الحرس الثوري الإيراني: نتوقع تنفيذ إسرائيل هجوما "محدودا وصغيرا"

logo
العالم

مع قرب الاستحقاق الرئاسي.. هاريس وترامب يتنافسان من "ماكدونالدز"

مع قرب الاستحقاق الرئاسي.. هاريس وترامب يتنافسان من "ماكدونالدز"
كامالا هاريس "يمين" ودونالد ترامب"يسار"المصدر: رويترز
21 أكتوبر 2024، 4:23 م

مع قرب الاستحقاق الرئاسي الأمريكي، لم يكن مفاجئًا لقواعد الجمهوريين أن يلجأ  مرشحهم دونالد ترامب، إلى إعادة احياء قصة منافسته الديمقراطية كامالا هاريس مع "ماكدونالدز".

وتعود القصة إلى مطلع سبتمبر/أيلول الماضي، عندما اتهم ترامب منافسته هاريس بالكذب عند حديثها عن عملها في سنوات شبابها في سلسلة المطاعم الأمريكية الأشهر على الإطلاق في البلاد.

ووقتذاك، قالت هاريس إن عملها هناك علمها دائمًا كيف تسأل الأمريكيين السؤال الأول عند دخولهم المطعم: كيف لها أن تساعدهم في  تقديم الخدمة المطلوبة؟

وأضافت أنها تعلمت أن تجعل من خدمة الأمريكيين أسلوبًا في حياتها، وهو الأسلوب  الذي عملت به طيلة حياتها السياسية، وهي اليوم عندما تريد أن تصل إلى البيت الأبيض، فهي تفعل ذلك لأنها تريد الاستمرار في خدمة الأمريكيين لأنها تعرف كيف تفعل ذلك جيدًا بناء على خبرتها التي كسبتها في شبابها الباكر . 

ويرى عضو قيادي في حملة الرئيس السابق والمرشح الجمهوري للانتخابات الأمريكية، دونالد ترامب، أن أكبر  التحديات التي تواجه فريق الحملة في الأسبوعين الأخيرين هي  السماح له بأخذ قسط كاف من الراحة والنوم، في خضم البرنامج المزدحم المكثف الذي يخوضه المرشحان الرئاسيان.

وينظم ترامب وهاريس عشرات التنقلات إلى مختلف التجمعات في جميع الولايات التنافسية وغير التنافسية، بغية توسيع قاعدة الناخبين لكليهما، وسط إرسال رسائل  سياسية في مختلف الاتجاهات، وعشرات اللقاءات الإعلامية عبر وسائل الإعلام الثقيلة التقليدية وغير التقليدية، إضافة إلى تلك السلسلة اليومية من الاجتماعات لدراسة الأرقام وتوجهات استطلاعات الرأي، وكذلك دراسة المعطيات التي يظهرها المصوتون باكرًا في الولايات التي سمحت بذلك حتى الآن.

وتبرز قضية العمر والقدرة الجسمية في تحمل هذه الأعباء المضنية بصورة أكبر لدى فريق ترامب، بالنظر إلى عمره الثمانيني، ومنافسته التي تصغره بتسعة عشرة عامًا، والتي احتفلت بعيد ميلادها الستين قبل أيام قليلة.

هذه النظرة السريعة على واقع الحياة اليومية للمرشحين الرئاسيين تظهر حجم الضغط المطروح على كليهما، وهو ضغط يزداد في حجم وحدته كلما اقترب موعد الانتخابات التي بات الآن يفصلنا عنها أقل من أسبوعين من الزمن. 

أخبار ذات علاقة

ساخرا من هاريس.. ترامب موظف في "ماكدونالدز"

 

قصة أمريكية بامتياز

تقول هاريس إن قصتها هي قصة أمريكية بامتياز، لأن إحصاءات سوق العمل الأمريكية تفيد بأن كل واحد من بين ثمانية من اليافعين الأمريكيين عمل لفترة من حياته في مطاعم "ماكدونالدز"، وإن هذه السلسلة توفر فرص عمل للشباب الأمريكيين  لمساعدة أنفسهم وعائلاتهم في بواكير حياتهم المهنية.

ووفق هاريس، فإن الرئيس السابق لم يكن من بين هؤلاء الأمريكيين، لأنه ولد وفي فمه ملعقة من الذهب، وهو لا يحتاج للبحث عن  عمل في المطاعم، مثلما يفعل ملايين اليافعين من أبناء الأمريكيين العاديين .

 هذه القصة التي رددتها هاريس عن طبيعة نشأتها، وعلى أن وصولها للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لمنصب الرئاسة هو  تأكيد جديد على الحلم الأمريكي، كما يراه ملايين المهاجرين القادمين إلى الولايات المتحدة، والحالمين بالهجرة إليها من جميع أطراف العالم.

كما أنها سيدة تأتي من عائلة أمريكية من الطبقة الوسطى، وما كانت لتكون هنا وفي هذا المستوى من الصعود السياسي في أي مكان آخر من العالم، لكن هذه القصة ممكنة في الولايات المتحدة وحدها من بين جميع دول العالم.

رواية ترامب

 ولأن استخدام هاريس لهذه القصة أعطاها زخمًا شعبيًا بين اليافعين الأمريكيين والمهاجرين، ذهب  ترامب إلى تكذيب القصة برمتها.

وأعاد ترامب تأكيده على أن هاريس ليست صادقة فيما تقوله، لكنه قدم في الجهة المقابلة روايته الشخصية عن "ماكدونالدز".

 يقول ترامب إن "وجبات  البرغر التي تقدمها هذه السلسلة من المطاعم هي طعامه  المفضل في كل حياته، وحتى عندما كان رئيسًا، كان يقدمها لضيوفه الأمريكيين والأجانب عند زيارتهم للبيت الأبيض"، مشددًا على أن هذا الأمر يظهر حقيقة شغفه بالطعام المفضل لدى العامة من الأمريكيين. 

ووجد ترامب وفريقه أن هذه الرواية لا تزال لا تحقق الرغبة المطلوبة في تحويل تعاطف الناخبين مع قصة هاريس لصالحه، لذا اختار ترامب نهاية الأسبوع وخلال زيارته لولاية بنسلفانيا دخول تجربة الخدمة في سلسلة مطاعم في "ماكدونالدز".

 وبحضور شبكة واسعة من المراسلين، تقدم ترامب من أحد محلات الماكدونالدز، وطلب من رئيسها إعطاءه فرصة التطوع لخدمة الزبائن، حيث كان ترامب مرتديًا الزي الرسمي للمطعم، ومستقبلًا الزبائن القادمين للحصول على وجبات الطعام، متسائلًا كيف يمكن له مساعدتهم؟

وأراد ترامب بذلك أن يكسر صورته النمطية التي يقدمها الديمقراطيون للأمريكيين، كما حرص خلال تقديم الخدمة على الإشارة إلى أنه يحسن تقديم خدمة للأمريكيين أفضل مما تفعل منافسته الديمقراطية كامالا هاريس.

 هذه القصة تظهر ذلك الجهد الجبار الذي يبذله المرشحان في محاولتهما لاستقطاب الناخبين في الولايات المتأرجحة، وفي واحدة منها ولاية بنسلفانيا، التي تعد قلب الصراع الانتخابي هذا  العام.

لذلك يظهر واضحًا إصرار كل من ترامب وهاريس على الزيارات المتتالية والمتجددة للولاية سعيًا منهما للابتكار في أساليب التواصل مع الناخبين، بل والتنافس في ذلك،  كما فعلت هاريس الأسبوع الماضي عندما ظهرت في إحدى المقاطعات الانتخابية المؤيدة للجمهوريين، بحسب تاريخها الانتخابي، مصحوبة بمئة من القيادات الجمهورية السابقة في الإدارات المتعاقبة على الكونغرس والبيت الأبيض، تأكيدًا على صحة رؤيتها لقيادة البلاد، وعلى أن انتخاب الرئيس السابق يشكل خطرًا على مستقبل البلاد، كما يقول الموظفون السابقون في إدارته، ومشر عون جمهوريون سابقون في مبنى الكابيتول.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC