logo
العالم

رغم تحالفها مع روسيا.. لماذا تعجز النيجر عن وقف الهجمات الدموية؟

رغم تحالفها مع روسيا.. لماذا تعجز النيجر عن وقف الهجمات الدموية؟
إحدى الأسواق مدينة جيبيا في النيجرالمصدر: رويترز
17 أغسطس 2024، 4:12 م

بعد مرور نحو سنة على الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس السابق محمد بازوم، لا تزال النيجر تعاني من وضع أمني هش، على الرغم من تحالفها مع روسيا بدلاً من فرنسا التي طُردت قواتها، شأنها شأن القوات الأمريكية.

جاء ذلك بعد أن أعلنت السلطات النيجرية مقتل 15 مدنيًا وإصابة عدد غير محدد في هجمات شنها "إرهابيون"، استهدفت قرى في منطقة تيلابيري غرب البلاد، قرب الحدود مع بوركينا فاسو.

أخبار ذات علاقة

النيجر.. مصرع 52 على الأقل غرقا جراء الفيضانات

وجاء في بيان للجيش النيجري: "في منطقة ميهانا، ارتكبت عناصر إرهابية عدة أعمال عنف شنيعة ضد السكان المدنيين العزل، وكانت الخسائر فادحة ومأساوية"، دون الإشارة إلى أي تاريخ.

وكانت ميهانا من بين ست مناطق مستهدفة في منطقة تيلابيري التي تقع على حدود النيجر مع مالي وبوركينا فاسو، حيث يلجأ عناصر تنظيم داعش والقاعدة للاحتماء.

وقال الخبير العسكري في شؤون الساحل الإفريقي عمرو ديالو: "إن التحالف الذي دخلت فيه النيجر ليس فقط مع روسيا، بل أيضًا مع بوركينا فاسو ومالي، لا يمكن أن يعطي نتائج ملموسة الآن، لأن الجماعات المسلحة اكتسبت زخمًا أكبر خلال الأشهر الماضية التي شهدت ارتباكًا من قبل المجلس العسكري الانتقالي جراء العقوبات الدولية ومحاولاته إعادة ترتيب أموره الداخلية".

وأوضح ديالو لـ"إرم نيوز" أن التحالف قد يُثمر عن نتائج في الأشهر القادمة، خاصة إذا ما تم جمع معلومات استخبارية مهمة حول نشاط الجماعات المسلحة، التي تنشط بشكل مكثف خاصة على الحدود مع بوركينا فاسو.

مأزق حقيقي

وأكد أن "الخروج الفرنسي ترك فراغًا حاولت الجماعات المسلحة استغلاله ونجحت إلى حد ما في ذلك، لكن أعتقد أن النيجر قادرة في الفترة المقبلة على تحقيق مكاسب ما، خاصة في ظل ما يتردد حول إمكانية قيام السلطات النيجرية بصفقات معينة وأيضًا الزيادة في عدد الجيش".

من جانبه، قال المحلل السياسي المتخصص في شؤون الساحل الإفريقي جيروم بونيه: "إن النيجر في مأزق حقيقي، فالروس لم يكن أداؤهم بالمستوى الذي كانت تطمح إليه دول المنطقة، ورأينا الانتكاسات في مالي، لذلك لا أعتقد أنه من الممكن تعليق آمال كبيرة فقط على التحالف مع روسيا".

وأكد بونيه لـ"إرم نيوز" أن المشكلة تكمن في أن النيجر قطعت بشكل مباشر وسريع العلاقات وطردت القوات الغربية، ما سمح للجماعات المسلحة بإيجاد هامش للمناورة في بلد يشهد انتشارًا لعصابات منظمة وغير ذلك.

ولفت إلى أنه "من غير الواضح أيضًا إذا ما كانت النيجر لديها خطط معينة في هذه المرحلة في حربها مع الجهاديين، لذلك أعتقد أنه من الصعب التكهن بما ستحمله المرحلة المقبلة من تطورات ميدانية عسكرية في النيجر".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC