عاجل

وسائل إعلام: رشقة صاروخية جديدة من جنوب لبنان تجاه الجليل الأعلى 

logo
العالم

كيف أشعلت المسيّرات حرب أوكرانيا وأعادت رسم قواعد المواجهة؟ (فيديو إرم)

كيف أشعلت المسيّرات حرب أوكرانيا وأعادت رسم قواعد المواجهة؟ (فيديو إرم)
تكنولوجيا الطائرات المسيرةالمصدر: إرم نيوز
20 أغسطس 2024، 6:29 ص

في الفترة الأخيرة، يكاد لا يمر يوم واحد من دون أن تقرأ معلومات عن إسقاط كلّ من روسيا وأوكرانيا طائرات من دون طيّار أو مسيّرات، والأعداد بالعشرات.. فأيّ مرحلة دخلت الحرب الروسية الأوكرانية اليوم؟

"تلك الحرب هي مزيج بين الحرب العالمية الأولى بكل ما فيها من وحشية وخنادق وغيرها، والحرب العالمية الثالثة مع الإلكترونيات والمسيّرات والليزر، وكلّ تلك المعدات الحربية المستقبلية المستخدمة. فهي عنيفة وبدائية جدًّا، لكن من جهة ثانية تستخدم فيها وسائل متقدّمة ومتطوّرة مثل المسيّرات".

كان ذلك موقف رجل عمل لسنوات في ميادين القتال، يوناس أومان (Jonas Ohman)، وهو اليوم يرأس أكبر منظمة أوروبية غير حكومية تتمركز في ليتوانيا (Blue\Yellow) وتدعم القوات المسلّحة الأوكرانية في مجالات مختلفة خصوصاً في ما يتعلق بالمسيّرات والمعدّات والسيّارات والبصريات وأجهزة اللاسلكي، وتصل ميزانيتها السنوية إلى نحو 3 مليون دولار. 

لم يكن أيّ من هذه التكنولوجيا موجودًا في أوكرانيا قبل عام تقريبًا، فيما الآن أصبح أمراً شائعاً. فالطائرات من دون طيّار التي كانت ذات يوم هامشية في الحرب، هي اليوم عنصر أساسي لكلّ من روسيا وأوكرانيا، إلى جانب المشاة والمدفعية. فالمسيّرات تغزو الأجواء المشتعلة اليوم أكثر من أيّ وقت مضى وأينما كان، من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط، وصولاً إلى اليمن، وحتى السودان.

تُعَد الطائرات من دون طيّار التكنولوجيا المميزة في حرب أوكرانيا. استُخدِمت بعض تصميمات الطائرات المصغرة في الأيّام الأولى للحرب، لكنّ مجموعة لا تصدق من الطائرات من دون طيّار تطوّرت مؤخراً، إذ إنّ هناك أنواعاً وأحجاماً ومستويات مختلفة، ولكلّ منها دور معيّن من: 

  • هجوم على المدى القصير والطويل.
  • مهمّات الاستطلاع.
  • مهمّات التشويش الإلكتروني.
  • نقل الاتصالات والإمداد.

أنواع المسيّرات وأدوارها 

يقول أومان، لـ"إرم نيوز"، إنّ "هناك أنواعاً عديدة من المسيّرات: مسيّرات تُستخدم للقصف، مسيّرات تلتقط صوراً (FPV)، مسيّرات تُسمى كاميكازي تقصف بشكل مباشر، مسيّرات تُلقي الأشياء، مسيرات استطلاعية، مسيّرات تصحيح مسار النيران، مسيّرات ضاربة بعيدة المدى لضرب البنى التحتية للخصم، وثمّة مسيّرات لتنفيذ اختراقات أعمق في أراضي الخصم.

ويضيف: "لكنّ التركيز الأكبر على المسيّرات الاستطلاعية والضاربة التي تقصف على مسافات قصيرة، وتحقق نتائج جيّدة".

تقنية جديدة لحمايتك من الدرون

قبل الحرب كانت الطائرات العسكرية باهظة الثمن ولم يكن بإمكان القوّات العسكرية نشر سوى عدد قليل جدًّا منها، إنّما الطائرات من دون طيّار قلبت الموازين تماماً، ما أدّى إلى زيادة هائلة في أعداد الأنظمة الجوية.

في الحروب إجمالاً يكافح كلّ جانب من أجل الحصول على مكاسب ميدانية قبل السياسية، والاستخدام الجماعي للطائرات من دون طيّار شكّل عاملاً مهمًّا في العمل على نشر مجموعة متطابقة من أنظمة مكافحة الطائرات من دون طيّار.

وبشكل عام، فإنّ تلك الأنظمة تنقسم إلى نوعين: تلك المستخدمة للدفاع عن الوطن، وتلك التي تحمي الجنود في ساحة المعركة، ليكون العنوان هو "حرب تردّدات".

وفي ذلك السياق، يشرح أومان بالقول: "نحن نعمل مع مضادات الدرون، وهي معدّات تُستخدم لمنع المسيّرات من الاقتراب من الجنود فعليًّا، فهو جهاز فردي يتمّ وضعه على الشخص، يقوم بشكل أساسي بإحداث نوع من الفقاعة الإلكترونية حول الشخص أو الوحدة... وعندما تدخل المسيّرة في تلك الفقاعة تفقد الاتصال مع المشغّل وبالتالي تسقط، هي نوع من الحرب الإلكترونية المضادة".

ويتابع: "المسيّرات هي عبارة عن اتصال لا سلكي، وما يحدث الآن في أوكرانيا هو حرب تردّدات حيث يحاول الطرفان معرفة الترددات التي عليهما استخدامها للتغلب على العدو أو التفوق عليه. إنّه أمر معقد للغاية لكنّه في تطوّر؛ لأنّنا نتحدّث هنا عن أنواع جديدة من المسيّرات والتكتيكات".

مسيّرات منخفضة التكلفة لضرب معدّات باهظة الثمن

على خط المواجهة بين الروس والأوكرانيين، تستخدم روسيا وأوكرانيا طائرات مسيّرة منخفضة التكلفة أيضاً، لضرب المعدات العسكرية باهظة الثمن للطرف الآخر، وقد يبدأ سعر بعضها من 400 يورو ليصل سعر بعضها الآخر إلى 20 ألف يورو، وكلّ بحسب الهدف الذي يراد ضربه.

ويوضح أومان لـ"إرم نيوز": "هناك مسيّرات تتراوح أسعارها بين 500 يورو و400 يورو لمسيرات FPV، ويمكن أن تصل الأسعار إلى 15 ألف أو 20 ألف يورو للمسيّرات المتقدمة جدًّا. وما بينهما قد يصل سعرها إلى 500، أو 1500، أو 2000، أو 4 آلاف، وذلك اعتماداً على نوع المسيّرات التي تريد استخدامها لغرض معين".

ويتابع: "اعتماداً على الهدف، هناك أيضاً أحجام مختلفة، كما نتعامل مع نوع آخر من المسيّرات الأكبر حجماً والأكثر تقدماً، فبعض مسيراتنا على سبيل المثال يحتوي على كاميرات حرارية، يتمّ استخدامها للتعرّف على الخصم والقضاء عليه في مواقع مختلفة على الخطوط الأمامية".

نقطة تحوّل.. التعامل مع المسيّرات

شكّلت الحرب في أوكرانيا نقطة تحوّل في استخدام المسيّرات التي أصبحت ركيزة أساسية بالنسبة للمتحاربين على الجبهتين، وذلك وفق ما أبرزته دراسة حديثة لمركز تريندز للبحوث والاستشارات.

وفيما دخلت المسيّرات أيضاً عالم الذكاء الاصطناعي، لا بد أنّ المرحلة المقبلة ستكون مختلفة ونوعية، إذ إنّ كلّ طرف يحاول حاليًّا أن يعمل على طريقة تفكير وعمل الطرف الآخر. 

وذلك ما كشف عنه يوناس أومان، لـ"إرم نيوز"، موضحاً أنّ "العمل يجري حاليًّا على كيفية التعامل مع مختلف أنواع المسيّرات المعادية، وكيفية صدّها، وكيفية التشويش عليها، وكيفية تدميرها".

"في المحصّلة، فإنّ التحوّل الذي تشهده ساحات القتال اليوم بسبب الطائرات المسيّرة التي باتت تلعب دورًا محوريًّا في النزاعات الحديثة، أعاد رسم قواعد الحرب على ما يبدو"، وفق الباحث الفرنسي بيير بوسيل الذي اعتبر، في حديثه لـ"إرم نيوز"، أنّ "المسيرات ستكون عنصراً رئيسًا في ساحات القتال المستقبلية، وستشهد صناعتها سباقًا محمومًا بين الدول والشركات لتطوير وإنتاج مسيرات أكثر فعالية، وبالتالي هي ستدفع إلى تغيير التكتيكات العسكرية، مع تحذيرات متزايدة من سعي الميليشيات للاستفادة من هذه التقنية".

 

شاهدوا أيضاً: 3 سنوات على حكم طالبان.. "جحيم" في أفغانستان

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC