انتهاء المباحثات الهاتفية بين ترامب وبوتين
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن كندا تعاني من فراغ قيادي يجعلها غير قادرة على مواجهة التحديات الاقتصادية والتجارية التي يطرحها الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، بعد استقالة رئيس الوزراء جاستن ترودو.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجبهة الموحدة التي كانت تتمتع بها كندا في مواجهة ترامب خلال ولايته الأولى قد تلاشت مع استقالة ترودو.
وأوضحت أن غياب القيادة، إلى جانب تأجيل الانتخابات من قِبَل الحزب الليبرالي لاختيار زعيم جديد، ترك كندا بلا خطة واضحة لمواجهة تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع السلع، فضلاً عن استخدام "القوة الاقتصادية" لتعزيز الهيمنة الأمريكية.
وأكد رئيس مجلس الأعمال الكندي، جولدي هايدر، أن غياب القيادة يثير قلقاً واسعاً قائلاً: "لا نعرف من يتحدث باسم كندا اليوم." وأضاف أن استقالة نائبة رئيس الوزراء ووزيرة المالية كريستيا فريلاند، التي كانت من أقرب حلفاء ترودو، تُفاقم هذه الأزمة.
وترامب، الذي فرض في عام 2018 رسومًا جمركية على الصلب والألمنيوم الكندي، أجبر كندا على إعادة التفاوض بشأن اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا).
واليوم، تتزايد المخاوف من سيناريو مشابه، خاصةً وأن ترامب أشار إلى رغبته في القضاء على العجز التجاري بين الولايات المتحدة وكندا، الذي بلغ 54 مليار دولار بين يناير ونوفمبر العام الماضي، بحسب بيانات مكتب الإحصاء الأمريكي.
وأضافت الصحيفة أن احتمالات فرض رسوم جديدة أو تعطل سلاسل التوريد المشتركة بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، خصوصاً في صناعة السيارات، تثير قلقاً واسعاً بين قادة الأعمال الكنديين.
تُعد كندا ثاني أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة بعد المكسيك، حيث بلغت قيمة التبادل التجاري بينهما نحو 700 مليار دولار بين يناير ونوفمبر من العام الماضي. غير أن تهديد الرسوم الجمركية، إضافةً إلى مطالب ترامب بتشديد الحدود وزيادة الإنفاق العسكري، يضع مزيداً من الضغط على كندا التي تواجه فراغاً قيادياً واضحاً.
ورغم أن تهديدات ترامب قد تكون جزءاً من تكتيكاته التفاوضية المعتادة، إلا أن احتمالية خسارة الوصول إلى السوق الأمريكية بدون رسوم جمركية تُثير قلقاً بالغاً لدى قادة الأعمال في كندا.
وأكد جولدي هايدر أن على رؤساء الشركات الكندية والعمالة المنظمة والحكومات الإقليمية التحرك سريعاً لملء فراغ القيادة الذي تركه ترودو.
رغم الانتقادات التي وُجِّهت لترودو بسبب استقالته، إلا أن إرثه في مواجهة ترامب خلال ولايته الأولى لا يزال محل تقدير. فقد تحرك سريعاً عام 2018 لاحتواء التداعيات الاقتصادية الناجمة عن رسوم الصلب والألمنيوم، ونجح في إجبار الولايات المتحدة على إعادة التفاوض بشأن نافتا، مما ساعد على تخفيف الضغوط على الاقتصاد الكندي.
مع اقتراب تسلم ترامب السلطة، تتجه الأنظار إلى كندا التي تواجه واحدة من أصعب التحديات في تاريخها الحديث. وبينما يطالب قادة الأعمال باتخاذ خطوات فورية، يبقى السؤال الأبرز: هل ستتمكن كندا من إعادة بناء "فريق كندا" وصياغة خطة واضحة قبل أن تشتد المواجهة مع إدارة ترامب الجديدة؟