روبيو: الولايات المتحدة تلغي جميع التأشيرات لمواطني جنوب السودان
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يُبقي الصين في حالة تخمين بشأن تهديدات الرسوم الجمركية، في حين أرجأ ما بدا أنه صراع وشيك بشأن التجارة.
وتابعت الصحيفة أن ترامب وجّه الوكالات الفيدرالية لتقييم العلاقة الاقتصادية مع الصين، بدلا من فرض الرسوم الجمركية على الفور كما هدد.
وبحسب الصحيفة، أثارت انتقادات ترامب للصين خلال الحملة الانتخابية وبعد انتخابه شبح أن اليوم الأول من رئاسته الثانية سيُشعل من جديد حربًا تجارية بين أكبر اقتصادين في العالم. لكن الرئيس ترامب أرجأ، عندما تولى منصبه هذا الأسبوع، التهديد بفرض رسوم جمركية، وأعرب عن استعداده لإجراء محادثات تجارية مع الزعيم الصيني، ما أدى إلى تأجيل ما بدا أنه صراع وشيك، بينما كرر التهديدات باتخاذ إجراءات ضد بكين في مسائل التجارة والتكنولوجيا والأمن.
"بداية إيجابية"
وفي هذا السياق، قال وانغ هوياو، رئيس مركز الصين والعولمة، وهو مركز أبحاث في بكين ومستشار للحكومة الصينية، إنه "من وجهة نظر الصين؛ هذه بداية إيجابية للغاية".
ويُضاف إلى ذلك أنه وقّع على منح "تيك توك" مزيدًا من الوقت لمعرفة كيفية الاستمرار في العمل في الولايات المتحدة، بعد أن توقف التطبيق المملوك للصين لفترة وجيزة تحت التهديد بالحظر الدائم.
وقال ترامب أيضًا إنه قد يزور الصين هذا العام، بعد أن تحدث مع الزعيم الصيني شي جين بينغ الأسبوع الماضي.
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب كرر الاتهامات بأن بكين تصرّفت بشكل غير عادل في مجالات مثل التجارة والمناخ، ودعا إلى مزيد من التعاون الصيني في إنهاء الحرب الأوكرانية ووقف تدفقات الفنتانيل إلى الولايات المتحدة.
وكما حذر من أنه قد يفرض تعريفة بنسبة 10% على الواردات من الصين ابتداءً من شهر فبراير/ شباط القادم.
علاقة متقلبة
من جهتها، أعربت بكين عن استعدادها للتحاور مع إدارة ترامب، في حين واصلت انتقاد ما وصفته بالأحادية الأمريكية.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية الثلاثاء الماضي: "على الرغم من كل الخلافات والاحتكاكات، يتمتع البلدان بمصالح مشتركة هائلة ومساحة للتعاون"، مضيفًا أن "الصين مستعدة للعمل مع الولايات المتحدة لتحسين العلاقات من نقطة بداية جديدة".
ولفتت الصحيفة إلى أن علاقة الصين مع ترامب كانت متقلبة في الماضي، وشهدت فترة شهر عسل خلال رئاسته الأولى.
إشارات متضاربة
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة سنغافورة الوطنية، جا إيان تشونغ: "كان ترامب يرسل إشارات متضاربة منذ الحملة الانتخابية، متأرجحاً بين الخطاب المتشدد بشأن الرسوم الجمركية والحديث عن علاقاته الشخصية مع شي".
وأضاف تشونغ: "إذا كانت ولاية ترامب الأولى تمثّل أي مؤشر، فمن المرجح أن تكون هناك بعض المفاوضات".
وأردفت الصحيفة، بحسب خبراء أنه إذا نفذ ترامب تهديداته، فإن الصين تعتقد أنها في وضع جيد لتخفيف الأضرار وحتى جني بعض الفوائد؛ إذ يمكن للصين أن تتغلب على التعريفة الجمركية بنسبة 10% من خلال تقديم حوافز مثل التخفيضات الضريبية للمصدرين. ومن الممكن أن يؤدي الانكماش في الصين إلى إبقاء البضائع الصينية جذابة للمشترين الأمريكيين على الرغم من الرسوم الجمركية الإضافية.
واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أن بكين حاولت أيضًا تحقيق أقصى استفادة من ازدراء الرئيس الأمريكي العائد للمنظمات المتعددة الأطراف؛ إذ إنه وبعد يوم واحد فقط من تحرك ترامب لسحب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية واتفاقيات باريس للمناخ، أكدت الصين دعمها لكليهما، حيث صوّرت نفسها كبطل للتعاون العالمي.
ومن جانبه، استشهد ترامب بالصين عند مناقشة قراراته بالانسحاب من اتفاق باريس ومنظمة الصحة العالمية، قائلا إن بكين "تلوّث البيئة دون عقاب" ولم تسهم بأموال كافية لوكالة الصحة التابعة للأمم المتحدة. كما اتهم الصين بالسيطرة على قناة بنما.
وخلصت الصحيفة إلى أن ترامب رغم تملّقه للصين أحيانًا وتقديمه مبادرات مبكرة، لكنه يظل يعتبرها مُنافسًا استراتيجيًا، ويمكن أن يتحول إلى موقف أكثر عدوانية في أي لحظة.
