السلطات الأوكرانية: تدمير 65 مسيرة من أصل 111 أطلقتها روسيا خلال الليل
في خطوة مفاجئة، قدم كيث كيلوغ، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي إلى روسيا وأوكرانيا، مطلبًا غير متوقع لكييف، في إطار جهود الولايات المتحدة لإنهاء الصراع الروسي الأوكراني.
واقترح كيلوغ أن تجري أوكرانيا انتخابات رئاسية وبرلمانية، ربما بحلول نهاية العام الجاري، بشرط أن تتمكن كييف من التوصل إلى هدنة مع روسيا في الأشهر المقبلة.
ووفقًا لمصادر مطلعة ومسؤول أمريكي سابق، ناقش كيلوغ ومسؤولون آخرون في البيت الأبيض في الأيام الأخيرة دفع أوكرانيا للموافقة على إجراء الانتخابات في إطار هدنة مبدئية مع روسيا، على أن يكون الفائز في الانتخابات هو المسؤول عن التفاوض على اتفاق طويل الأمد مع موسكو.
ومن جانبه، كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي صرح في وقت سابق بأنه قد يتم إجراء انتخابات هذا العام إذا انتهت العمليات القتالية، ووضعت ضمانات أمنية قوية لردع روسيا عن استئناف الأعمال العسكرية.
ردا على هذه التصريحات، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه من الممكن التفاوض مع أوكرانيا بشرط ضمان أمن البلدين على المدى الطويل، إلا أنه أشار إلى أن زيلينسكي ليست لديه الشرعية لتوقيع أي اتفاق رسمي.
وفي تعليقه على المقترحات الأمريكية، قال إيفان يواس، المستشار في مركز السياسات الأوكراني، إن الشركاء الدوليين لأوكرانيا، مثل الولايات المتحدة وأوروبا، بدؤوا إدراك أن أوكرانيا يجب أن تواصل العمليات الديمقراطية. وأوضح يواس أن هذا هو السبب وراء دعوة كيث كيلوغ لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية هذا العام.
لكن يواس أشار إلى أن المعضلة الرئيسة تكمن في كيفية إجراء الانتخابات في وقت تُجرى فيه العمليات العسكرية يوميًا على أراضي أوكرانيا، فبموجب القوانين الأوكرانية، لا يمكن إجراء الانتخابات في ظل حالة الحرب، إذ يستمر التصويت عادة 90 يومًا، وتشترط التشريعات الأوكرانية عدم إجراء الانتخابات في أثناء الأحكام العرفية، التي تُفرض خلال الأوقات الطارئة مثل الحرب.
وأوضح يواس أن الانتخابات الرئاسية لا يمكن إجراؤها في أثناء الأحكام العرفية وفقًا لقوانين البلاد، مؤكدًا أن الرئيس زيلينسكي ليس ضد إجراء الانتخابات، ولكن من غير الممكن ضمان أمن العملية الانتخابية التي تستمر 90 يومًا في ظل الظروف الحالية. وأكد أن شركاء أوكرانيا يمارسون ضغوطًا على كييف للموافقة على إجراء الانتخابات.
وأشار يواس إلى أنه في حال التوصل إلى هدنة بين روسيا وأوكرانيا، فإنه من المحتمل أن تُجرى الانتخابات، وربما يتم تعديل التشريعات الأوكرانية بما يسمح بإجراء الانتخابات قبل الموعد المحدد، ولكنه استبعد في الوقت نفسه إمكانية إجراء أي انتخابات ما لم يتم التوصل إلى وقف إطلاق النار، إذ لا يمكن ضمان نزاهة العملية الانتخابية أو الاستعدادات اللوجستية اللازمة لإجرائها في ظل الظروف الحالية.
ومن جهته، أكد رامي القليوبي، أستاذ زائر في كلية الاستشراق في المدرسة العليا للاقتصاد في موسكو، أن أوكرانيا في حالة حرب، وبالتالي لا يجوز إجراء الانتخابات الرئاسية في هذه الظروف، كما أن قوانين البلاد تحظر سفر الذكور من 18 إلى 60 عامًا في وقت الحرب.
وأضاف القليوبي، في تصريحات خاصة لـ "إرم نيوز"، أن عزوف الرئيس زيلينسكي عن تجديد صلاحيته يعزز موقف موسكو، التي ترى أن أي اتفاق يجب أن يتم مع البرلمان الأوكراني وليس مع زيلينسكي شخصيًا.
وأشار القليوبي إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقد انتخابات رئاسية في روسيا العام الماضي وفاز فيها، مما أضفى شرعية على وجوده في الكرملين، على عكس الوضع في أوكرانيا.
وفيما يتعلق بموافقة أوكرانيا على المطلب الأمريكي بشأن إجراء انتخابات رئاسية، أوضح القليوبي أنه إذا أصرّت الولايات المتحدة على إجراء هذه الانتخابات، وهددت بقطع الدعم المالي والعسكري عن أوكرانيا في حال رفضت، فإن زيلينسكي سيضطر إلى قبول إجرائها.
وأضاف أن الرئيس الأوكراني يدرك جيدًا أن قطع الدعم الأمريكي عن بلاده قد يمهد الطريق لانتصار روسيا في غضون أسابيع.
ويبدو أن أوكرانيا تواجه ضغوطًا دولية متزايدة للقيام بتغيير سياسي جذري رغم الظروف العسكرية الصعبة، مما يطرح تساؤلات حول مصير الانتخابات في ظل استمرار الصراع وغياب الضمانات الأمنية اللازمة.
