عاجل

الجيش الإسرائيلي: مقتل ضابط وجندي على الحدود مع لبنان

logo
العالم

"الضربة القاضية".. هل تكون سلاح ترامب وهاريس للفوز بعد المناظرة المرتقبة؟

"الضربة القاضية".. هل تكون سلاح ترامب وهاريس للفوز بعد المناظرة المرتقبة؟
ترامب وهاريسالمصدر: رويترز
02 سبتمبر 2024، 3:43 م

يعتقد كثيرون أن المناظرة المرتقبة بين المرشحين لانتخابات الرئاسة الأمريكية، الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس، ستحدد بنسبة كبيرة هوية الفائز ببطاقة الدخول إلى البيت الأبيض خلفاً للرئيس الحالي جو بايدن.

ويرجع ذلك إلى تقاليد المناظرات في التاريخ الأمريكي، والتي يستخدم فيها "الخصمان" كل الحيل والمواهب والإمكانيات في سبيل كسب النقاط وقلوب المؤيدين، وقد تصل بأحدهما إلى استخدام "الضربة القاضية" التي قد تعبّد أمامه الطريق إلى الرئاسة حتى قبل فتح صناديق الاقتراع.  

مناظرة سابقة

في 27 يونيو/ حزيران، التقى دونالد ترامب وجو بايدن في مناظرة تلفزيونية مباشرة، كانت الأولى والأخيرة من نوعها بينهما، بدا فيها أداء بايدن مهتزًا ومتعثرًا، ولم يتمكن على إثرها من كسب الترشح كرئيس لولاية ثانية في مواجهة خصمه الذي بدا أكثر نشاطًا وحضورًا.

وعقب هذه المناظرة ارتفعت أسهم الرئيس السابق والمرشح الجمهوري بشكل واضح، باعتباره الأكثر قرباً من الدخول إلى البيت الأبيض.

وعزز هذه الفرضية تعرض ترامب بعد هذه المناظرة بأيام لمحاولة اغتيال خلال خطاب أمام حشد من مؤيديه في ولاية بنسلفانيا، ما أنتج حملة تضامن واسعة مع الرئيس السابق على المستوى الوطني.

وظهرت حملة التضامن تلك في الحشد الكبير الذي تدفق إلى ميلووكي في ولاية ويسكونسن لحضور مؤتمر الحزب الجمهوري الذي سمى دونالد ترامب مرشحاً قوياً للحزب.

لعبة القدر .. لا تكتمل

بدا الأمر وكأن القدر لعب لعبته لصالح المرشح الجمهوري هذه المرة، فطريقه إلى البيت الأبيض بات معبّداً لاستقباله فائزاً بلا منازع، ودعمت  استطلاعات الرأي المتواترة تفوقه الواضح على الرئيس الحالي "جو النعسان" كما يصفه ترامب.

أيام قليلة وضغوط كثيرة تضافرت بعد ذلك لتبعد "جو المغدور" عن الترشح لولاية ثانية، بعد الفشل الذريع في مقارعة ترامب، وتخلّي الجميع عنه، لتحل مكانه نائبته كامالا هاريس كمرشحة للحزب الديمقراطي بدعم وتأييد غير مسبوق.

وكان هذا التغيير بمثابة "النكسة" التي حلت على ترامب وحملته الانتخابية، إذ سرعان ما تحولت الأمور لصالح المرشحة الديمقراطية التي استطاعت توحيد الديمقراطيين خلفها بعد فترة انقسام مريرة وطويلة.

واليوم، وقبيل شهرين على توجّه الأمريكيين إلى صناديق الاقتراع، تظهر استطلاعات الرأي تنافساً متقارباً بين هاريس وترامب، فيما تتأرجح 7 ولايات ما بين المرشحين، من بينها بنسلفانيا التي تتابع هاريس منها زخم حملتها الناجحة، ضمن جولة مع نائبها تيم والز شملت جورجيا وستشمل ولايات أخرى مصنفة ضمن الولايات المتأرجحة.

وتبدو هاريس في وضع مريح بعد أن تجاوزت ترامب في جمع التبرعات، وفي استطلاعات الرأي التي كانت تظهر تقدمه قبل انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق الشهر الماضي.

وفي شهر واحد فقط، تمكنت هاريس من جمع نصف مليار دولار، وهو رقم قياسي. وفي المقابل أجّج ترامب حماسة قاعدته اليمينية بخطابات حذّر فيها من حصول كارثة؛ بسبب المهاجرين الذين وصفهم بالمجرمين، ورسم صورة قاتمة لبلد في حالة "انحدار" لا يمكن لأحد غيره إنقاذه.

أخبار ذات علاقة

" أزمة الميكروفون" تحتدم بين هاريس وترامب قبيل المناظرة المرتقبة

مناظرة فاصلة

والآن، توصل المرشحان اللدودان إلى اتفاق بشأن قواعد المناظرة المقررة في 10 أيلول/ سبتمبر، حيث أكد ترامب في منشور له على منصته "تروث سوشال"، أن المناظرة ستُعقد وفقًا لقواعد (CNN)، في إشارة إلى حل مشكلة كتم الميكروفونات التي أثيرت مؤخراً.

وستكون المناظرة، بحسب ترامب، يوم الثلاثاء المقبل، في فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا، تستضيفها قناة (ABC نيوز)، والتي وصفها ترامب بأنها القناة الأكثر ظلمًا ووقاحة في هذا المجال، مشيرًا إلى أن المناظرة ستتم وقوفًا لمدة 90 دقيقة.

ولن يتمكن المرشحان، خلال المناظرة، من إحضار ملاحظات أو ما قال ترامب عنها بـ "أوراق الغش"، وحصل ترامب على تأكيدات بأن المناظرة ستكون عادلة ومنصفة، ولن يمنح أي من الجانبين الأسئلة مقدمًا.

وكعادته هاجم ترامب هاريس، والتي قال إنها لم توافق على إجراء مناظرة أخرى، ولكنه ترك الباب مفتوحًا أمامها في حال قامت بتغيير رأيها، وهي بالنسبة له تفعل ذلك دائمًا في كل واحدة من معتقداتها السياسية، حيث تقوم بتغيير رأيها باستمرار.

ارتفاع الخطوط الزرقاء

وبعد خروج بايدن ودخول هاريس على خط الانتخابات، عادت الحملة الديمقراطية إلى التوازن، وارتفعت الخطوط الزرقاء التي تمثل فرص هاريس في الفوز، وتأرجحت الخطوط الحمراء التي تمثل الجمهوريين.

ويتطلع الجمهور الأمريكي إلى مناظرة ثانية بين الديمقراطيين والجمهوريين، ستكون الأولى بين ترامب وهاريس، اللذين لم يتبادلا كلمة واحدة وجها لوجه، رغم التراشق المرير الذي جرى عن بعد بأعداد كبيرة. 

ويتوقع المراقبون ظهور لغة "غير لائقة" بين الحزبين إذا أُبقِيت الميكروفونات مفتوحة، بالنظر إلى ما يضمره كل جانب لخصمه، والدرجة الكبيرة من العداء التي تظهر في اللغة التي يتحدث بها كل مرشح عن الآخر خلال التجمعات الانتخابية.

ويعتمد المرشحون للرئاسة الآن على مثل هذه المناظرات لكسب المزيد من النقاط من الناخبين الذين يدركون أن حياتهم اليومية لن تتأثر بشكل عميق بتغير شخصية الرئيس، لذلك يفضلون الاستمتاع برؤية المرشحين يتقاتلون وجهاً لوجه، ومن يظهر المزيد من القوة والحضور والكاريزما هو الذي سيسود في نظر الجمهور.

أخبار ذات علاقة

"تعكس مأزقا خطيرا".. حملة ترامب تراهن على المناظرة لكسب الزخم

دروس التاريخ

قد تبدو دروس التاريخ مفيدة هنا. وبالعودة إلى مناظرات شهدتها الانتخابات الأمريكية، وكانت حاسمة في فوز المرشح الأفضل، تعود إلى الذاكرة المناظرة الشهيرة بين نيكسون وكينيدي في انتخابات 1960، والتي حسمت ترجيح الميزان لصالح كينيدي، ليس بسبب قوته..

ولكن لأن نيكسون ظهر مريضاً وشاحباً ونحيفاً في أثناء المناظرة، ولم تشفع له خبرته في الشؤون الخارجية، كما نجح كينيدي بمظهره الشاب والحيوي، وهذا العامل (الشباب) يميل إلى كفة كامالا هاريس، ويضاف إليه أنها في حال فوزها ستكون المرأة السوداء الأولى التي تصل إلى منصب الرئيس، وهنا من المؤكد أن دعم النساء لها سيشكل عاملا مساعدا.

في مناظرة ثانية شهيرة، عززت خبرة ريغان موقفه الانتخابي بخبرته كممثل يجيد الوقوف أمام الكاميرا في مناظرته مع كارتر، وأنقذته خفة ظله من السقوط أمام والتر مونديل، رغم تقدمه في السن وشباب مونديل الذي فاز في المناظرة الأولى.

وفي نهاية المناظرة الثانية، قال ريغان إنه لن يستغل "شباب" مونديل وافتقاره للخبرة (ريغان نفسه) في حملته، لذا حقق فوزًا ساحقًا.

وهنا يبدو ترامب الموهوب بالوقوف أمام الكاميرا وخفيف الظل في تعليقاته وشتائمه، الأكثر حظاً من كامالا التي تفتقر إلى الخبرة والموهبة التمثيلية.

الفصل الأخير

هذه المواجهة بين ترامب وهاريس قد تكشف عن نقاط القوة لدى كل من الشخصيتين، وربما تبرز جوانب سيئة فيهما. فكلا الطرفين معتاد على إهانة الآخر علناً.

وقد يستخدمان الأسلوب نفسه في المناظرة، التي تهدف في الأساس إلى اختبار ثقافة المرشح وقدرته على المواجهة ومدى معرفته السياسية التي قد تساعد الناخب في تحديد اتجاه بطاقته الانتخابية، وفقاً لتأثير كل مرشح عليه. لذلك يحتاج المرشحان إلى كل ما لديهما من خبرة وحدس وقدرة على الرد، وإلى الفظاظة أيضاً.

خلاصة القول إن المتنافسَين الجمهوري دونالد ترامب، والديمقراطية كامالا هاريس، يدخلان الفصل الأخير من سباق محتدم إلى البيت الأبيض، وكل منهما يضع في ذهنه أن المناظرة المرتقبة في العاشر من الشهر الجاري ستكون الفيصل في من يحجز بطاقة الدخول إلى البيت الأبيض بعد نحو 65 يوماً، ولذلك لن يدخر كلاهما أي جهد في كسب النقاط أو حتى الفوز بضربة قاضية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC