مسيّرات الاستطلاع.. دور حاسم في التفوق الروسي على أوكرانيا

تعطي مسيّرات الاستطلاع الروسية، دورًا حاسمًا بالتفوق لصالح روسيا في الحرب مع أوكرانيا، بما تلحقه من خسائر فادحة؛ حيث تقوم بتنسيق ضربات دقيقة في عمق الخطوط الأوكرانية الأمامية.

وبحسب ما كشفت عنه  صحيفة "لوموند" الفرنسية، تسعى كييف إلى حل عسكري اقتصادي لمواجهة هذه الهيمنة الروسية على الاستخبارات الجوية.

وقالت الصحيفة، إن هذه الطائرات التكتيكية الروسية المجهزة بكاميرات وغالباً ما تستخدم الذكاء الاصطناعي، تقوم بمراقبة ساحة المعركة على عمق أكثر من 100 كيلومتر، موضحة أنها ليلا ونهارا، تحلق العشرات منها، بل المئات في وقت واحد فوق أوكرانيا، لرصد أي نشاط عسكري.

وتتيح هذه الطائرات دون طيار شن ضربات فورية أو متأخرة، وتتبع الأهداف إلى مواقعها، حيث تلحق هذه المراقبة الدقيقة والمستمرة بالقوات الأوكرانية خسائر مادية وبشرية فادحة.

وتتم مراقبة التسليم القادم لطائرات F-16 إلى أوكرانيا بشكل خاص بواسطة هذه الطائرات دون طيار.

وفي الواقع، فقدت القوات الجوية الأوكرانية بالفعل أكثر من عشر طائرات على الأرض، رصدتها هذه الطائرات دون طيار.

كما أصبح استخدام مدافع القيصر الفرنسية ذاتية الدفع أكثر خطورة؛ إذ إن حجمها الكبير يجعل من الصعب إخفاؤها.

وعلى الرغم من أن حركتها تعتبر ميزة، إلا أن الطائرات دون طيار الروسية يمكنها بسهولة اكتشاف الأهداف المتحركة؛ ما يجعل هذه المدافع عرضة للخطر.

ويتم إنتاج طائرات الاستطلاع التكتيكية دون طيار، مثلOrlan-10 و30 وZala وSupercam وKartograph وMerlin، بكميات كبيرة وبتكلفة منخفضة للغاية.  

ووفقاً للمحلل العسكري المقيم في أوديسا، أولكسندر كوفالينكو، تنتج روسيا 300 طائرة من طراز أورلان شهرياً، وهذه الطائرات دون طيار صغيرة الحجم وتطير على ارتفاعات تتراوح بين 1000 و4000 متر، ومن الصعب إسقاطها، ولها بصمة رادارية منخفضة. ويبحث المهندسون والجنود من الجانبين عن طرق لمواجهة هذه الطائرات دون طيار، بحسب "لوموند".

وتعمل الطائرات دون طيار الروسية، التي تنتجها شركات مصنعة مختلفة، في نظام مركزي على الشبكة؛ ما يجعل تحييدها معقدًا.

كما يمكن لبعض الطائرات دون طيار التواصل مع قاعدتها على بعد 400 كم، باستخدام شبكة الإنترنت عبر الهاتف المحمول في أوكرانيا. 

ولفتت الصحيفة إلى أن الجيش الأوكراني يمتلك أنظمة قادرة على إسقاط هذه الطائرات دون طيار، مثل ستريلا-10، لكن هذه الأنظمة سرعان ما تصبح أهدافًا بعد إطلاق النار.

ويوضح الرقيب أولكسندر تسيخاتش أن الروس يستخدمون الذخائر الكامنة لتحديد موقع طائرات" ستريلا-10" ومهاجمتها بعد إطلاق النار.، وتلقت أوكرانيا أنظمة متقدمة مضادة للطائرات من حلفائها الأوروبيين، ولكن بأعداد غير كافية لتشكيل حاجز مانع. 

ويستكشف الأوكرانيون حلولاً محلية، مثل "الطائرة دون طيار"، القادرة على تدمير هدفها عن طريق الاصطدام. ويعمل أناتولي خرابتشينسكي، نائب رئيس شركة PiranhaTech، على تطوير هذا النوع من الطائرات دون طيار لتحييد الطائرات الروسية عن طريق إتلاف مراوحها، وتشمل الأسلحة الأخرى التي يحتمل أن تكون فعالة المدافع المضادة للطائرات، وأشعة الليزر، والتشويش اللاسلكي.