واشنطن تمنح خطوط "يسرائير" الإسرائيلية تصريحا مؤقتاً لتسيير رحلات جوية إلى أمريكا
أكد خبراء استعداد واشنطن لاستخدام أدوات ضغط لوقف النزاع في أوكرانيا، من خلال ورقة وقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وورقة أخرى ضد روسيا متمثلة بالعقوبات.
وأعلن مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص لأوكرانيا وروسيا، كيث كيلوج، بأن ترامب قد يتخذ إجراءات ضد أوكرانيا للضغط عليها للتفاوض مع روسيا، وأيضا يمكن أن تزداد العقوبات الأمريكية والغربية على روسيا في حال إذا رفضت التفاوض مع أوكرانيا.
وبعد مرور أسبوعين من تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه في البيت الأبيض، لايزال الصراع بين روسيا وأوكرانيا يشهد تطورات وتحولات مفاجئة وغير متوقعة على الرغم من الوعود الانتخابية لترامب بإنهاء الحرب بعد 24 ساعة من توليه رئاسة الولايات المتحدة.
وفي تصريحات أمريكية جديدة، أعلن دونالد ترامب، أن إدارته أجرت بالفعل خلال الأيام الماضية مناقشات "جدية للغاية" مع روسيا بشأن صراعها في أوكرانيا، وأن هناك لقاء قريبًا يجمعه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين وقد يكون له عامل "مهم" نحو إنهاء الصراع.
ولم يكشف ترامب في تصريحاته للصحافيين في المكتب البيضاوي عن تفاصيل المناقشات، وما أسفرت عنها من نتائج، ولكنه أصر على أن الجانبين يجريان محادثات بالفعل، وذلك وفق وكالة "أسوشيتد برس".
وأكد خبراء، أن خطوات الرئيس الأمريكي نحو إنهاء الصراع الروسي الأوكراني بدأت تأخد منحنيات جادة، ظهرت معها جليا ملامح خطة الـ100 يوم لوقف القتال بين روسيا وأوكرانيا.
وأشار الخبراء، إلى أن المناقشات التي وصفها ترامب بـ"الجادة للغاية" مع روسيا ما هي إلا مقدمة لترتيب أوراق البيت الأبيض حال موافقة موسكو وكييف على الجلوس للتفاوض، ومعها وضع كافة السيناريوهات والعقوبات المتوقع اتخاذها على الطرف المُعاند.
قال الخبير السياسي والخبير في الشؤون الروسية الدكتور سمير أيوب، إن خطة ترامب لإنهاء الصراع الروسي الأطلسي على الساحة الأوكرانية بدأت تأخذ منحى جادًّا، خاصة أن مبعوث الرئيس الأمريكي لحل هذه الأزمة كيث كيلوج أكد أن الرئيس ترامب قد يتخذ إجراءات ضد أوكرانيا للضغط عليها للتفاوض مع روسيا، وأيضا يمكن أن تزداد العقوبات الأمريكية والغربية على روسيا في حال إذا رفضت التفاوض مع أوكرانيا.
وأضاف أيوب في حديث لـ"إرم نيوز"، أن روسيا من الناحية العملية لم ترفض يومًا مبدأ التفاوض مع أوكرانيا، خاصة وأنها أعلنت صراحة حاجتها للتفاوض إذا كان هذا التفاوض شاملا لحل هذا الصراع.
وأكد، أن روسيا خلال المناقشات الجارية مع إدارة ترامب مازالت متمسكة بشروطها وأهمها تحييد أوكرانيا وعدم انضمامها لحلف الناتو، وأيضا رفع كل العقوبات التي فرضت على روسيا أو حتى بعضها بالتدرج حسب اتفاقية تطبيق وقف إطلاق النار.
وأشار أيوب، إلى أن المناقشات التحضيرية بين أمريكا وروسيا قد تضع ملامح خطة تتضمن إلزام كييف بتقديم تنازلات أثناء التفاوض لأنها في وضع على جبهات القتال لا تحسد عليه، بعد التراجع العسكري والخسائر الكبيرة في الجنود، وتدمير البنية التحتية الأوكرانية.
وأوضح أيوب، أن وقف إطلاق النار لا يمكن أن يتم إلا باتفاق نهائي، وفي تقديري أن روسيا يمكن أن تقدم بعض التنازلات بوقف الضغط العسكري وتقدمها على جبهات القتال، وهذا يمكن أن تعتبره تنازلا لأن وضعها العسكري واستمرار تقدم جيشها يمكن أن يشكل خطرا أكبر بكثير على نظام زيلينسكي وأيضا الدول الغربية الداعمة له في حال استمر التقدم على جبهات القتال.
وتابع أن الرئيس زيلينسكي المنتهية ولايته هو رئيس غير شرعي وإذا استمر في القتال قد يخسر مدنا مهمة مثل خاركيف وأوديسا، وأيضا يمكن أن يتم التمرد عليه لذلك أعلنت الولايات المتحدة رغبتها في إجراء انتخابات في أوكرانيا قبل نهاية 2025.
وختم أيوب، بالإشارة إلى أن أي اتصال أو قمة مرتقبة بين ترامب وبوتين يمكن أن تكون إشارة أو منطلقا أن هذا الصراع بدأ يأخذ منحى لنهايته.
من جهته، أوضح الخبير في الشؤون الروسية الدكتور نبيل رشوان، أن خطة ترامب لوقف إطلاق النار في أوكرانيا والتي عرفت إعلاميًّا بخطة الـ100 يوم، قد بدأت ملامحها في الظهور بعد إعلان ترامب لأول مرة عن خطوة المناقشات الأحادية بين إدارته والكرملين.
وأكد لـ"إرم نيوز"، أن الوقت الحالي يشهد ترتيب مجموعة من أدوات الضغط التي سيستخدمها ترامب ضد روسيا وأوكرانيا في حال رفض أي طرف الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
وأضاف، أن المبعوث الأمريكي لروسيا وأوكرانيا كيث كيلوج لم يكشف عن نوعية وسائل الضغط وقال إنه أمر يخص الرئيس لكن على كل حال سوف يتم استخدام ورقة وقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا وبالنسبة لروسيا سوف يتم اللعب بورقة العقوبات.
وأوضح رشوان، أنه حتى الآن لم يتحدث ترامب عن انسحاب روسي وإنما انسحاب أوكراني فقط من كورسك وهو أمر تتمسك به أوكرانيا كورقة ضغط لمقايضة روسيا.
وأشار المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، رشوان، إلى أن عملية التسوية السياسية للأزمة في أوكرانيا لم تنضج بعد، فالجانب الأوكراني لم يبدِ استعدادا للتفاوض حتى الآن كما أن الرئيس بوتين صرح أكثر من مرة أن الرئيس الأوكراني غير شرعي ومن ثم بوتين لن يوقع اتفاقا غير شرعي.
ولفت رشوان إلى أن بنود خطة الاتفاق لتسوية الأزمة الأوكرانية ستتضمن أيضا اتصالا هاتفيا بين الرئيس ترامب والرئيس بوتين خلال فبراير الجاري لمناقشة المبادرة الأمريكية.
وأضاف "عند الحصول على رد إيجابي من الرئيس بوتين بالتفاوض سيقوم ترامب بإلزام الرئيس الأوكراني زيلينسكي بإصدار قرار بإلغاء مرسوم منع التفاوض مع الرئيس بوتين والذي كان قد سبق وأن أصدره خلال الحرب الدائرة وأقره البرلمان الأوكراني".
وبين الخبير "بعد عدد من اللقاءات وبحلول شهر أبريل، من المقرر أن تعلن هدنة وقف إطلاق النار في كافة خطوط التماس (جبهات القتال)".
وتابع أن على القوات الأوكرانية الانسحاب من منطقة كورسك الروسية ثم مع نهاية شهر أبريل 2025 ستقوم أطراف أخرى بتسجيل اتفاق السلام بين كييف وموسكو وستجري عمليات تبادل الأسرى بين الجانبين بصيغة "الجميع مقابل الجميع".
وأردف: "في 9 مايو سيتم الإعلان عن صيغة لإنهاء النزاع وبعد ذلك لن تمدد كييف حالة الحرب ولا حتى التعبئة العسكرية، وسوف تجرى انتخابات رئاسية في أوكرانيا خلال شهر أغسطس وفي نهاية أكتوبر 2025 تجرى الانتخابات البرلمانية والمحلية في كييف".
وأوضح رشوان، أنه حتى الآن لم تطرح هذه الخطة على الأطراف المتنازعة حتى يتم التجاوب معها وتنفيذها على الأرض، مؤكدا أن المكالمة المنتظرة بين الرئيسين ترامب وبوتين سوف تحدد هذا الأمر.