لماذا تشكل عملية اغتيال هنية "إحراجا" لإيران؟

أثار اغتيال إسرائيل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في مقر إقامته بقلب العاصمة الإيرانية طهران، ردود فعل واسعة وأسئلة كثيرة حول الرسالة التي أرادت إسرائيل إيصالها من هذه العملية.

وأعلن الحرس الثوري الإيراني، فجر اليوم الأربعاء، نبأ الاغتيال بعد أن شارك هنية بتنصيب الرئيس الجديد مسعود بزشكيان.

وقال محللون ومراقبون، إن قرار هنية بحضور حفل تنصيب بزشكيان، جاء بعد ضمانات أمنية بأن تعرضه لأي استهداف على الأراضي الإيرانية شيء مستبعد، ولكن ما حدث كان عكس ذلك فاستطاعت إسرائيل تنفيذ الضربة.

ويدور حديث في الأوساط السياسية عن تواطؤ إيراني، بشكل أو بآخر، إما عن طريق متعاونين مع إسرائيل أو بواسطة تسهيلات تقدمها بعض الجهات لإسرائيل في الداخل الإيراني، أدت في أحدث حلقاتها للاغتيال.

وذهب أشخاص لاتهام النظام الإيراني بشكل مباشر بالمسؤولية الكاملة عن اغتيال إسماعيل هنية، إما عبر توفير المعلومات لإسرائيل عن تحركات ومكان إقامة هنية في طهران، أو بإضعاف الحماية الأمنية المرافقة له.

وأكد مراقبون أن إسرائيل أرادت باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قلب العاصمة الإيرانية طهران، وتزامناً مع تنصيب رئيسها الجديد، توصيل رسالة مفادها أنه لا أحد بعيدٌ عن صواريخها، حين يصدر قرار اغتياله.

وشدد مراقبون على أن الرسالة الإسرائيلية تؤكد أيضاً أن لا موانع ولا عوائق يمكنها إيقاف إسرائيل عن تنفيذ قراراتها بشأن اغتيال أي شخصية تتخذ قراراً حاسماً بشأنها تحت أي ذريعة سواء تلك المبررة، أو التي لا تحمل أي تبرير.

وقالت الحكومة الإسرائيلية، عبر أحد متحدثيها، إن إيران تتحمل أي تصعيد ينتج عن أفعالها، مؤكدة العمل لاستعادة الأمن في شمال إسرائيل، رافضاً التعليق حتى الآن على اغتيال إسماعيل هنية.

وترى بعض الأوساط السياسية أن هنية راح ضحية ما يمكن اعتبارها "صفقة" بين إسرائيل وإيران، مقابل تخفيف حجم الرد الإسرائيلي على اغتيالات إسرائيل الأخيرة بحق قادة "حزب الله" وإيران.