تساءل تقرير نشرته صحيفة "التايمز" عن تأثير الاتصال الهاتفي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين على مواقف روسيا وأوكرانيا، وما إذا كان هذا الاتصال سيعزز من طموحات موسكو في الحفاظ على الأراضي الأوكرانية، ويستبعد أوكرانيا من مفاوضات السلام؟
وفي موسكو، يُنظر إلى المكالمة الهاتفية، التي استمرت 90 دقيقة بين الزعيمين، على أنها إشارة إلى فشل محاولات عزل روسيا وتحويلها إلى دولة منبوذة دولياً.
واعتبرت الصحيفة أن هذا الاتصال بمثابة نهج ضمني من ترامب لإعادة بناء الجسور مع روسيا.
وفي الوقت نفسه، تعيش كييف حالة من القلق والخوف من أن يكون الاتصال بمثابة خطوة نحو تهميش أوكرانيا في محادثات السلام.
ووفقاً للصحيفة، رحب المتشددون الروس بالمحادثة بين ترامب وبوتين، حيث قال كونستانتين مالوفيف، رجل الأعمال المقرب من الكرملين، إن الاجتماع المباشر بين الرئيسين "يمكن أن ينهي الحرب حقًا ويؤسس لنظام عالمي جديد".
كما نقلت الصحيفة عن دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، قوله إن الرئيس بوتين أبلغ ترامب "بضرورة القضاء على الأسباب الجذرية للحرب قبل أن تنتهي"، وهي عبارة فُسرت على نطاق واسع بأنها تشير إلى ضرورة إقالة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وتعيين زعيم موالٍ لروسيا في كييف.
وفي كييف، تثير المكالمة الهاتفيّة مزيدًا من المخاوف من أن الرئيس الأمريكي يخطط لاستبعاد أوكرانيا من مفاوضات السلام.
وتساءلت الصحيفة إن كان ترامب سيستطيع إنهاء الحرب في أوكرانيا، خاصةً في ظل تصريحات سابقة له تطالب أوكرانيا بتقديم معادن أرضية نادرة مقابل المساعدات العسكرية الأمريكية.
ورصدت الصحيفة أربعة سيناريوهات محتملة بشأن تطورات الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
السيناريو الأول، هو أن يصبح الأوكرانيون في المستقبل جزءًا من روسيا، وهو ما صرح به ترامب في وقت سابق.
السيناريو الثاني يتحدث عن إمكانية أن تتخلى كييف عن "الهدف الوهمي" باستعادة الأراضي التي كانت تحت السيطرة الروسية لعقد من الزمن، وفقًا لتصريحات وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث.
السيناريو الثالث يتضمن احتمال أن تواصل أوكرانيا القتال حتى في حال قطع ترامب المساعدات العسكرية الأمريكية، وهو ما أكده وزير المالية الأوكراني سيرجي مارشينكو، الذي أوضح في ديسمبر/كانون الأول أنه رغم أي انسحاب أمريكي، ستستمر كييف في الدفاع عن أراضيها.
أما السيناريو الرابع، فهو أن يقبل الرئيس بوتين بتقديم تنازلات من أجل تحقيق السلام مقابل صداقة ترامب، وهي الفكرة التي قد تساهم في تحسين العلاقات بين موسكو وواشنطن.
ونقلت الصحيفة عن ميخائيل كاسيانوف، الذي كان يشغل منصب أول رئيس وزراء لبوتين، قوله: "بوتين يحلم بتقرير مصير العالم مع الرئيس الأمريكي".
