الانتخابات الأمريكية.. ما نقاط القوة والضعف بين ترامب وهاريس؟

على عكس توقعات سابقة بالصعود الكبير لأسهم المرشح الجمهوري دونالد  ترامب بعد انسحاب الرئيس جو بايدن، فإن بورصة الانتخابات الأمريكية باتت متأرجحة مع دخول كامالا هاريس، المرشحة الأكثر ترجيحا للحلول مكان بايدن في السباق.

وبحسب ساسة ومحللين، فإن "العمر" الذي كان نقطة قوة لترامب أمام بايدن تحول عكسيا إلى نقطة ضعف له، وقوة للمرشحة المحتملة هاريس، التي سيكون رهانها أمام ترامب كامرأة مختلفا تماما عما كان أمام أي مرشح آخر.

وتظل محاولة اغتيال المرشح الجمهوري نقطة قوة في الرهان بجانب ما يعد به من إنقاذ الاقتصاد الأمريكي والتعامل مع ملف الهجرة الذي يعتبر أيضا معركة من نوع خاص مع هاريس ذات الأصول المتنوعة من الهند وأفريقيا بجانب اللاتينية.

فارق السن

 ويقارن عضو الحزب الديمقراطي مهدي عفيفي نقاط القوة والضعف لكل من ترامب وهاريس، موضحا أن من نقاط قوة هاريس فارق السن الكبير بينها وبين ترامب؛ إذ سيكون لذلك تأثير في أي مناظرة قادمة في حال ترشيحها رسميا.

واستكمل عفيفي بالقول في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إن نقاط قوة  هاريس تشمل أيضا خبراتها السابقة في كاليفورنيا مدعية عامة ثم عضوة في مجلس الشيوخ ثم نائبة للرئيس؛ ما يعزز قدرتها في التعامل مع شخصية ترامب.

ومن أبرز نقاط قوة ترامب، بحسب عفيفي، ما لديه من شعبية جارفة وسط الحزب الجمهوري، فضلا عن استغلال محاولة الاغتيال التي نجا منها وما أحيط بذلك من مشاهد ساهمت في ظهوره بصورة الرجل القوي الذي من الممكن أن يكون رئيسا لدولة عظمى مثل الولايات المتحدة.

وأشار إلى أن ترامب سيحاول استخدام نقاط قوة ضد هاريس تعمل على تشويه صورتها بتقديمها على أنها ستتبع سياسة بايدن، حيث يروج المرشح الجمهوري بهذا الخصوص، أن سياسة الرئيس الأمريكي بايدن، حملت العديد من المشاكل في الاقتصاد والبطالة.

ولفت إلى أن من أهم نقاط قوة ترامب استخدامه النهج المتعلق بأن تكرار الكذب يؤدي إلى تصديق الناس ما تريد إقناعهم به.

أشياء جديدة

ومن نيويورك، يرى المحلل السياسي أحمد محارم، أنه لطبيعة وظروف الانتخابات هذه المرة والانقسام الحادث في الشارع الأمريكي، فمن المتوقع أن تكون هناك أشياء جديدة يسعى لتقديمها كل مرشح.

وأوضح محارم أنه غالبا ما يعتمد كل مرشح في نقاط القوة والضعف على اصطياد أخطاء الطرف الآخر ويعتبرها لصالحه.

وأشار إلى أن من نقاط قوة ترامب شخصيته المثيرة للجدل، بالإضافة إلى حملة التبرعات القوية التي تسانده، فضلا عن دعم كبار رجال المال له.

ومن نقاط قوة هاريس، كما يرى محارم، الرهان على الشباب أمام ترامب البالغ 78 عاما في ظل عمرها البالغ 59 عاما، والنية لترشيح حاكم ولاية بنسلفانيا، صاحب الـ 51 سنة نائبا للرئيس، ولذلك فهي تقدم جيلا شابا، وتغير صورة نمطية لكبار السن في البيت الأبيض.

وتطرق محارم في هذا الصدد إلى نقاط قوة لهاريس تذهب بها بعيدا إلى المرأة وأيضا من هم من ذوي أصول من المهاجرين.

النائب التنفيذي لرئيس جامعة سانت فيتست الأمريكية، الدكتور عابد الكشك قال إن رهان ترشيح الديمقراطيين على امرأة ممثلة  في هاريس له توابع تحمل نقاط قوة لها ونقاط ضعف مقابل ترامب الذي يجري تصويره من جانب البعض على أنه يتعامل مع النساء بوضعهن في درجة أقل من الرجال؛ ما يجعل هاريس تكتسب ثقة الناخب الأمريكي لا سيما السيدات، ليس في الحزب الديمقراطي فقط ولكن الحزب الجمهوري أيضا، ما اعتبره عاملا حاسما في الانتخابات.

وذكر الكشك أن هناك موضوعات تتعلق بالمرأة والتحرش بها وقضايا لترامب في المحاكم الأمريكية، ستكون نقاط ضعف له، بينما تستعملها هاريس نقاط قوة لها.

الملف الاقتصادي

وتطرق الكشك إلى الملف الاقتصادي، موضحا أن ثمة خوفاً شديدا من وجود الديمقراطيين كان في فترة معينة لاسيما بالبورصة، وفضل الكثيرون ترامب في بعض الأوقات، ولكن ما حدث أن هناك سياسات اتخذها بايدن في ولايته الحالية، ساعدت الاقتصاد وباتت البورصة الأمريكية في نمو واضح، ولا يوجد دليل يؤكد تراجع الوضع الاقتصادي في الفترة الماضية، بل هناك ما يشير إلى وجود تحسن.

ويرد على ذلك الباحث في الشأن الأمريكي، ناصر عيسى، بالقول إن هناك أوضاعا اقتصادية رفضها قطاع كبير من الأمريكيين في عهد بايدن، يقدم من خلالها ترامب على أنه سيحل الأمور المعقدة، ليس فقط الحرب الروسية الأوكرانية التي لها تأثيرات بالفعل على الاقتصاد، ولكن الأوضاع الاقتصادية التي يعد لها ملفا سيراهن عليه بشكل قوي في حملاته الانتخابية.

ويوضح عيسى في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن نقاط قوة ترامب، هي خبرته كسياسي قوي يستطيع جيدا الاستفادة من الأحداث، فضلا عن أن ترشيحه على هذا المنصب أمر معتاد، وأنه خاض ذلك مرتين على عكس هاريس، بل فاز من قبل وأدرك أيضا بعض النقاط التي جاءت بخسارته في الانتخابات الماضية، حتى يتجاوزها هذه المرة.

ويشير إلى أن نقاط ضعف هاريس تدور بشكل كبير في ضيق الوقت وما يظهر من انقسامات داخل الحزب الديمقراطي حول ترشيحها، فضلا عن افتقادها الكاريزما التي تستطيع أن تتعامل بها مع الناخب الأمريكي على عكس ترامب المتمرس في هذا الأمر.