكرانيا، حيث تمثل مدينة بوكروفسك الإستراتيجية محور التحركات الميدانية للقوات الروسية التي تخطط لمحاصرتها، بينما تضاعف كييف من ضغوطها للحصول على مزيد من الأسلحة الغربية.

وبالتزامن مع "حرب المسيرات" المحتدمة على جبهتي دونتيسك وكورسك باتت مدينة بوكروفسك هدف الروس المقبل، لا سيما أنها تمثل مركز ثقل حيوياً في منطقة دونباس.

ويقول مراقبون إن موسكو تتبع اليوم استراتيجية جديدة تهدف إلى محاصرة مدينة بوكروفسك بهدف عزل وإضعاف القوات الأوكرانية التي تُبدي تمسكا بالحفاظ على هذا المحور القتالي، لكنّ القيادة العسكرية الأوكرانية تقرّ بأن "الوضع صعب".

وتثير الاستراتيجية الروسية مخاوف من سقوط المدينة على طريقة مدينة باخموت، التي صمدت في السابق لنحو سنة قبل أن تسقط بأيدي الروس، ويثير تمسك القوات الأوكرانية بمواقعها في بوكروفسك وبخططها التي يقول مراقبون إنها باتت مكشوفة، انتقادات حتى من داخل العسكريين الأوكرانيين السابقين.

 ويعتبر منتقدو خطط كييف أنّ التمسك ببوكروفسك قد يؤدي إلى إنهاك الجيش الأوكراني، وهو ما يخطط له الروس، بينما لا تزال كييف تفتقد كثيرا من الأدوات القتالية على الجبهة لصدّ التقدم الروسي وضرب المواقع الحساسة من مطارات ومخازن الذخيرة لإبطاء التقدم الروسي.

ويأتي ذلك بينما لا تزال كييف بانتظار "ضوء أخضر" واضح وصريح من الغرب لضرب العمق الروسي وشل حركة الجيش الروسي ومنعه من السيطرة على مزيد من الأراضي.

ولم تحصل أوكرانيا على موافقة صريحة من لندن ولا من واشنطن بشأن استخدام صواريخ "أتاكمز" الأمريكية ولا صواريخ "ستورم شادو" البريطانية، رغم أن أقصى مدى لهذه الصواريخ لا يتعدى 300 كلم، بينما تقع أقرب منطقة استراتيجية يمكن للأوكرانيين قصفها انطلاقا من الأراضي التي يسيطرون عليها أكثر قليلا من هذه المسافة، وتقع 90 % من الأهداف الروسية الحيوية التي يمكن لكييف قصفها خارج مدى هذه الصواريخ، بحسب تقرير لـ "البنتاغون".

ويعتبر مراقبون أن كييف باتت في مأزق حقيقي بالنظر إلى الوضع التي توجد القوات الأوكرانية على الجبهة الشرقية وفي غياب أسلحة فعّالة وقادرة على صد هجمات الروس باستثناء المسيّرات.