خامنئي وبوتين
خامنئي وبوتينمتداولة

أيًّا كان الرئيس القادم.. "تحالف الضرورة" يحكم العلاقة بين إيران وروسيا

لا يملك المرشحون للانتخابات الرئاسية الإيرانية خيارات كثيرة في تحديد ملامح السياسة الخارجية للبلاد بعد انتخابات الـ28 من يونيو، ومستقبل العلاقات مع "الأصدقاء" و"الخصوم".

لكن المؤكّد أنّ البلاد ستحافظ على ثوابتها الدبلوماسية خصوصًا في ما يتعلق بتعزيز العلاقة مع الحلفاء التقليديين، وفي مقدمتهم روسيا، في سياق إقليمي ودولي ينحو نحو مزيد من الاستقطاب بين المعسكريْن الشرقي والغربي.

ولم يتحدث الإصلاحيان مسعود بزشكيان ومصطفى محمدي والمحافظون الأربعة، سعيد جليلي ومحمد باقر قاليباف وعلي رضا زاكاني وقاضي زاده هاشمي، عن مستقبل العلاقات مع الروس خلال حملاتهم الانتخابية أو خلال المناظرات التي جمعتهم، لاعتبار مهمّ، وهو أنّ السياسة الخارجية مجال يسيطر عليه المرشد علي خامنئي بمساعدة مؤسساته العسكرية والأمنية، بشكل كامل، ولا يتجاوز دور الرئيس في كل ذلك الجانب التنفيذي فقط.

ورغم اختلاف توجهاتهم الأيديولوجية لا يبدو أيّ من هؤلاء المرشحين، في حال فوزه بمنصب الرئيس، مستعدًا للانحراف عن التوجهات الكبرى للسياسة الخارجية الإيرانية، التي تمثل "معاداة الولايات المتحدة" بوصلتها الحقيقية، وفق ما يؤكده مراقبون.

ومن هذا المنطلق يبدو التقارب مع موسكو أمرًا منطقيًّا بل ربّما حاجة ملحّة أكثر من أيّ وقت مضى لطهران، التي تواجه ملفات كبرى مفتوحة، بدءًا بالتحدي الأمني والتوتر مع إسرائيل، ووصولًا إلى التعاطي مع ملفها النووي، وسط ضغوط متصاعدة من الغرب، ومع احتمالات لعودة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

أخبار ذات صلة
حذر من مرشحين "محبين لأمريكا".. "فتوى خامنئي" تحدد هوية الرئيس الإيراني الجديد

ولعل عودة الحديث عن اتفاقية "التعاون الشامل"، التي سيتم توقيعها بين روسيا وإيران "في المستقبل القريب" ليست أمرًا اعتباطيًّا قبل أيام قليلة من موعد التصويت لاختيار الرئيس الإيراني الجديد.

ولا تخلو هذه الإشارة من "رسالة" طمأنة واضحة من موسكو عشية الانتخابات، بأنّ الاتفاقية التي جرى طرحها للبحث والنقاش قبل أشهر، ستجد طريقها إلى التوقيع بمجرد وصول الرئيس الإيراني الجديد إلى السلطة، وأن إعلان تعليقها مطلع يونيو الجاري، لم يكن سوى إجراء مؤقت يضع في الاعتبار الوضع الاستثنائي الذي نشأ في إيران منذ مقتل الرئيس إبراهيم رئيسي في حادث تحطم مروحيته، وضرورة الذهاب إلى إجراء انتخابات رئاسية سابقة لأوانها.

ومن المرجّح أن "تنقل الاتفاقية الجديدة العلاقات إلى المستوى المطلوب، وأن تزيد بموجبها أرقام التبادل التجاري بين الدولتين" وفق خبراء، وهو مستوى تتطلع إليه طهران لفك عزلتها الدولية، مع فرض الاتحاد الأوروبي حزمة عقوبات جديدة وضيق أفق التعاون والتبادل التجاري؛ ما يدفعها إلى البحث عن "شريك دائم" يؤتمن جانبه على المدى البعيد ويخفف من تلك العزلة وتنعكس تداعيات التعاون معه أيضًا على الداخل الإيراني الذي يشهد أزمة اجتماعية متفاقمة وتدهورًا للوضع الاقتصادي.

ويبدو التقارب مع الروس خيارًا لا مفرّ منه لطهران، بصرف النظر عن اسم الرئيس الذي سيشغل كرسي رئيسي الشاغر منذ حادثة المروحية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com