قصف مدفعي عنيف ومتزامن على مناطق شمال وشرق مدينة غزة
يبرز مركز معالجة المهاجرين في قرية جادير الألبانية النائية، بمنطقة شينغن، كرمز بارز لسياسة رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني المتشددة بشأن الهجرة.
وقالت صحيفة لوموند الفرنسية إنه تم بناء هذا المركز على أنقاض قاعدة جوية مهجورة في شمال ألبانيا، وسيأوي المهاجرين الذين يتم إنقاذهم من البحر المتوسط، موضحة أن المسؤولين الإيطاليين يتولون معالجة طلباتهم للجوء.
بدورهم، يرى السكان المحليون في المشروع فرصة اقتصادية، حيث أثار إنشاء هذا المركز تفاؤلاً محلياً وجدلاً على الصعيد الأوروبي.
وتجدر الإشارة أنه بموجب اتفاق ثنائي بين إيطاليا وألبانيا، سيتم معالجة طلبات المهاجرين من "الدول الآمنة" في ألبانيا، وإذا حصلوا على حق اللجوء سيتم نقلهم إلى إيطاليا، أما في حالة الرفض، فسيتم ترحيلهم، بشرط أن تقبل دولهم الأصلية استقبالهم خلال فترة 28 يوماً.
وبحسب الصحيفة، يتولى المسؤولون الإيطاليون، المتمركزون في المركز إدارة هذه العملية، التي من المتوقع أن تكلف حوالي 700 مليون يورو على مدى خمس سنوات، مؤكدة أن هذا الاتفاق يعد خطوة جديدة في سياسات الهجرة الأوروبية، ويمثل أول مركز "خارجي" من هذا النوع في جوار الاتحاد الأوروبي.
وأوضحت" لوموند" أنه وفي جادير والقرى المجاورة، كانت ردود الفعل متباينة، وكان البعض يخشى الاضطرابات المحتملة جراء وصول المهاجرين.
من جانبه، أشار زعيم المجتمع المحلي فات بالي إلى أن هذه المخاوف تراجعت بعد رؤية الاستثمارات الإيطالية والإجراءات الأمنية المشددة.
وصرّح بالي قائلاً: "مع وجود هذه الأسوار، من المستحيل أن يتمكنوا من الفرار"، مضيفا أن المشروع جلب فوائد اقتصادية، من ضمنها فرص عمل برواتب تصل إلى 1200 يورو شهرياً، وهو دخل كبير في ألبانيا، فضلاً عن أن العاملين الإيطاليين يقومون باستئجار منازل محلية، ما جعله يعتبر المشروع "نعمة" لمجتمعهم.
كما رحب سكان شينغن، الذين يعتمدون عادة على السياحة الموسمية، بالنشاط الاقتصادي الدائم الذي جلبه المركز، حيث شهدت بعض الأنشطة التجارية المحلية انتعاشاً ملحوظاً، بما في ذلك افتتاح مطاعم مثل "تريتوريا ميلوني" لدعم العمال الإيطاليين.
بدوره، أكد مسؤول بلدي يُدعى إبراهيم ديمي، على أهمية فرص العمل التي وفرها المشروع، والتي تُعتبر رواتبها أعلى بكثير من متوسط الرواتب في ألبانيا.
وتعودت شينغن أيضاً على استضافة اللاجئين، حيث استقبلت في 2021 أفغاناً فروا من طالبان.
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أنه مع ذلك، لا يسود التفاؤل بين الجميع، حيث واجه رئيس الوزراء الألباني إيدي راما، الذي ينتمي إلى تيار اجتماعي ديمقراطي، انتقادات من اليسار الأوروبي لتعاونه مع أجندة ميلوني اليمينية المتشددة.
من جهتهم، يرى اليساريون الأوروبيون أن هذه السياسة قد تكون سابقة خطيرة، بينما يعتبرها راما خطوة عملية، مشيراً إلى الدعم التاريخي الذي تلقته ألبانيا من إيطاليا.
ويعبر السكان المحليون أيضاً عن بعض الشكوك، إذ قال أماريلدو بال: "كان بإمكان إيطاليا إدارة هذا الأمر داخلياً"، متسائلاً عن جدوى استثمار 700 مليون يورو.
وعبر آخر عن قلقه بشأن صورة ألبانيا، قائلا: "حتى ينجح المشروع، يجب أن يخشى المهاجرون ألبانيا، لكننا لا نريد أن ينظر الينا كبلد سيء، نحن فقط نريد الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي"، ليعكس بذلك مشاعر المجتمع المعقدة وسط هذا التحول الجيوسياسي.