لا شك في أن مسألة الأصول والعرق تؤثر بشكل جلي في تحديد خيارات الناخب الأمريكي الذي يعيش في مجتمع متعدد ومتنوع عرقيا وعقائديا، إذ كان لافتا كيف اختلفت، وإن لم يكن بشكل تام اتجاهات الناخبين من أصول جنوب آسيوية بعد انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق الانتخابي ودخول نائبته كامالا هاريس ذات الأصول الآسيوية ساحة التنافس مع المرشح الجمهوري دونالد ترامب.
وقبيل انسحاب الرئيس بايدن، أظهر استطلاع رأي أجرته منظمة (APIAVote) انخفاضًا بنسبة 19% في الدعم له بين الأمريكيين من أصل جنوب آسيوي، واليوم مع دخول هاريس السباق، فإن عدة تقارير تتحدث عن تحول ملحوظ في اتجاهات الناخبين من أصول جنوب آسيوية.
وينظم نشطاء من أصول جنوب آسيوية عشرات الفعاليات في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، تشمل حملات اتصال هاتفي، وزيارات للناخبين، فضلا عن رسائل الدعم، واجتماعات عبر تطبيق "زووم" لعشرات الآلاف لحشد الدعم، وفقا لصحيفة "ذا هيل".
ونقلت الصحيفة، عن شينتان باتيل، المدير التنفيذي لمؤسسة Indian American Impact قوله: "لقد أطلقنا حملة اتصالات هاتفية في ولاية بنسلفانيا ستقام هذا الأسبوع، وقد سجل فيها ما يقرب من 300 متطوع للمشاركة في الاتصالات الهاتفية".
وبحسب آخر تعداد عام 2020، يوجد حوالي 6.5 مليون جنوب آسيوي في الولايات المتحدة، فيما تشير تقديرات إلى أن هناك حوالي 750 ألف ناخب أمريكي من أصل هندي في ولايات متأرجحة مثل ميشيغان وبنسلفانيا وجورجيا وويسكونسن.
استلهام التراث المشترك
وأثار ترشح هاريس التي تنحدر من أصول جامايكية وهندية، وتعرّف نفسها بأنها "سوداء" وآسيوية تفاعل ونقاش كبيرين بين الناخبين الآسيويين حول هويتها وسياساتها مستلهمين بذلك التراث المشترك وسط توقهم لرؤيتها في البيت الأبيض.
في جورجيا، التي فاز بها جو بايدن في عام 2020 بأقل من 12 ألف صوت، أدى الأمريكيون الآسيويون دوراً حاسماً في انتخابات الرئاسة والكونغرس في السنوات الأخيرة.
والولاية اليوم موطن لأكثر من 86 ألف ناخب مؤهل من جنوب آسيا، وفقاً لبيانات مجموعة A.A.P.I البحثية حول الأمريكيين الآسيويين وسكان جزر المحيط الهادئ، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز".
ووفقًا لمسح أجراه مكتب الإحصاء الأمريكي مؤخرًا، يشكل الأمريكيون الهنود الآن أكبر نسبة بين الأمريكيين الآسيويين.
وتضم أريزونا وجورجيا ونيفادا وميشيغان مجتمعات هندية كبيرة نسبيًا يمكن أن تكون مؤثرة في سباق متقارب نحو الرئاسة، وفقا لوكالة "أسوشيتد برس".
ترامب "المشكك"
ولا تغيب أصول هاريس عن خطاب ترامب الانتخابي، إذ شكك المرشح الجمهوري في وقت سابق في أصولها، متسائلا إن كانت من أصول هندية أم سوداء، متهما إياها بالتنكر لأصولها الهندية فيما اعتبر البيت الأبيض تصريحات الرئيس السابق "مهينة".
والتشكيك بأصول هاريس لا يقتصر على ترامب الذي يتهم بتبني خطاب عنصري في أمريكا وبث الفرقة والانقسام، إذ فعلت ذلك أيضا جهات تنتمي إلى اليمين المتطرف عبر الإنترنت.
إزاء ذلك، تدافع حملة ترامب عن موقف ترامب بالنسبة لهوية هاريس، إذ تؤكد أن هاريس توظف أصولها وفقا لمصالحها الانتخابية، فيما يخشى جمهوريون أن ترتد هذه التصريحات على فرص ترامب في استقطاب مزيد من الناخبين.
