خبراء: بزشكيان سيواجه "أزمات" في برلمان يسيطر عليه متشددون

يتوقع متابعون للشأن الإيراني أن يواجه الرئيس المنتخب مسعود بزشكيان صعوبات وتحديات في تعامله مع برلمان يهيمن عليه التيار المتشدد، قبل اعتماد الحكومة وبعدها.

ورغم التاريخ الطويل لبزشكيان في التعامل مع البرلمان، حيث إنه عضو فيه لخمس دورات متتالية، وممثل عن مدينة تبريز فيه، لكنه بعد أن أصبح رئيساً لن يخلو تعامله مع هذا البرلمان الذي يهيمن عليه التيار المتشدد من صعوبات وتحديات.

ويختلف المتابعون في طبيعة التحديات أمام بزشكيان، حيث يرى بعضهم أنها ستكون قبل نيل الثقة (أثناء تشكيل الحكومة)، وآخرون يرون أنه سيتمكن من تمرير وزراء حكومته، لكن الصعوبات ستواجهه بعد هذه الخطوة.

وقال المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور الإيراني، طحان نظيف، إن مراسم تنصيب الرئيس الجديد من قبل المرشد علي خامنئي ستكون بعد إتمام إجراءات تصديق المجلس على الانتخابات وإصدار أوراق الاعتماد الرئاسية.

وأضاف في تصريحات صحفية أن "مكتب خامنئي سيعلن موعد مراسم التنصيب بعد إرسال أوراق الاعتماد الرئاسية من المجلس للقائد الأعلى".

وقالت مصادر برلمانية إيرانية لـ"إرم نيوز"، إن "مراسم تنصيب مسعود بزشكيان ستقام في 4 أو 5 من أغسطس/ آب المقبل"، مضيفة أن "اجتماعات مراجعة السير الذاتية للوزراء المرشحين ومنحهم الثقة ستكون في سبتمبر/ أيلول المقبل".

وأشارت المصادر إلى أنه "بعد إقامة مراسم تنصيب رئيس الجمهورية في مطلع أغسطس/ آب، سيكون أمامه 15 يوماً لتقديم وزرائه المقترحين إلى البرلمان لمنحهم الثقة".

 تحديات بعد نيل الثقة

ويقول عضو البرلمان السابق الإصلاحي محمود صادقي لـ"إرم نيوز"، إن "بزشكيان سيحتاج إلى المزيد من الوقت للتكييف والتعامل مع مختلف المؤسسات الموجودة في البلاد، سواء كانت السلطة التشريعية أو القضائية أو المؤسسة العسكرية".

وأضاف أن "رؤساء القوات والقادة العسكريون أبدوا استعدادهم للتعاون مع بزشكيان، لكن من الطبيعي أن ننتظر بعض الوقت ونراقب ردود الفعل ومستوى التعاون"، معتبراً أن "تحديات بزشكيان مع البرلمان ليست كثيرة، لكنها مع باقي المؤسسات مثل العسكرية أقوى".

وتابع "لو عدنا إلى المناظرات التلفزيونية لم يدخل بزشكيان في مواجهات حادة مع المرشح في وقتها رئيس البرلمان الحالي محمد باقر قاليباف، وبالتالي سيتعاون معه، ولن يواجه بزشكيان أزمة في تمرير الوزراء بالبرلمان، لكن التحديات ستكون بعد تشكيل الحكومة".

تحدي ما قبل الثقة

بدوره، قال المحلل السياسي الأصولي المتشدد، حسين كنعاني مقدم لـ"إرم نيوز"، "إن أولوية بزشكيان هي تعيين حكومة قوية وتقديم الوزراء إلى البرلمان، وسيواجه بزشكيان تحدياً جدياً في هذا المجال".

وأردف "رغم أن البرلمان أظهر تعاونه مع الرؤساء في تصويت الثقة للوزراء، إلا أن هناك تحديا جديا يتمثل في نقل السلطة من حكومة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، إلى حكومة بزشكيان".

وعن تعامل البرلمان معه، أجاب كنعاني "أمام بزشكيان مهمة صعبة في التعامل مع البرلمان، والبرلمان ملزم بحسب توصيات المرشد خامنئي بانتخاب مسؤولين لا ينحرفون في أدائهم عن الثورة وأهدافها".

وأضاف "بالتأكيد سنشهد تحدياً خطيراً في صرامة البرلمان في هذا الأمر، وإذا لم تتوفر في الوزير المقترح تلك المعايير فلن تتم الموافقة عليه بالتأكيد".

 مقرب من بزشكيان

بدوره، قال مسؤول بالحملة الانتخابية للرئيس المنتخب مسعود بزشكيان، لـ"إرم نيوز"، "إذا لم يتعاون البرلمان مع الحكومة، فلن تكون الحكومة ناجحة، والحكومة بالنظر إلى الوعد الذي قطعته للشعب، يجب أن تحظى بدعم جميع القوى والمؤسسات الحكومية مثل القضاء والبرلمان والمؤسسة العسكرية".

وأضاف مشترطاً عدم الكشف عن هويته، أن "بزشكيان يتحرك بخطوات محسوبة، ويريد نقل رسالة إلى الأصوليين الخاسرين أنه يمد يده إلى الجميع للتعاون، ولهذا استقبل الليلة الماضية منافسه الخاسر سعيد جليلي".

واعتبر هذا الاستقبال "رسالة يجب على الأصوليين والشعب أن يأخذوها نصب أعينهم، ويعلموا أن حل مشاكل البلاد بالتفاهم".

وخلص إلى "أن هناك مجموعة من حوالي 100 مستقل في البرلمان، يمكنهم الآن دعم الحكومة، وأعتقد أنه بالنظر إلى وجود بزشكيان في البرلمان لعدة فترات، سيكون النواب قادرين على التعاون مع هذه الحكومة والرئيس".