عراقجي: هناك فرصة لتفاهم بشأن مزيد من المفاوضات إذا خاضت أميركا محادثات على أساس متكافئ

logo
العالم

رغم "صفقة المعادن".. كيف عاد زيلينسكي من واشنطن بـ"خفي حنين"؟

رغم "صفقة المعادن".. كيف عاد زيلينسكي من واشنطن بـ"خفي حنين"؟
من لقاء ترامب وزيلينسكي في البيت الأبيضالمصدر: أ ف ب
03 مارس 2025، 8:31 ص

لم يكن الطريق إلى واشنطن مفروشًا بالورود للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي سعى لاستمالة الحليف الأهم لبلاده، عبر "صفقة معادن" تجاهلت "الأولوية" بالنسبة له. 

مؤشرات عدة من بينها تصريحات صحفية هجومية أدلى بها ترامب ضد نظيره الأوكراني قبل أيام من وصوله واشنطن كشفت حجم التوتر بين البلدين، لكن زيلينسكي استمع لإهانات ترامب هذه المرة مباشرة قبل أن تنقلها وسائل الإعلام. 

غادر الرئيس الأوكراني المكتب البيضاوي خالي الوفاض بعد أن توقع تعثر الصفقة مسبقاً قبل وصوله إلى واشنطن.  

وقال خبيران لـ"إرم نيوز"، إن زيارة زيلينسكي التي لم تحقق له أي نتائج مُرضية، قد تكون بالأمر المعقول لو انتهى الأمر عند هذا الحد، لكن الزيارة انقلبت عليه بعد احتمالية وقف جميع الإمدادات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا، وفق ما صرح به مسؤول أمريكي. 

وفي تعليقه على الاتفاقية قبل وصوله واشنطن، قال زيلينسكي، إن إدراج ذكر الضمانات الأمنية كان أولوية بالنسبة له في المفاوضات وكان ضرورياً لأوكرانيا لوصف الصفقة بأنها ناجحة.

وأكدت أوكرانيا موافقتها على شروط صفقة "مبدئية" من شأنها أن تمنح الولايات المتحدة حق الوصول إلى رواسبها من المعادن الأرضية النادرة. 

تباين الأولويات

الباحث بمركز الحبتور للأبحاث، مصطفى أحمد، أشار إلى أن أوكرانيا تبحث عن ضمانات أمنية قوية، بينما تسعى الولايات المتحدة إلى تأمين مصادر للمعادن النادرة المهمة لصناعاتها الاستراتيجية.

جوهر الخلاف بحسب أحمد، هو أن أوكرانيا تصر على أن أي اتفاق يجب أن يكون جزءًا من حزمة دعم أمني شاملة، وهو ما لم يتم تلبيته بشكل كامل في المسودات الأولية للاتفاق.

الشروط المالية

وبين أحمد في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن إحدى نقاط الخلاف (حُلت قبل زيارة زيلينسكي) كانت الشروط المالية المقترحة في الاتفاق، حيث اعترضت أوكرانيا على بعض البنود التي اعتبرتها مجحفة. 

ولفت الباحث بمركز الحبتور إلى أن زيلينسكي كان رفض مسودة سابقة لاتفاق المعادن، إذ سعت واشنطن للحصول على حقوق ثروة طبيعية أوكرانية تبلغ قيمتها 500 مليار دولار. 

واستطرد أحمد، قائلًا "اعترضت كييف على ذلك وقالت إنها تلقت مساعدات أمريكية قيمتها أقل بكثير من ذلك، وإن الصفقة لا تشمل ضمانات أمنية تحتاج إليها". 

الصراعات الخارجية 

وأكد الباحث السياسي أحمد، أنَّ مواقف ترامب السابقة تشير إلى نهج أكثر انعزالًا وتقليلًا للانخراط في الصراعات الخارجية.

وقال "قد يتبنى ترامب سياسة تركز على المصالح الأمريكية الداخلية؛ ما قد يؤدي إلى تقليل أو وقف الدعم العسكري لأوكرانيا". 

رغم ذلك يضيف أحمد "لا يمكن التنبؤ بشكل قاطع بما إذا كان ترامب سيتخذ هذه الخطوة، لكنها تظل احتمالًا واردًا". 

ما البديل لأوكرانيا؟

بالنسبة للبديل لأوكرانيا في حال أوقفت الولايات المتحدة مساعداتها العسكرية، أوضح الباحث بمركز الحبتور، أنه يمكن لها أن تسعى لتنويع مصادر إمداداتها العسكرية من خلال التعاون مع دول أخرى خارج الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، يما يشمل دولًا، مثل: كندا، وبريطانيا، وأستراليا.

وأكد أن دول الاتحاد الأوروبي تسعى إلى تعزيز قدراتها الدفاعية وتقديم دعم أكبر لأوكرانيا، ومع ذلك، تواجه تحديات في زيادة الإنفاق الدفاعي بسبب الأزمات الاقتصادية والاجتماعية.

أخبار ذات علاقة

"خطوة جريئة".. هل تتجه "صفقة المعادن" إلى أوروبا بدلا من واشنطن؟

 إلى أين يمضي اتفاق المعادن؟

رجح أحمد أن يتم استئناف المفاوضات بين كييف وواشنطن للتوصل إلى اتفاق معدل يلبي مصالح الطرفين.

وتابع "قد يتم تعديل الشروط وربطها بشكل أوثق بحزمة دعم أمنية شاملة لأوكرانيا". 

وبين أن مستقبل الاتفاق يعتمد بشكل كبير على التطورات السياسية في الولايات المتحدة وأوكرانيا، بالإضافة إلى الوضع الميداني في أوكرانيا.

وأوضح زيلينسكي في مؤتمر صحفي قبل زيارته واشنطن: "من الممكن أن يمثل الاتفاق نجاحًا كبيرًا أو قد يتعثر. والنجاح الكبير يعتمد على محادثاتنا مع الرئيس ترامب".

وعلق مسؤول في البيت الأبيض على ذلك بالقول "إن أحدث تعليقات زيلينسكي من كييف تشير إلى أن الصفقة لم تكتمل".

وكان زيلينسكي يضغط من أجل أن يتضمن الاتفاق ضمانات أمنية حازمة من الولايات المتحدة.

أخبار ذات علاقة

عبر "رقعة شطرنج".. ماسك يشن هجوما على زيلينسكي وزعماء أوروبا (صورة)

أوروبا ستفعل ذلك 

وأكد مسؤول أمريكي في وقت سابق، أن الوثيقة كانت تتضمن عبارات تتعلق بالأمن، لكن الرئيس دونالد ترامب نبه، في اجتماع إلى أنه "لن يقدم ضمانات أمنية أكثر من ذلك بكثير". 

وأضاف أن الرئيس ترامب قال خلال الاجتماع "سنجعل  أوروبا تفعل ذلك"؛ في إشارة إلى تقديم الضمانات الأمنية.

وفي حين أن المسودات السابقة للاتفاقيات لم تتضمن أي التزامات أمنية، أصر ترامب على أنه يريد "الانتقام" مقابل المساعدات العسكرية السابقة لكييف.

وردا على سؤال عمَّ إذا كان مستعدًا للانسحاب من الاتفاق إذا لم يقدم ترامب الضمانات التي يريدها، قال زيلينسكي: "أريد أن أجد مسارًا لحلف شمال الأطلسي أو شيئًا مماثلًا. إذا لم نحصل على ضمانات أمنية، فلن يكون لدينا وقف لإطلاق النار، لن ينجح شيء، لا شيء".

أولوية الرئيس الأوكراني 

وفي تعليقه على الاتفاقية، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير  زيلينسكي إن إدراج ذكر الضمانات الأمنية كان أولوية بالنسبة له في المفاوضات وكان ضروريًّا لأوكرانيا لوصف الصفقة بأنها ناجحة.

ورغم غياب ضمانات أمنية واضحة، يزعم البيت الأبيض أن المصالح الاقتصادية الأمريكية في أوكرانيا ستشكل رادعًا لأي هجوم روسي مستقبلي.

وصرح مايك والتز، مستشار الأمن القومي الأمريكي، قائلاً: "ما الذي قد يكون أفضل بالنسبة لأوكرانيا من الدخول في شراكة اقتصادية مع الولايات المتحدة؟"

تباطؤ في التسليم 

من جهته، لا يعتقد الباحث والخبير الاقتصادي الدكتور محمد شادي أن توقف الإمدادات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا وإنما قد يحدث بعض التباطؤ في التسليم.

وأوضح في تصريح لـ"إرم نيوز"، أنه إذا لم تقدم أمريكا هذه الإمدادات فإنها ستفقد قدرتها على التفاوض مع أوكرانيا. 

واستطرد "من مصلحة ترامب تسليح أوكرانيا لصد التقدم الروسي".

عجز في إنتاج السلاح 

وحول دور الاتحاد الأوروبي في تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا عوضًا عن أمريكا، أكد أن دول الاتحاد لديها عجز كبير جدًّا في إنتاج السلاح والإمداد به، كما أنها تواجه أزمة في مخزوناتها الحالية.

وأضاف "اتفاق المعادن سيتم لأن أوكرانيا ليس لديها أي بديل أو أوراق قوية تلعب بها كما يقول ترامب". 

وأشار شادي إلى أن ترامب يتخذ سياسات تفاوضية قصوى ثم ينزل بسقفه لتحقيق أهدافه. 

أخبار ذات علاقة

قميص زيلينسكي يثير الجدل.. ما حقيقة الشعار "الغامض"؟ (فيديو إرم)

"وضع سيئ"

وزار زيلينسكي واشنطن وسط مفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وكان من المتوقع أن يوقع على اتفاقية معادن تسمح للولايات المتحدة بالوصول إلى معادن أوكرانيا، في مقابل الدعم الذي قدمته الولايات المتحدة للبلاد منذ الحرب الروسية في عام 2022.

لكن الأمور اتخذت منعطفًا سيئًا خلال اللقاء بين الرئيسين، إذ اتهم ترامب ونائبه جي دي فانس، زيلينسكي بعدم الامتنان للدعم الذي قدمته الولايات المتحدة على مر السنين، وقالا إن الرئيس الأوكراني كان في "وضع سيئ" على طاولة المفاوضات.

وجاء الحديث للمرة الأولى عن تقديم عرض لترامب للوصول إلى اتفاق بشأن المعادن في ما يسمى بـ"خطة النصر" في سبتمبر/أيلول الماضي من قبل الرئيس الأوكراني.  

وكانت الفكرة هي تقديم سبب ملموس للمرشح الرئاسي آنذاك للولايات المتحدة لمواصلة دعم أوكرانيا.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC